في أعقاب تشرفه بزيارة مرقد العسكريين ( عليهما السلام) في سامراء المقدسة الخميس الماضي وأثناء إلقاءه الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 21 ربيع الثاني 1430هـ الموافق 17-4-2009م أكد ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي: أنه وبعد أن اكتمل بناء القبة العسكرية المطهرة مع المئذنتين الشريفتين خلال فترة وجيزة وهي مدة سنة، والأيادي التي باشرت بهذا العمل اعتقد كانت موفقة أن ترجع هذا الصرح الإسلامي الشامخ إلى سابق عهده وان شاء الله تعالى إلى الأفضل.
وأضاف سماحته: ولا يسعني إلا أن أقدم الشكر لمن سعى في هذا العمل المبارك سواء من المسؤولين الرسميين أو الأمنيين حينما سهلوا الطريق وأهالي سامراء وأبطال العتبات المقدسة والمحافظات الكريمة التي هبت هبة واحدة من اجل أن ترفع ذلك البناء المتهدم وإرجاع ذلك الصرح المبارك إلى سابق عهده.
وعقب السيد الصافي: طبعا وجدنا العاملين كلهم من العراق وان طريقة التنفيذ وطريقة التصميم والجهود المبذولة كلها كانت عراقية وطبعا هذا شيء نفتخر ونعتز به وفي المقابل يصلح أن يكون شاهدا حقيقيا على أن هناك طاقات في البلد، طاقات علمية مهمة ممكن أن تنجز الأعمال الكثيرة التي لو أوكلت إليها لعملت عملا جيدا ولو دعمت لأنتجت الكثير الكثير.
وعلق على ذلك بقوله: لا شك إن هذه الصروح المقدسة المهمة تمثل حضارة من حضارات البلد وتمثل عقيدة من عقائد البلد، وبالنتيجة العقل العراقي له القدرة على أن يعمل وهو يحتاج إلى دعم وتأييد ويحتاج إلى إعادة الثقة والى أن نجعل الثقة فيه ونقول له انك تستطيع أن تعمل وتبدع في عموم العراق، محتجا على المسؤولين وعلى الذي بيده الأمر وعلى الذين يبحثون عن الكفاءة أن يجدونها في هذه المساحة الواسعة من البلاد، مجددا شكره وثناءه لكل الإخوة العاملين وكذلك الإخوة الزائرين الذين ما فتئوا يكثرون من الزيارة هناك ونطمح إن شاء الله إلى المزيد من التوفيقات كما وعدنا فيها الإخوة الاعزاء.
وعرج سماحته على تشكيل مجالس المحافظات والمهام الملقاة على المسؤولين فيها قائلا: الناس انتخبت ومهمتها انتهت وكلامي موجه إلى الهيئة الإدارية الجديدة والتي نتمنى لها التوفيق في العمل، فإن المجالس بالصلاحيات التي عندها وان كان الإخوة اعتذروا من الآن على أن التخصيصات المالية في هذه السنة لا تفي بالمشاريع وعلى كل فالوضع المالي يؤثر وبالنتيجة نأمل أن هذه المشكلة لا تستمر أكثر من هذه السنة، بالرغم من ذلك باستطاعتها أن تنهض بالخدمة وفي جميع المجالات.
وأضاف سماحة السيد الصافي: بعد ست سنوات من التجربة التي لها مصاديق على الأرض وهي محافظاتنا العزيزة وهذه المحافظات تختلف بموقعها الجغرافي وقدرتها الاقتصادية وفي نواحي أخرى لكن أقول لعل شيئا مشتركا بين المحافظات وهو إلى الآن لم تنهض النهضة المرجوة!! فما هي الأسباب؟! لا نبحث عنها لأنه قلنا سابقا الماضي يترك ولا نتحدث عن سلبيات الماضي فالكلام للمستقبل، وان شاء الله ستكون فيه حالة من الايجابية بحيث المواطن البسيط يتحسس الجانب الخدمي.
