- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عبد الفتاح السيسي فرعون مصر المختار!
حجم النص
بقلم:رزاق عبود يومي الاثنين، والثلاثاء(26و27 ايار/مايس) يتوجه اكثر من خمسين مليون مصري يحق لهم التصويت من اصل 80 مليون مصري، "لانتخاب" رئيس مصر الجديد. لكن كل الاستفتاءات، والاستطلاعات، والتنبؤات، والترتيبات تشير الى فوز المشير بنسبة كبيرة. فاز مؤخرا باصوات 90% من مصريي الخارج! والمحتمل، ان تزيد هذه النسبة، او تقل قليلا. المراقبون المشاكسون يتوقعون عودة النسبة المرتبطة بانتخابات صدام حسين، وحسني مبارك 99.99%. المعروف، ان شباب مصر يشكلون 60% من السكان، وقد اعلن ممثليهم مقاطعتهم للانتخابات، لانهم يريدون حكما مدنيا، وكونهم واثقين، بان النتيجة معدة سلفا لحاكم عسكري. في كل المقابلات الصحفية، والتلفزيونية، والخطابات، والتصريحات يتحدث المشير، وكأنه الرئيس الحالي، والقادم. كل الصور، واللافتات، والبوسترات، والدعايات تسميه رئيس مصر، او الرئيس المصري. امريكا تتعامل معه كأنه الرئيس المصري. تنتطر فقط، ان تمنحه الانتخابات الشكلية الشرعية كاملة، لتبرر التعامل مع الانقلابي، الذي صار رئيسا. وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة، الذي حنث اليمين، وانقلب على رئيسه. وخان العهد مع شعبه، وسرق ثورته، واعتقل قادتها. لكن، وكما يبدو، فانه حتى لوغاب الشعب المصري كله، ليس فقط الشباب، فان السيسي هو فرعون مصر الجديد. ففي الاستفتاء على الدستور العسكري، لم يشارك سوى 38.6% ومع هذا، فان الدستور، الذي يضمن هيمنة عسكرية على المجتمع المصري اقر ويعمل به. المشير الذي قتل 600 من معارضيه بدم بارد في ساحة رابعة العدوية. ثم اصدر حكما بالاعدام الجماعي على 520. ثم لحقها قبل ايام حكم باعدام بحدود 300 شخصا بمحاكمات صورية تشبه المحاكم العسكرية في زمن الاحتلال. ففي الوقت، الذي تلغى فيه عقوبة الاعدام في كثير من دول العالم المتحضر يستمر المشير بقتل معارضيه بالجملة: محاكم صورية، او اغتيالات، او حوادث طرق، او انفجارات. الشعب المصري ثار من اجل سلطة مدنية متحضرة، لاسلطة عسكرية همجية متجبرة. تحول مبارك الى ملاك قياسا بجرائمهم. الاجرام، لا يقابل بالاجرام، والارهابيون، لا يقابلون بالارهاب. ربما يتهم "المنافس" الوحيد في الانتخابات حمدين صباحي بالارهاب، فيعتقل، او يعدم اذا اعترض بعد الانتخابات على نتائجها، او تزييفها. نأمل ان لايكون صباحين جزء من لعبة العساكر لمنح الشرعية لانتخابات مفبركة، ومعروفة النتائج. فلا زالت التهمة لكل من يعارض المشيرهي الجهل، اومناصرة الاخوان. في نفس الوقت الذي يعول فيه على الجهلة، والاميين، والذين اصابهم الخوف من الرعب الذي نشره المشير، واجهزة امنه، ومخابراته، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الشعب المصري.انه ينفذ تعليمات كتابي "الامير" لميكافيلي، و"كفاحي" لهتلر بحذافيرهما. التفت حوله نفس المجموعات من الابواق، والانتهازيين، والوصوليين من عسكريين، ومدنيين. نفس العصابات، التي كانت فاعلة، ونافذه في زمن مبارك تتصدر المشهد السياسي من جديد. فلول نظام مبارك يمسكون بكل مقاليد السلطة. كل معارص، ومختلف: صحفي، مثقف، متنور، فنان، كاتب..الخ، يهمش، او يغيب، او يعتقل، وابسطها يتهم بالارهاب. سياسة مزدوجة "يحارب" ثلة من الارهابيين، ويرهب الشعب المصري كله. العقلية العسكرية، والمخابراتية، والامنية هي المسيطرة. خلع البدلة العسكرية لا يجعله مدنيا، لا بتفكيره، ولا بسلوكه. سبقه الى ذلك السادات، ومبارك، وقبلهما عبد الناصر. الجيش، العسكر هم من حكموا، ولا زالوا يحكمون. السيسي، والعسكر معه لم ينسوا هتاف الجماهير المصرية، خاصة الشباب، والقوى المدنية، واليسارية، والديمقراطية: "يسقط، يسقط حكم العسكر"! السيسي، وجماعته، لن يغفروا ذلك، وجاؤوا ليعاقبوا المتظاهرين. وهاهم مرددي الشعار، تتوزعهم السجون، والمنافي، والمقابرعلى ايدي العسكر. وهو مستمر في معاقبتهم لرفضهم حكم المجلس العسكري، الذي كان يتنمي اليه. منع منظمات الشباب، وفي مقدمتها حركة 6 ابريل التي ساندت اضرابات عمال المحلة الكبرى، واشعلت الثورة