حجم النص
إن تعبيد الطرق والشوارع وبناء سكك الحديد والمجسرات ونصب الاشارات المرورية وكاميرات المراقبة من الضروريات التي لابد من توفرها في اي بلد وفي البلدان المتقدمة تجد هذه الضروريات متوفرة وبأوجها لكن في بلدنا الزاخر بخيراته يكون واقع النقل والاتصالات واقعاً مأساوياً يعاني منه الجميع دون استثناء بسبب الإهمال والروتين الاداري وغياب التنسيق بين الوزارات المعنية فالطرق غير معبدة ولا تسع لاستيعاب المركبات فضلاً عن قلة عدد المرائب الحكومية وانتشار ساحات الوقوف العشوائية .
مسؤول لجنة النقل والاتصالات في كربلاء :مشكلتنا في تخصيص المساحات الكافية من أجل انشاء مرائب إضافية وبلدية كربلاء غير متعاونة معنا
وكالة نون الخبرية تناولت الموضوع باهتمام فأجرت عدة لقاءات كان من بينها الحوار التالي مع مسؤول لجنة النقل والمواصلات في مجلس محافظة كربلاء الأستاذ سامي عبد الرضا الفتلاوي .
وكالة نون: إن واقع النقل متردي في محافظة كربلاء المقدسة فما الاجراءات المتبعة للنهوض بهذا الواقع ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :إن امام النقل في كربلاء مهمتين الاولى تتمثل بالنقل اليومي من داخل الأحياء ومن المحافظات الاخرى الى كربلاء والمهمة الاخرى تتعلق با الزيارات المليونية ونقل الزائرين وبالنسبة للنقل اليومي هناك معاناة حقيقية للمسافر وللسائق فالمحافظة تفتقر الى وجود مرائب منظمة والمشكلة تتعلق بعائدية هذه المرائب فعائديتها للأهالي وذلك يمنع وزارة النقل والمحافظة من اداء اي مهمة باستثناء مرآب كربلاء الدولي الذي لم يباشر بعمله الى الآن والمشكلة الاخرى عدم وجود طرق معبدة بشكل صحيح وهذا يرهق الراكب والسائق معاً .
وكالة نون: يشكو اصحاب المركبات من جباية الضرائب المفروضة عليهم فهل هناك تسهيل يخفف عنهم هذه الجباية خصوصاً انهم من الشرائح الفقيرة ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :فيما يتعلق بجباية الضرائب من سواق المركبات حدث تطوراً في إستحصال الجباية قامت به وزارة النقل في المرآب الموحد للتخفيف عن كاهل السائق اما في المرائب الاخرى فهناك معاناة واضحة حيث تتم الجباية اليدوية وفي بعض المرائب يدفع السائق جبايتين احدهما لأصحاب ساحات الوقوف وأخرى لوزارة النقل ".
وكالة نون: هل من اجراءات وخطط مستقبلية لحل او تخفيف معاناة نقل الزائرين في الزيارات المليونية ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات : بخصوص الزيارات المليونية تتفاقم المعاناة لعدم وجود مركبات ملائمة تقل الزائرين وما هو موجود من مركبات محدود لا يفي الغرض و تضطلع بمهمة نقل الزائرين وزارة النقل ووزارة الداخلية ووزارة التجارة وبقية الوزارات تساهم بشكل نسبي كما ان الطرق الموجودة غير واسعة مما يعرقل سير المركبات وعملها.
وكالة نون:ما اقتراحاتكم لحل المشكلة ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات : قمنا بطرح اقتراح وهو ايجاد طرق بمساحة 120/م بجانبين اي كل جانب بمساحة 60/م تتخلل ذلك ارصفة وجزرات وسطية كما اننا بحاجة الى مرائب تتوزع على مختلف المداخل والطرق ،ومع اهتمام وزارة النقل بمد سكة حديد من المسيب الى كربلاء المقدسة الا ان هذا الاهتمام غير كافي كونها سكة واحدة ولو كانت هذه السكة حولية تمر بالهندية قرب قنطرة السلام وأخرى قرب مرقد سيد جودة او قرب حي الملحق وكذلك عند مدخل باب بغداد وان كانت موجودة ولكن ينبغي تقريبها أكثر والسكك تكون بأربعة خطوط لا بخط واحد كما يجب توفير القطارات وبهذا يحل جزء من مشكلة النقل.
