حجم النص
بقلم:صالح الطائي (1) مع كل تفجير إرهابي يحصل في أي جزء من العالم، ولاسيما ما يحصل في بلدي العراق، وتحت أي مسمى، ولأي سبب؛ أشعر وكأني الضحية، فهل للجلاد شعور؟ (2) كلما دارت عجلات الزمن؛ تركت آثارها واضحة على جبيني. (3) كلما أطفأت شمعة من شموع أعياد ميلادي أشعر أن الظلام يزداد قربا مني. (4) يعثر الحظ أحيانا فيسقط؛ ثم ينهض من جديد، ولكن كم حظ وُلدَ وهو ساقط.! (5) إذا كان سقوط تفاحة قد غير قناعات العالم، فلماذا لا يغيرها سقوط عشرات آلاف الأبرياء بالتفجيرات العبثية؟! (6) يكذب من يقول أن الوسامة ليست بالمظهر، فالشكل هو المفتاح الحقيقي للوسامة، وتبقى كل تلك الصفات التي يتحدثون عنها مجرد مكملات للشكل، لكن ماذا يعمل من صادر التفجير شكله ومظهره؟! (7) جميعنا لا يفترض أن نكون حيث نحن الآن، فلكل واحد منا حكاية وأمنية، الحكاية ترسم صورة واقعنا الذي نحن عليه، والأمنية أمل لم يتحقق، ولو تحقق كان سيغير صور الحكاية بالتأكيد، لكن هل تتحقق الأماني بالتزامن مع التفجيرات؟! (8) لا أعتقد أن لرغباتي علاقة بالسلام العالمي، فالفرد مهما سما يبقى في نظر القيادة السرية للكون مجرد رقم تافه، وصعلوك لا يذكر، ولا يجلب الانتباه إلى أن ينثره التفجير قطعا غير متجانسة، ترسم صورة سريالية لهمجية الإنسان. (9) أعجب لمن يؤمن بأن الإله يسمح لمن أخلص في عبادته ولمن أوغل في الإجرام أن يجتمعا سوية في الجنة، ذاك لأنه لم يشطط ولم يخالف قواعد الدين، وهذا لأنه يعتقد أن الدين الخالص لا يتحقق إلا بتفجير الأبرياء وقتلهم.!! (10) بعد أن استهلكت خمسة وستين ربيعا امتطيتها لأجوب آفاق الدنيا أحدق في أوجه الشعوب المختلفة وعاداتهم لم تسنح لي الفرصة لرؤية إنسان يقتل إنسانا آخر لمجرد خلاف في الرأي باسم الدين، إلا عند من لا دين لهم. (11) قضيت عمرا طويلا أدرس علم الأديان المقارن، فلم أجد دينا يكره السلام، ولم أجد دينا يحث أتباعه على كره البشر، فخرجت بمحصلة مفادها أن الدين محبة, وحيث لا دين تجد الكراهية. (12) بعض الناس عاشوا بدون أحلام ولا آمال ولكنهم وصلوا القمم؛ في وقت لا زال الحالمون يهيمون في السفوح منتظرين تحقق آمالهم، وقد يفاجئهم التفجير فيسرقها منهم. (13) من سخرية القدر أن كل الذي بنيته في سنين كفاحك الطويلة ممكن أن يحطمه تفجير في ثوان معدودات، والأشد سخرية أنك قد تتحطم وتتهشم مثله ولكن بعد أن تحرق قلبك الحسرة على فقدانه، حيث تتمنى أن تكون قد مت قبل أن تراه ينهار.! (14) حينما أشتد عصف الريح فرحتُ لأني توقعت سقوط المطر، ولكن حينما عصف التفجير سُرقت الفرحة من قلبي. (15) أولُ كلمة نزلت من القرآن (اقرأ) بنت دينا قائما على الحقيقة والعلم، فأي حقيقة وأي دين بنت كلمة (فجّر)؟ (16) من شروط الذباحة في الإسلام أن تسقي الذبيحة ماء قبل ذبحها، وأن لا تذبحها أمام أختها، فعلي أي دين يسقي الإرهابيون ضحاياهم الذل قبل ذبحهم، ثم يذبحونهم أمام أولادهم وأهلهم؟! (17) مارسنا الكثير من الغباء في سعينا لتطوير أنفسنا؛ فأصبح التفجير أعظم منجزاتنا، وأول ما استخدمناه ضد أنفسنا. (18) يجب أن نكون أذكى إذا أردنا أن ننقذ أنفسنا فالعالم لا يحترم الأغبياء.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر