حجم النص
بقلم: لطيف القصاب
بينما يفيد خبر (السبتايتل) في موقع (بي بي سي) الالكتروني بأن أربعين (قتيلا) سقطوا في التفجيرات التي ضربت بغداد يوم (أمس) والمقصود يوم الثالث من أيلول الجاري تورد صفحة الموقع الرئيسة الخبر نفسه ولكن بفارق زيادة عشرين (قتيلا) !
تُرى هل فات على القائمين بإدارة الموقع المشهود له بتحديث الإخبار (أولا بأول) هل فات على هؤلاء تحديث خبر (السبتايتل) القديم أم أن الإحصاء الدقيق لأعداد قتلى أهل العراق لم يعد مهما حتى بالنسبة لموقع خبري يوصف عادة بأنه في منتهى الدقة والمهنية !
يبدو أن الفرضية الثانية هي الأولى بالاعتبار ، فشلالات الدم العراقي اليومية تحولت منذ سنوات في عيون الغرباء إلى أخبار ثانوية بصرف النظر عن مدى جديتها وجدتها بل إن شلالات دم الأطفال الطرية هذه باتت لا تحرك ساكنا حتى في نفوس بعض الأقرباء ممن كانت أعينهم تفيض دمعا كلما تناهى إلى أسماعهم قول الشاعر الشعبي : "ليش انت من دون الدول أطفالك الحلوين بالدم سابحة " .
أقصد هؤلاء الأقرباء الذين كانوا يعيشون في ما مضى مشردين في عمان ودمشق وطهران ولندن .. أي قبل أن يعود بعضهم إلى بغداد حكَّاما يقبضون إتاوات.. بعد كل سلسلة صفقات .. وضباطا يتخذون إجراءات .. بعد كل سلسلة مفخخات ..
يا إلهي أية جهة تراها تقف وراء هذه الكوارث اليومية التي تُرتكب بحق أبنائي وأخواني العراقيين ؟ من المستفيد من هذه المجازر المستمرة ؟ من يدفع لجزاريها يوميا ؟
هل هي أطراف خارجية هذه التي تقف خلف المذبحة العراقية المستمرة ؟ هناك أدلة معززة بأفلام وثائقية تؤيد وجهة النظر هذه ، ولكن أن تتحمل هذه الجهات وحدها المسؤولية كاملة عن إبقاء المذبحة العراقية طازجة كل هذا الوقت الطويل هي مسألة فيها نظر.
هل أن المعارضة السنية المسلحة هي المسؤولة عن هذه المذابح إذن ؟ هناك أدلة بالصوت والصورة تؤيد مثل هذا التصور . بعض من شاهد موقعة (شاكر وهيب الفهداوي ) في صحراء الانبار يميل إلى تصديق وجهة نظر القائلين بوجود مخطط سني يسعى لإبادة الشيعة من على وجه العراق. ولكن كم من العراقيين العقلاء ممن يعرفون عدوهم جيدا يمكنهم الإيمان بأمر مثير للشفقة كهذا؟
هناك من يقول : إن الحكومة العراقية وليس جهة أخرى هي المسؤولة عن المجازر التي تزهق أرواح صبية وشباب وشيوخ العراق ؟ ويعللون ذلك بالقول : إن الشعب العراقي إذا عاش بأمان واطمئنان في يوم من الأيام فإنه سيقتحم المنطقة الخضراء في اليوم التالي .
هذا الرأي الأخير سيظل يغري العقول بالتصديق دائما ما لم تضع الحكومة حدا فوريا لهذه المذبحة أو تستقيل فوراً . ورحم الله من قام بجناح أو قعد فأراح واستراح .
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!