تعتبر السياسة الاقتصادية الناجحة الوسيلة لتحقيق رفاهية المجتمع . لهذا تقوم حكومات الدول باستخدام الموارد المتاحة استخداماً يضمن استخلاص أقصى المزايا الممكنة لإشباع حاجات المجتمع ومن بين تلك الوسائل هو القطاع الخاص الذي لا زالت الأنظار تتجه نحوه لمشاركته في التنمية وبناء الاقتصاد ودفع عجلة نموه في العراق الجديد ، وللقطاع الخاص مدافع عن كافة قضاياه الاقتصادية والتجارية من اجل انعاش دورها وتنظيم امورها وهذا المدافع يتمثل بالغرف التجارية تشمل نشاطاتها الدفاع عن التجارة الحرة واقتصاديات السوق وتنظيم مؤسسات الأعمال ومحاربة الفساد المالي والجريمة التجارية إضافة إلى دروها في التحكيم في بعض القضايا وحل بعض النزاعات التي قد تقع في السوق التجاري.

وبهدف التعرف على بعض ما تقوم به غرف التجارة في العراق الجديد، أجرينا حوارا مع رئيس غرفة تجارة كربلاء المقدسة الاستاذ نبيل الأنباري وسألناه

مالجديد في عمل غرفة تجارة كربلاء ؟

ج- أن محافظة كربلاء ستشهد إنشاء معمل إسمنت ثان غرب كربلاء، وإن هذا المعمل سيقدم إنتاجه إلى محافظة كربلاء والمحافظات المجاورة واننا من خلال زيارتنا الى روسيا مؤخرا مع الوفد التجاري لاتحاد الغرف التجارية حصلت عدة اتفاقيات تجارية حول الاستيراد وإقامة المشاريع الكبيرة في عموم القطر ومدينة كربلاء المقدسة بالخصوص وأن من بين الاتفاقات التي حصلت أقامة معمل اسمنت بالقرب من منطقة وادي الأبيض غرب كربلاء المقدسة يخدم المحافظة في إنتاجه ويشغل ما يقارب 1000 من الأيدي العاملة فيه إضافة إلى خدمات النقل، كما إن غرفة تجارة كربلاء استحدثت مركزا للدراسات والأبحاث الاقتصادية باشراف الدكتور ( صفاء عبد الجبار الموسوي) يهدف إلى ربط اتجاهات وسياسات التطور والتنمية في محافظة كربلاء المقدسة بالجانب العملي فضلا عن تنظيم سير العملية التجارية في المحافظة كما يهدف هذا المركز إلى دراسة الظواهر والمشاكل الاقتصادية وإعداد الدراسات الاستشارية ودراسات الجدوى الاقتصادية للمؤسسات والشركات والأشخاص المعنوية والطبيعية الراغبة بالاستثمار والعمل وفق منهج علمي سليم.

ماهي امتيازات هوية غرفة التجارة ؟

ج- إن الامتيازات ورد النص عليها في قانون الغرف التجارية العراقية والنظام الداخلي رقم 43 لسنة 1989 في المادة الثالثة منه حصرا ومنها على سبيل الذكر لا الحصر المشاركة في المعارض التي تقام داخل العراق وخارجه وبالتنسيق مع الجهات المختصة ( وخصوصا سوريا في الوقت الحاضر) وكذلك الاشتراك في المناقصات والمزايدات التي تعلنها دوائر الدولة المختلفة كشرط أساسي أو إضافي إلى هوية اتحاد المقاولين العراقي لتحديد الكفاءة والمقدرة والقدرة المالية والتجارية وكذلك الاستفادة من خدمات مركز الدراسات والبحوث الاقتصادية في إعداد دراسة جدوى اقتصادية لأي مشروع تجاري مقترح وكذلك الاستفادة من خدمات جمعية وماء كربلاء التعاقدية للإسكان في الحصول على قطعة أرض حيث تم توزيع 928 قطعة لمنتسبي الغرفة حصرا إضافة إلى المزايا الأخرى.

أما امتيازات حامل هوية غرفة التجارة خارج البلد فهي كثيرة أولها لا يمكن المشاركة لغير حاملها في أي معرض أو مركز مبيعات يتمثل في سوق كبير يشارك فيه عدد من دول أجنبية وعربية بل يجب أن يترشح من الغرفة والاتحاد وكذلك تطالب بها(أي الهوية) الجهات الرسمية في الخارج للحصول على ميزة دخول للدول.

