- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
والامر يومئذ للاوامر العسكرية لا للاوامر المدنية
حجم النص
بقلم :مصطفى هيل الانباري
لايشكك احد ان اهالي كربلاء المقدسة هم اهل الضيافة والكرم وهم يشاركون اخوانهم من المحافظات الاخرى بتقديم خدمات للزائرين تفوق ما تقدمه حكومات محلية وانطلاقا من هذه المقدمة التي قدمناها بوصفها مبدأ لايجادل فيه احد لحديثنا اللاحق عما يطال اهالي تلك المدينة من حيف كبير نتيجة خطط توصف بانها مدروسة ولكنها على ارض الواقع تحمل في طياتها كثيرا من الارباك ولربما الارتجالية ايضا.
في السنوات الماضية لفت انظارنا مناشدات الحكومة المحلية المنتهية ولايتها للقائد العام للقوات المسلحة بتغيير قيادة عمليات الفرات الاوسط لاسباب كان من بينها انها تعتمد خططا امنية تشل حركة المواطن وتزيد من معاناته وفقدان التنسيق بينها وبين الحكومة المحلية التي لاصدى لصوتها في اروقة القيادات العسكرية، ولعل لقيادة العمليات ذريعة دستورية مفادها ان قانون مجالس المحافظات لايتيح لها التدخل في شؤون الجيش ومرافق اخرى، والسؤال هنا اذا كانت الحكومة المحلية لايد لها بالتدخل بشؤون وامور المدينة فهل لها ان تتدخل بشؤون وامور حدود البلد؟! وان لم يكن لها شأن في الاول فما هوعملها؟!
والامر الاخر اننا نسمع ان العراق دولة ديمقراطية والديمقراطية تعني ان السلطة للقانون المدني وشخوصه اضافة الى وظائفهم فهل ياترى ما نشاهده على الواقع هو مصداق لتلك (الشائعة الدستورية)؟!!
تناهى الى سمعي من احد الموظفين الذي يعمل في احد الدوائر الخدمية سائقا لالية كبيرة (شفل)ان منتسبا في قوى الامن كان يرافقه في حملة لغلق المنافذ ما ظهر منها وما بطن والغريب في الامر ان ذلك المنتسب ليس لديه شوارع محددة لغلقها بل انه يغلق كل طريق نيسمي يمر به سواء اكان رابطا بغيره ام كان عقيم المخرج لابل وصل به الامر انه يسأل صاحب الالية هل تعرف طريقا ايا كان لنغلقه؟! هذا مثال لممارسة رواها شاهد عيان (سائق الشفل) تشير ان الغلق للكثير من الطرق هو قرارات اجتهادية لمنتسبين .
الامر الاخر ان طول الفترة بين غلق المدينة ووقت الزيارة بحد ذاته مشكلة اخرى يعاني منها اهالي كربلاء فعلى الرغم من اننا لانشهد –حتى كتابة هذه المقالة- توافدا لمؤدي فريضة الزيارة الشعبانية الا ان كربلاء اغلقت وتقلصت فيها الحركة المرورية بشكل كبير ولاندري لماذا تغلق قناطر في نواحي واقضية وهي لاتؤدي الى شيء والكثير يستغرب لا بل وصل بهم الحد الى التندر بتلك الخطط التي يتضح من خلالها انها تسري وفق قاعدة (اغلق وهي تصفه) والمواطن الذي هو بالاساس حام لمنطقته قبل ان تاتي القوات الامنية من محافظات اخرى لتحميه يصبح ممنوعا عنه التنقل والحركة محدودة المساحة ويصبح صاحب الدار غريبها ؟ ولو انهم اخذوا رأي اهالي المنطقة لكان في الامر وجهة نظر لكن (الاوامر هي الاوامر).
واصبح من المتعارف عليه اننا في ايام عادية نشهد قطعا مفاجئا من دون سبب نراه مسوغا والامر يومئذ للاوامر العسكرية،ما بالك في ايام الزيارات المليونية كم هي المفاجآت ؟!
ان في ذلك لاشارات لقوم يعقلون ان مقولة الامر للسلطة المدنية المحلية او غير المحلية لاصحة لها على ارض الواقع بل للقيادات العسكرية التي لايضاهي اوامرها امر مدني وما هذا الا اشارة الى ان ذلك يمثل قانون طوارئ غير معلن تدار به المدن في ظل دستور وحكم مدني.
وفي طريق احد النواحي قطوعات لاتعد ولاتحصى بين كل واحد واخر امتار معدودات والاجرة(ربع) بين قطع واخر قد تتضاعف يوم الزيارة ولا حسيس ولانجوى لسيارات وزارة النقل او الحكومة المحلية لتتوزع على تلك القطوعات بعد ان منعت على اعتبارها معرفة من قبل الجهات الحكومية سوى اليات العتبتين المقدستين ولمسافات محدودة.
كي لايطول الحديث نختصر بالاتي
§ نحن مع حماية الزائرين بما اوتيت القوات الامنية من قدرة وحنكة ووسائل.
§ نحن ضد الاجراءات الامنية الزائدة التي لاطائل منها سوى ارباك الوضع المدني وشل حركة السير الداخلي في الاقضية والنواحي قبل اوان الزيارة بايام.
§ ان كان غلق المداخل الخارجية للمدينة لايحصنها الا بعد ان يقطّع داخل كربلاء اوصالا واشلاء متعددة فهذا من وجهة نظرنا يشير الى ان الداخل غير مؤمن، كيف بنا في الايام العادية من ذلك الداخل؟! ان قال قائل انه لتقليل الزخم المروري فنقول له نحن مع هذا التوجه ولكن حتى يحين الوقت لاقبله بايام لتتحول شوارع كربلاء الى شوارع خاوية من اهلها.
§ ان الكثير من القطوعات لاسيما للقناطر في بعض الاقضية والنواحي لاطائل منها مطلقا بل ان ضررها كبير حتى ايام الزيارة لان روابط كلتا الجهتين للقناطر قد اغلقت منافذها باي طريق خارجي فاين الجدوى من ذلك؟!
§ نعلم ان القوات الامنية تبذل جهودا كبيرة لاسيما من اتوا من محافظات اخرى ونكن لهم كل التقدير لجهودهم الطيبة ولكن المواطن هو الاخر بحاجة الى ان يعيش الزيارة بحالة من الراحة النفسية لا بإجهاده حتى بحركته البسيطة.
§ نؤمن ان تهديدات التكفيريين كبيرة ونؤمن ايضا ان مواجهتها بالامكان ان تتم باجراءات اكثر حزما مع مرونة لداخل المحافظة وداخل الاقضية والنواحي لابتشدد امني يصل حد اغلاق (مدخل بيت لايؤدي الى اي طريق) كما شهدنا في زيارات سابقة.
§ اخيرا هل للحكومة المحلية الجديدة من رأي يعيد لروح المواطنة وللحكم المدني هيبته؟! هذا ما سننتظر اجابته في زيارات قادمة.