حجم النص
بقلم: شاكر فريد حسن لم يعد خافياً على أحد ان المعارضة السورية المسلحة ومعها القوى الجهادية الغاشمة والأيدي الشريرة الماجورة، التي تقتل وتحرق وتدمر المدارس والمستشفيات وتفجر المساجد والجوامع، هي المسؤولة عما يتعرض له القطر السوري الشقيق منذ سنتين ونصف، من أعمال ارهابية دموية، ومن تدمير وتخريب، وذلك تنفيذاً للمؤامرة الامبريالية الاستعمارية الرجعية الدنيئة، التي تستهدف اضعاف سوريا وتفكيكها واسقاطها لصالح اعدائها، اعداء المستقبل العربي المأمول، فضلاً عن التخلص من النظام السياسي العروبي التقدمي في سورية، واستبداله بنظام رجعي عميل، وفرض حاكم جديد متذيل ومنقاد للادارة الامريكية. ان الشعب السوري يستحق اوسمة الشرف لأنه لم يتخل عن قيادته السياسية وملتف حولها ويؤيد النظام الحالي، ويدرك بفضل وعيه السياسي واخلاصه الوطني ان سوريا الأم تتعرض لأخطر وأشرس مؤامرة، تشترك فيها انظمة الردة والعهر والنفط العربي، ومدعومة بالمال والسلاح ووسائل الاعلام، وفي طليعتها فضائية "الجزيرة " القطرية، ومن حكام قطر والسعودية ودول الخليج، ومن حكومة اردوغان، ومن الدول الامبريالية وفي مقدمتها الولايات المتحدة. لا شك ان سوريا تقع في دائرة الاستهداف بسبب مواقفها، ونتيجة سياسة الممانعة والرفض التي تمارسها وتتبعها، لكنها صامدة، وعصية على الكسر، بفضل قيادتها الحكيمة المتمسكة بمبادئها ومواقفها ونهجها، الرافضة لسياسة الاذعان والاستسلام، ولكل التهديدات، ووقوفها بصلابة في وجه المؤامرة، وبوجه العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي. لقد صمدت سوريا في وجه قوى وعصابات الارهاب والاجرام والظلام والتكفير السلفية، وحققت الانتصارات في معركة القصير، وفي حمص وحلب، وغير ذلك. ونجحت في تفويت الفرصة امام امريكا وحلفائها القيام بالضربة العسكرية وتنفيذ العدوان العسكري، الذي كان سيحرق ويشعل المنطقة برمتها، بغية انقاذ المعارضة المسلحة العميلة، وتحويل سوريا مثل العراق الى ساحة اقتتال طائفي ومذهبي، وضرب المشروع القومي العربي المساند للمقاومة الفلسطينية. وهذا الانتصار جاء بفضل التنسيق المشترك بين الدبلوماسية الروسية والدبلوماسية السورية ذات الأفق الواسع والرؤية بعيدة النظر، حين وافقت القيادة السياسية السورية وقبلت بالاقتراح الروسي بشأن السلاح الكيماوي السوري، مقابل التزام امريكا بالكف والتراجع عن العدوان، وحل الأزمة السورية سلمياً من خلال عقد مؤتمر جنيف 2. ان امريكا وحلفاءها لن يتمكنوا من اخضاع سوريا والنيل من قيادتها، التي تفاوم ببسالة قل نظيرها، وتتصدى للمؤامرة الدنيئة ضدها، وافشلت في الماضي كل المشاريع التصفوية التآمرية،التي حيكت بهدف تجزئتها وتقسيمها، وهي تتجه بقوة نحو الانتصار، بعد ان ابدعت في المقاومة والممانعة وادارة الصراع بحكمة وشجاعة متناهية، وها هي تكتب صفحات تاريخها الماجد باحرف مضيئة، وبكلمات من نار ونور. لقد اثبتت تطورات الاحداث ان المخرج الوحيد للأزمة السورية الراهنة هو الحوار السياسي والحل السلمي، الذي يسعى لوضع حد للعنف والاقتتال الداخلي، ويسمح بتدشين مرحلة انقالية ديمقراطية جديدة في سوريا، وانشاء دولة مدنية عصرية حضارية وتعددية قادرة على خوض معركة البناء الذاتي، ولكي تتمكن سوريا من النهوض واستعادة مكانتها الاقليمية. وستظل سوريا كما كانت دائماً حاضنة للنضال الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، المدافعة عن الحق الفلسطيني المشروع. فليتوقف نزيف الشام، ولتحيا سوريا العروبة، قلعة العرب النضالية.
أقرأ ايضاً
- وللإبطال مقابرٌ ايضا..!- طقسٌ كُروي
- أهمية لقاء الرئيس بوتين بالرئيس الأسد لسوريا
- تفاؤل بداخلنا.. أن نعيش بسلام..!؟