مؤكدا أن المواطن يصلح أن يكون مقياسا جيدا لمعرفة الخدمة، وهذه المحافظات لعلها تشترك بعد السؤال من المواطنين بحالة وهي ان هناك مجال للخدمة كان يفترض أن يكون أكبر، وأعضاء المجلس الآن والذين لم يكونوا في المجلس السابق والذين هم من المواطنين وكانوا يرددون هذه المقولة ( كان من الممكن العمل بشكل أفضل) الآن وصلت النوبة لهم، نقول معهم يمكن أن يكون العمل بشكل أفضل.
وأعرب عن أمله أن هذه الخدمة نريد تحقيقها في مجال الطرق والمدن والاعمار العام للمدن وفي مجالات الزراعة والصناعة وأرجو من الأخوة الأعزاء أن لا يقصروا فيها أصلا، مكررا قوله أنه لا يوجد شيء للمسؤول ألذ من الخدمة، ولذة الخدمة ينتظرها المواطن الآن بفارغ الصبر من المجالس التي حسمت أمرها وأتمنى أيضا من بقية المحافظات أن تحسم أمرها لان وراءها عملا الناس تنتظره.
وعن الفساد المالي والإداري الذي يضرب بأطنابه في جميع مفاصل الدولة ولاسيما مواقع مهمة في الدولة، قال ممثل المرجعية الدينية العليا: إن هذه المواقع المهمة طالما تشغل حيزا كبيرا من الصحة والفساد، والسبب في ذلك إن هذه المواقع المهمة لم توزع كلها بشكل يتناسب مع الكفاءة، وتبقى هي المؤثر الرئيسي في كثير من الأمور التي تمس حالة المواطن خصوصا الأمور الخدمية.
وهذه المواقع تتحمل مسؤولية مباشرة في الكثير من مفاصل الدولة وفي بناء الدولة وهو المفصل الإداري الذي يحرك القرار، مؤكدا إن هذه المواقع تتحمل مسؤولية مباشرة جدا فالإعلام إذا سلط على المسؤول يمكن أن يقوم عمله وهو في تلك المواقع الحساسة والمهمة جدا، ماذا قدم هذا الشخص؟! وفي أي ساعة يأتي إلى الدوام؟! هل يؤدي عمله بشكل جيد؟! وما هي المنجزات التي أنجزها؟! كل هذه الأمور حقيقة تتعلق بشخص الوزير أو المسؤول وهذه الحلقات هي التي يكون لها السبب الرئيسي في النجاح أو في الفشل.
وفي ختام خطبته أرجع سماحته الكثير من التلكؤات الحاصلة في هذه المواقع من أنها مواقع غائبة عن المواطن لكن في مقام التحليل فإن هذه المواقع مهمة جدا، قائلا أنه على كل وزارة أن تختار الأشخاص الذين يعجّلون في عملية البناء ويفكرون تفكيرا مجديا في مصلحة البلاد عن دراية وواقعية، وأن هذه المواقع حساسة ومهمة وان الإعلام لم يسلط الضوء عليها لكن لها دور في تبدل قناعات الوزير أو المسؤول سريعا بسبب المزاج وللأسف لازلنا نعيش في أمزجة بعض المسؤولين التي هي تحدد المصلحة الوطنية من عدمها وهذه نظرية خاطئة، وعلى العكس يجب أن يكون مزاج المسؤول تابعا إلى المصلحة العامة وليس المصلحة تابعة إلى مزاج المسؤول.
أقرأ ايضاً
- ممثل السيد السسيتاني خلال استقباله ممثل الامم المتحدة يدعو للاسراع بوقف اطلاق النار في غزة
- الهلال الأحمر العراقي يحصي حجم المساعدات المقدمة إلى غزة ولبنان ويؤكد وجود 22 الف لبناني متواجد بالعراق
- رئيس الجمهورية: لبغداد الأحقية بأن تكون عاصمة للسياحة العربية