وكالة نون: لماذا لم تطرح هذه المشاكل والحلول الموضوعة لها على الوزارة ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات : لقد كاشفنا وزير النقل وكذلك معالي رئيس الوزراء وكل المعنيين بهذا الشأن من خلال اللقاءات والمكاتبات وكذلك عبر وسائل الاعلام والانترنت ولمسنا منهم الرد ولكنه ليس بالمستوى المطلوب كمحطة القطار التي ذكرناها والتي كانت بخط واحد كما ان الشوارع الاربعة على طريق الهندية حققت انسيابية في السير ومن ذلك نتمنى ان تكون اوسع وكذلك طريق الشبانات يحتاج الى اعادة تهيئة وتوسيع من أجل استيعاب اعداد الزائرين المتزايد في كل عام.
وكالة نون: متى يبدأ العمل بمرآب كربلاء الدولي وما آلية عمله؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات : المرآب كامل ولكن غير مفعل كون ان الطريق غير معبد وعند تعبيد الطرق يمكن الاستفادة منه في النقل الدولي ،لقد تم طرح فكرة نقل خطوط المحافظات الى المرآب ولكننا لسنا مع هذه الفكرة لان ذلك يتسبب في خلق متاعب للزائرين وللسواق بسبب بعد المرآب عن مرقد الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام وكذلك هناك سلبية أخرى وهي ان الساحات الاهلية الموجودة قرب الحرمين الشريفين ستتحول من ساحات مبيت الى ساحات انطلاق وستزاحم عمل المركبات في مرآب كربلاء الدولي فالزائر يفضل الذهاب الى هذه الساحات كونها قريبة ومريحة بدلاً من الذهاب الى المرآب ،فالامر يتطلب دراسة وتأني من أجل الوصول الى الفائدة المرجوة .
وكالة نون: ماذا بشأن تعاون بلدية كربلاء معكم ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :"لا يوجد تعاون مطلقاً وكل مشروع تروم المحافظة تحقيقه تصطدم برفض بلدية كربلاء فعلى سبيل المثال ممكن الاستفادة من بعض الساحات وضمها الى المرائب المجاورة كضم الساحة الموجودة قرب المرآب الموحد اليه لكن هذا المشروع وغيره اما ان يجابه بالرفض الصريح او يتم تأخيره من قبل بلدية كربلاء فمشكلتنا تتمثل بتخصيص مساحات كافية لإنشاء مرائب إضافية والمرائب الحالية غير كافية والساحات الاهلية غير مهيئة وتفتقر الى خدمات الانارة والخدمات الصحية وهي غير معبدة بالإضافة الى كونها غير كافية لاستيعاب السيارات ".
وكالة نون: كيف ترى الميزانية المالية المخصصة لمحافظة كربلاء المقدسة ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :"اود ان أوضح ان كل المشاريع التي تقوم بها الوزارات تقتطعها من ميزانية المحافظة وان المشاريع المقامة في المحافظة تتم بدون علم مجلس المحافظة ولا يحق له متابعة هذه المشاريع ،ونحن مع ان يكون تنفيذ المشاريع ومراقبتها من قبل المحافظة وهي من تقرر متى يتم الاستعانة بالوزارة فأكثر مشاريع الوزارات متلكئة وغير صحيحة اما المشاريع التي تتولها المحافظة تكون اسرع انجازاً وأفضل جودة وأكثر خدمة للمحافظة ".
وكالة نون:كلمة توجهها الى المعنيين ؟
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :"على المعنيين في مؤسسات الدولة ان يلتفتوا الى احوال سائقي المركبات بسبب الاوضاع التي يعانون منها اي ان الدولة تخصص حصة من الوقود اللازمة لكل سائق او توفر اطارات لمركباتهم كل 6 أشهر او كل سنة فاغلب سائقي المركبات من اصحاب الدخل المحدود وبا التالي يكون هناك تعاون وانسجام بين السواق وشركة النقل الخاص وتكون هناك التزامات متبادلة ".
