حجم النص
مازال العراقيون تحت صدمة سقوط محافظة نينوى بيد داعش دون قتال رغم وجود قوات عراقية كبيرة مجهزة بأحدث الاسلحة والاجهزة كانت مرابطة هناك ولا يمكن قياسها باي شكل من الاشكال مع المجموعات المسلحة لداعش. من حق العراقيين الا يصدقوا ما حدث في الموصل، لسبب بسيط وهو ان داعش ورغم ما تملكه من حواضن في محافظة الانبار ورغم مرور اكثر من عقد على تواجدها هناك الا انها مازالت عاجزة عن فرض سيطرتها على تلك المحافظة، هذا اذا ما استثنينا مدينة الفلوجة، وكذلك لانشغال هذا التنظيم الارهابي في القتال في سوريا. ان ما تم الكشف عنه من وثائق وكذلك من تصريحات بعض الجنود الذين انسحبوا من الموصل، ومن تصرفات محافظ نينوى اثيل النجيفي ومن التطورات المتلاحقة التي اعقبت سقوط الموصل، اكدت صدقية مشاعر العراقيين ازاء ما حدث في الموصل، فكل تلك القرائن تؤكد ان امرا ما دبر في ليلة الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو. لقد كشفت كتب رسمية صادرة عن محافظ نينوى اثيل النجيفي، ان الاخير أمر جميع الدوائر الرسمية بالمحافظة تزامنا مع بدء هجوم تنظيم داعش على الموصل، بإتلاف وحرق كافة العقود وجميع الوثائق الرسمية التي تحمل توقيعه وشدد على جميع الموظفين والعاملين بعدم مواجهة ارهابيي داعش، الذين اطلق عليهم اسم "المجاهدين"، والهرب بأي وسيلة. ففي احدى هذه الوثائق يقول النجيفي:انه "نظرا للظروف العصيبة التي تمر بها المحافظة وقناعتنا بعدم قدرة الجيش على مواجهة المجاهدين، نوجه بالالتزام بالتعليمات التالية في كافة الدوائر والمؤسسات التابعة للمحافظة: - إتلاف وحرق كافة العقود وجميع الوثائق التي تحمل اسم وتوقيع المحافظ. - على جميع الموظفين والعاملين عدم مواجهة المجاهدين والهرب بأي وسيلة حفاظا على الأرواح والممتلكات. - تقليل الحراسات الليلية حفاظا على أرواح المنتسبين. ويعاقب بأشد العقوبات المخالف ويتم طرده من وظيفته أو إحالته إلى لجان تحقيق مختصة بأمن المحافظة. هذه التعليمات الصارمة كان قد سبقتها حملة مسعورة قادها النجيفي وشقيقه رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي ضد الجيش العراقي، وكانت تهدف الى بث الفرقة بين منتسبيه وتشتيت قواه وخلق هوة بينه وبين ابناء المحافظة، في المقابل كانت الادارة المحلية والمحافظ يغضون الطرف على نشاطات وتحركات عناصر داعش في المحافظة. اما الحرب النفسية الخبيثة التي شُنت على منتسبي الجيش من قبل بعض الضباط البعثيين، الذين تم اعادتهم باصرار البعثيين الذين اندسوا وفرضوا على العملية السياسية ومن بينهم الشقيقان النجيفي الحاقهم بالجيش العراقي للاستفادة من خبراتهم!!، فقد خلقت حالة من الهلع النفسي بين الجنود عبر التاكيد على عدم الانتحار في مواجهة داعش، وصدرت اوامر بالانسحاب، وهذه المعلومات كشف عنها العديد من الجنود الذين هربوا الى كردستان. لا نكشف سرا ان قلنا ان الغالبية العظمى من قادة داعش وقبلها القاعدة في العراق هم من كبار قادة الحرس الجمهوري الصدامي، حتى ان داعش اطلقت على هجومها على الموصل "غزة عبد الرحمن البيلاوي"، فعبد الرحمن هذا كان الرجل الثاني في تنظيم داعش، وكان احد منتسبي الحرس الجمهوري برتبة عقيد في ظل النظام الصدامي قبل ان يلتحق بالزرقاوي ويتسلق سلم القيادة في القاعدة، وقد قتل قبل فترة قصيرة، وهو ما يكشف العلاقة العضوية بين ايتام النظام الصدامي من قوات امن وحرس جمهوري وقوات خاصة وبين القاعدة. اما على صعيد البعثيين الذين فرضوا على العملية السياسية، فان ممارساتهم وتصرفاتهم بعد سقوط الموصل، تكشف حقيقة ان هناك مؤامرة خطيرة حصلت، فهولاء البعثيون ومن ورائهم الرجعية العربية، اخذوا ينفذون الدور الذي انيط بهم في اطار هذه المؤامرة، فجميع الكتل البعثية حملت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية ما حصل، ورفضت دعوته الى فرض حالة الطوارىء، التي دعا اليها المالكي، دون ادنى شعور بالمسؤولية ازاء المخاطر التي تحدق بالعراق وشعبه، حتى ان البعثيين اخذوا يمارسون حربا نفسية على العراقيين، كما مارس قادة الجيش في الموصل ضغوطات نفسية على الجنود، حيث اخذوا يصرحون عبر الفضائيات العربية ان داعش تتحرك صوب بغداد وان الجيش لامقدرة له على مواجهتهم، وكانهم يزفون بشرى لايتام النظام المقبور والرجعية العربية وعلى راسها السعودية، وهو ما نشاهده وبشكل مكثف في اداء قناة "العربية" السعودية سيئة الصيت، التي اعتبرت نصر داعش نصرها، واخذت تنفث سما، كما تنفث الافعى، ضد الشعب العراقي المظلوم. هذا ما تم كشفه خلال اليومين الماضيين، وان الايام القادمة ستكشف المزيد من خيوط المؤامرة التي يواجهها العراق، وهو ما لمح اليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لذا فان الذي حصل في الموصل لم يكن تقاعسا بل خيانة وخيانة كبرى. * نجم الدين نجيب - شفقنا
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- مع اقتراب موعده.. هل تعرقل المادة 140إجراء التعداد السكاني؟