- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أمّنْ يُجيب العِراق إذا دَعاه ؟
حجم النص
بقلم: ظافر الجبوري سقط نظام صدام حسين، وانتهى عهد عفن لأزلامهِ، وطمر مبدأ الدكتاتورية المقيت؛ ليتم إرساء مبادئ الأمل من جديد، بشعلة الديمقراطية، التي افتقدها العراق نيف من السنين. خمسة وثلاثون عاماً، عاشها العراقيون أو من بقي منهم؛ كل أنواع الظلم، والاستبداد، والأذى، وعدم احترام الإنسانية قبل الإنسان، قائد أوحد، منفرد بكل شيء، بالسلطة، والقرار، وتشريع قوانين يراها مناسبة لمصلحتهِ، ولا شأن لها بالعراق، بلا شورى او تشاور مع احد. حقبة جديدة من التاريخ، بدأت منذ 2003 وحتى يومنا هذا، عاشها العراقيون ليوثقوا تاريخهم الحديث، بمحو نظام البعث ألصدامي، ويسطروا ما خطتهُ وأنجزته حكومة العراق المنتخبة، والتي يفترض إنها حكومة شراكة وطنية بمعناها الحقيقي، بدون تهميش أو إقصاء أي شريحة في الأمة العراقية، بغض النظر عن أقلية أو أغلبية تلك الشريحة. أقوى الكتل المتنافسة فيما بينها، والمشتركة في تكوين كيان الدولة العراقية الجديدة؛ هي ما برز على الساحة السياسية في هذا الوقت، سيما وإننا مقبلون على مرحلة جديدة، من الانتخابات البرلمانية، الواضح للمتتبع؛ إن الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد، ولكن؛ شعارات صدحت، ولافتات علقت، وكلمات سطرت، من دون تبيان الغاية الحقيقية لها في هذا الوقت، معاً لرفع الظلم، معاً لكشف المغرضين، معاً لدحر الإرهاب، مستغلا العملية العسكرية في الأنبار، وتعاطف المواطنين مع موقف القوات الأمنية، وما يحصل معها في الفلوجة، واللون الخاص بالكتلة؛ لبرواز صور الجيش العراقي، وشخصنة انجازهُ، حتى صارت تسمى قوات (ابو فلان)، وكأن مسؤوليتها حمايتهُ، لا حماية ارض العراق وشعبهُ، لافتات بأحجامٍ مختلفة، الصغير منها يرى على بعد ميل، والكبير (لا حاجة لوصف المسافة)! متحدون من أجلكم! من اكذب ما قرأت، أكثر كتلة معروفة بخلافاتها، وتشضيها الدائم، حتى بات مفهومهم؛ إن الرأي المشترك يفسد من الود ألف قضية، متناسين إنهم مسؤولون عما يحصل من أزمات في الشارع العراقي، بسبب خلافاتهم المستمرة. ماذا يريد المواطن؟ استرداد ما فقدهُ من حرية، وكرامة، وحقوق مسلوبة، رفع الوصاية الاستغلالية عنهُ، السماح لهُ بقول رأيهِ دون تقييد دكتاتوري، فرصة عمل بحسب الإمكانية، والقدرة، والمستوى العلمي، إعطاءه الدور الفاعل في بناء المجتمع، الأمان الذي كاد ينساه كيف يكون! استقرار نسبي ملحوظ، مواكبة البلدان المتطورة، والارتقاء بمستوى البلد؛ فهو يستحق ذلك، باعتباره من أغنى البلدان بالموارد والإمكانيات، حكومة شراكة وطنية حقيقية، رئيس وزراء عادل، ومجلس نواب منصف، يضعون العراق أرضاً وشعباً نصب أعينهم! لنكشف الفساد والمفسدين! المتكفلة برعاية الفقراء! شعار من صدح صوتها؛ تتحدى المفسدين، وتتوعد بكشف زيفهم، وهي تمتلك (فلة)، بقيمة (6 مليار دينار)، لا يعرف مصدر تلك الأموال! نساند القوات الأمنية في محاربتها للإرهاب! شعار من تم كشف تزويرهِ، بطباعة (5000 هوية حكومية)؛ استخدمت في تسهيل مرور العصابات الإجرامية! (هـ..الله هـ..الله بالعراق)! شعار من تمت إقالته؛ من قبل زعيم التيار، لأسباب فساد، ومتاجرة غير مشروعة، وأمور أخرى لم يصرح عنها! (شسوة)، شعار تيار يمتلك (6) حقائب وزارية، التخطيط، البلديات، العمل والشؤون الاجتماعية، الموارد المائية، السياحة والآثار، و الأعمار والإسكان، انتم من يجب أن يُسأل (شسويتوا)! فسلام على عراقٍ ينتظر الخادم لا المتسلط، وسلام على بلد عاش مضطهداً لا مرفه، وسلام على شعب يسعى للتغيير، وسلام على وقت كف فيهِ التنظير، وسلام علينا يوم نولد ويوم نموت ويوم نبعث إلى ارض المصير.انتخبوا العراق.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!