ضد مبارك. كما اصدر قانون تعسفي يمنع التظاهر وهي مقدمة لنظام قمعي يحتقر الجماهير، ويحارب حرية الراي، والتعبير عىن الاراء، والافكار، ويعتقل الان كل شباب الثورة، ومناصريها، ومناضليها بتهم التجسس، وتشويه سمعة مصر. هكذا ككل الطغاة في العالم يربط الوطن بنفسه فهو الدولة، والدولة هو. من ينتقد السيسي ينتقد مصر، فكل ما يفعله "المنقذ المخلص" صحيحا. ادعى في حديث الى "الاهرام" انه راى وحيا كلفه بحكم مصر! بالضبط مثل فرعون ادعى الالوهية. وهاهو المشير السيسي "عليه السلام" يقول للمصريين "انا ربكم الاعلى فاعبدون". المراقبون الاجانب يتسائلون اين المعارضة؟ وياتيهم الواقع بالرد السريع: المعارضة في السجون، او مهمشة، او مهددة، او مطاردة، او مهجرة. حسب منظمات حقوق الانسان يقبع في سجون المشير اكثر من 20000 معتقل سياسي. فهو الحاكم الفعلي لمصر اما الرئيس عدلي منصور(طرطور) فهو واجهة لا غير. هل هي صدفة، ان الرجلين عملا في السعودية، التي وعدت بدفع نقص الميزانية لاسناد حكم العسكر في مصر؟! لقد حولوا مصر الى ساحة صراع بين غربان قطر، وجرابيع ال سعود. باع وزير الدفاع شرفه العسكري، وباع الرئيس طرطور شرفه القانوني. حرامي يكفل حرامي. حريات الصحافة، والرأي تنتهك يوميا. قتلة خالد سعيد يبرؤون، ويعتقل المحامي الذي يقود المظاهرات لدعم قضيته. زوار الليل ينتهكون حرمة البيوت، ويفتشونها بدون اوامر قضائية، وباساليب همجية، واعتقالات عشوائية، وكما يقول الناشطون المدنيون في مصر، فان العسكر "اطلقوا ماكنة الموت" لتحطيم الديمقراطية، التي ثار من اجلها المصريون، وقمع حرية الراي، التي ثبتها الدستور. زرعوا الخوف، والموت في كل مكان مثلما زرع صوره، التي زاد عددها عن الاعمدة، والجدران، والطيور. ابتسامتة الماكره، ونظرته الجامدة تطلان على المصريين في كل زاوية يتوعدهم بالويل، والثبور، والاعدام لكل من يقول لا! لايهمه امن مصر، بل امن امراء الخليج، وطواغيت بني سعود. اما بطالة الشباب، وعطالة المتخرجين، وازمة السكن، وغلاء الاسعار، وانقطاع الكهرباء، وانتشار الاوبئة، والامية ف"المنقذ" يطالبهم بالصبر، والواقعية، فهبات ال سعود توزع على الضباط الكبار اولا، وقدي لايبقى منها شئ لدعم الفقراء. على خريجي الجامعات بيع العيش، والخضروات على الارصفة. وتغليف بضاعتهم بنسخ من شهاداتهم. هذا ما يعدهم، ويطالبهم به فرعونهم الجديد. ان المقصود من وراء منع التظاهر، بعد ان اغتصب العسكر ثورتي شعب مصر هو التحسب لثورة ثالثة، بعد ان ينكشف الوجه الحقيقي لحكم العسكر، الذي يمنح كل الامتيازات للقادة الكبار، يفرط بامن مصر، ويحمي حدود اسارئيل، يبقى مصر مظلمة، ويبعث الغاز الى اسياده في تل ابيب. لكن الاغلبية الصامتة لن يطول صمتها، فلقد اسقطت مبارك، ومرسي، وستسقط الفرعون الجديد. سيتظاهرون ضد السيسي بعد ان ينتهي فعل مخدر البدلات العسكرية، والوجوه الصارمة، والمخابرات، والشرطة الامنية، والوعود الفارغة. عندما يرى الشعب المصري مظطهديه، قبل الثورة يحكمون، من جديد برعاية، وحماية العسكر، سينتفض من جديد. لقد ثار الشعب المصري ضد السادات، الذي وعده بأن الاستسلام، وبيع كرامة مصر، وتحويلها الى محمية امريكية سيجلب الرخاء، والنعيم. لكنهم لم يروا غير القطط السمان، والجوع فاتهمهم الرئيس العسكري المؤمن بالحرامية، وهو زعيم اللصوص. كما يتهم السيسي اليوم كل معارضيه بالارهاب، وهو الذي سلط الارهاب، والقمع، والخوف، والرعب على الشعب الوديع، وحول مصر الى محمية اسرائيلية. ان الخيار الان هو بين جمال عبدالناصر، وانور السادات. فهل تخرج الجماهير لاستعادة عزة، وكرامة، وهيبة مصر في زمن عبدالناصر، مع كل ملاحظاتنا عليه واختلافاتنا معه، ام تختار السلدات، الذي اذل المصرين، وجوعهم؟! مصر، وشعب مصر يستحقان الافضل فهي بلد الخير، والفن، والادب، والثقافة، والسياحة، والحضارة، والتسامح. نامل ان لا يسمحوا للعسكر التحكم برقاب اهل الكنانة من جديد! كاتب عراقي 23ـ5ـ2014
أقرأ ايضاً
- الجريمة المصرفية
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- الحدود العراقية الكويتية بين المطلاع والعبدلي..(وهب الأمير ما لا يملك)