حجم النص
بقلم / عبدالرضا الساعدي أدهشني فعلا ما فعلته إحدى الدول الفقيرة _كجزء من اهتمامها السياحي ووفقا لإمكاناتها المادية المحدودة على ما يبدو _ بأن قامت بتزيين جدران البيوت القديمة بطلاء ملون، حتى بدت هذه المناطق وكأنها عبارة عن لوحة فنية بديعة وغير مكلفة!.. هذا الموضوع دفعني للتساؤل، ونحن أهل الخيال والفن والإبداع، لماذا لا نبادر بتغيير ألوان جدراننا الكابية الحزينة، كجزء من ردنا الحضاري على ما يحصل من بؤس وظلام وكآبة ؟! ولماذا ننفق المليارات المهدورة على مشاريع بائسة لا تمنحنا بهجة ولا لمسة جمالية ؟! نعم بإمكاننا، وبإمكانات محدودة جدا، أن نجعل من الألوان عنوان حياة لمدننا التي أكلها جفاف الموت والعزلة واليأس.. الألوان من شأنها أن تمنحنا الأمل.. الألوان تغير من طباعنا اليومية والنفسية.. الألوان مصدر للتنوع الطبيعي والبشري والجمالي.. الألوان ثقافة ومدنية وذائقة راقية. الألوان شمس جديدة.. الألوان أطفال يبتسمون برغم القبح المستشري في الشوارع والمحلات والساحات. الألوان.. ورود وأزهار تطلقها أصابعنا وفرشاتنا وحدائق حبنا للحياة. الألوان لا تكلفنا شيئا سوى أن نبدأ بالتغيير ونزيح هذه السواتر والحواجز والجدران الرملية المحبطة لنا جميعا.. من حقنا أن نعيش في أجواء ملونة، بهيجة، متفائلة، إنها دعوة للجميع بأن يبدؤوا برسم الألوان بطريقة تليق بإبداعنا وخيالنا وتاريخنا الحضاري.. إنها حدائق مجانية يملكها كل منا، وبوسعنا أن ننشرها في الأجواء ونتنفس بعمق ونشوة كسلاح ضد الموت اليومي الذي يمارسه أهل الظلام والقبح والتخلف.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!