ما نوع التسهيلات التي تقدمها الغرفة للتجار ؟

ج- بتاريخ (26/2) زار وفد من فريق الإعمار الأمريكي غرفة تجارة كربلاء المقدسة بهدف التباحث حول تطوير العلاقات التجارية بيننا وبين الجانب الأمريكي وشمل اللقاء الحديث حول ضرورة منح قروض ميسرة إلى التجار في المحافظة من أجل تطوير واقع التجارة في المدينة، كما اتفقنا مع وفد فريق الإعمار الأمريكي في الوصول لإنشاء مصرف تجاري في غرفة التجارة مع توأمتها بإحدى الغرف التجارية في الولايات المتحدة الأمريكية وكان من ضمن المباحثات التي جرت بيننا هو تبادل الخبرات والدراسات والتكنولوجيا واستقبال المستثمرين لإنعاش حركة الاستثمار الواعدة

وأن المصرف التجاري المزمع بناؤه في نفس بناية غرفة تجارة كربلاء سيكون وفق شروط البنك المركزي العراقي وهدفه الأساس هو المساهمة في تحويل المستندات المصرفية وتسهيل الأموال ومناقلتها بين الدول.

هل من توقعات بعودة رؤوس الأموال المهاجرة؟

ج: نحن نتوقع عودة رؤوس الأموال المهاجرة خصوصا بعد توفير الجانب الأمني للمدينة المقدسة والمزايا التي يتمتع بها قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006علما نشاط غرفة التجارة واضح في تأثيره على السوق بواسطة حركة الاستيراد المستمرة وإدامة العلاقات بين مختلف الجهات الاقتصادية الفاعلة في المحافظة\"

واننا ومن خلال حضورنا مؤتمر الاستثمار في لندن بحضور دولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي تم اللقاء مع المغتربين العراقيين الموجودين في لندن وباقي دول العالم حيث تم عقد شركة براسمال 100 مليون دولار لانشاء مجمعات سكنية منها فندق سياحي ومطعم سياحي خمسة نجوم في منطقة حي العباس وشارع ميثم التمار الواقع في مركز المدينة وهذا يدل على ان هناك نوايا لدى التجار المغتربين لاستثمار اموالهم داخل العراق عموما ومدينة كربلاء بوجه الخصوص

لماذا لا يتم تفعيل عملية إقامة المعارض التجارية في المحافظة؟

ج: طالبت غرفتنا الجهات الرسمية في المحافظة بتخصيص قطعة ارض لإقامة معرض كربلاء الدولي الدائم وأعلنت عن استعدادها لدفع مبلغ الأرض ونحن بانتظار جواب المحافظة ورغم ذلك التأخير فقد تم إقامة معارض مختلفة في القاعة الرياضية المغلقة كان أخرها المعرض الإيراني للمنتجات الصناعية والزراعية وغيرها.

أما فيما يخص دعوة الشركات الأجنبية للعمل في مجالات إستراتيجية وضمن مشاريع البناء في المدينة فإننا وعلى مدار الأيام نستقبل شركات أجنبية وعربية للعمل في المدينة وفي مجال التخطيط الاستراتيجي مشتركا مع هيئة الاستثمار في المحافظة.

هل رجال الإعمال العراقيون مهتمون بعملية إعادة بناء العراق ؟

ج: بعد تحسن الوضع الاجتماعي في القطر بصورة عامة والمحافظة بصورة خاصة وهذا كان واضحا في الزيارة الأربعينية الماضية وبإشادة جميع الوافدين، فان جميع المؤشرات تؤكد ان هناك اهتماما حقيقيا في هذا المجال وقد تم عقد أكثر من لقاء بهذا الشأن،تمخض عنه عدد من البروتوكولات الاقتصادية سواء تجارية أو صناعية أو زراعية أو استثمارية بين التجار العراقيين وأقرانهم من العرب والجانب.

ماهي الاجراءات التي ستتخذونها بشان الأسماء الأجنبية على واجهات المحال التجارية ؟

ج- إن اتحاد غرف التجارة العراقية سيصدر تعليمات صارمة لتنظيم أسماء المحال التجارية، لتنسجم مع الثقافة والذوق العام، مضيفا أن:الأسماء التي تستخدم اليوم على واجهات المحال التجارية، لاسيما الحديثة منها، كلها أجنبية، وهذا الأمر يضر باللغة العربية، ويسهم في ترويج لغة أخرى خلال التعاملات اليومية للمواطنين\"

موقع نون خاص