وكالة نون: كلمة أخيرة
مسؤول لجنة النقل والاتصالات :"نشكر تعاونكم معنا في ايصال صوتنا الى المواطن وكذلك نقل صوت المواطن الكربلائي ومعاناته الى المعنيين ".
وبشأن تنظيم حركة المرور وتحقيق الانسيابية في السير تحدثنا لنا معاون مدير هيئة النقل في محافظة كربلاء المقدسة صادق جعفر عن الدور الذي يقومون به قائلاً"لدينا مفارز تتابع الشوارع العامة والساحات الأهلية وهي تتولى محاسبة السواق الذين يحملون الركاب خارج المرآب المخصص ويتم فرض مخالفة وقيمتها 20 ألف دينار وتعتبر تجزئة خط بالإضافة الى قيام السائق بالتعهد الخطي وفي حالة تكرار المخالفة تحجز المركبة في مديرية مرور كربلاء وفيما يخص اصحاب الساحات فقد قدموا تعهداً خطياً بعدم جعل الساحات مرائب ".
وبصدد حل مشكلة المرائب أوضح "نتمنى تخصيص مساحات واسعة وتتم تهيئة المرائب الموجودة في محافظة كربلاء المقدسة لخصوصيتها ونناشد وزارة البلديات بمنح مساحات كافية لجعلها مرائب خدمة لزائري مدينة كربلاء المقدسة ".
الالتزام بالثقافة والقواعد المرورية يقلل من حوادث السير
مدير مرور محافظة كربلاء المقدسة العميد مانع عبد الحسن تحدث لنا عن عمل المديرية وعلاقتها بهيئة النقل والمواصلات قائلاً "بالنسبة لمديرية مرور محافظة كربلاء المقدسة هناك تنسيق وعمل مستمر مع هيئة النقل والمواصلات من اجل فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة السير دخولاً وخروجاً وفيما يخص عمل المرائب الخاصة وبا الرغم من هذه الاجراءات هي من اختصاص هيئة النقل ولكن نحن نعمل بالتعاون معهم كعامل مساعد لعمل هذه الهيئة ".
وبصدد اهمية الثقافة المرورية في الشارع أوضح مدير المرور "ان الثقافة المرورية هي اهم من الاجراءات المرورية فنطمح ان يكون المواطن وصاحب العجلة هم ذو ثقافة عالية فيما يخص نظام السير والقواعد المخصصة للمرور والأولوية في الشارع فأن كل هذه العوامل تساهم في فك الاختناقات المرورية وتسهل من عملية سير المركبات وتقلل حوادث السير وبالنتيجة فأن الالتزام بهذه القواعد يقلل من مسألة فرض الغرامات وسيكون هناك التزام واضح من قبل السائقين والانصياع لأوامر وتعليمات رجل المرور نتيجة الثقافة التي يتمتع بها المواطن والسائق على حد سواء ،ونحن نعمل على زيادة الوعي والثقافة المرورية بالنسبة لمنتسبي مديرية المرور العامة من خلال الدورات والندوات العلمية التي تقيمها المديرية ".
وأضاف "ان هناك عوامل مكملة لعمل رجل المرور واهم هذه العوامل هو عامل الثقافة التي يتمتع بها سائق العجلة وان من الامور المهم التي يجب معرفتها هو انه كلما زاد عدد رجال المرور في الشارع كلما دل ذلك على ضعف كبير لدى السائقين للتعليمات المرورية ".
وأشار في نهاية حديثه الى " انه لابد ان يكون هناك حملة تثقيفية وتوعوية تشمل رجل المرور والسائقين للتعريف بكافة القوانين والتعليمات الصادرة لما يخص نظام سير المركبات ومدى التعاون بين رجل المرور والسائقين لإنجاح وتنفيذ التعليمات والقوانين النافذة وهذه الحملة تكون بواسطة نشر بوسترات او منشورات ارشادية وتثقيفية او التثقيف عن طريق وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة ".
مشاكل جمة
السائق احمد سعد تحدث عن مجموعة من المشاكل التي تواجه سائقي السيارات فقال " تواجهنا مجموعة من المشاكل منها ساحات الوقوف الأهلية التي تفرض مبالغ على السائق كما ان اجور الجباية هي الآخرى تشكل عائقاً آخر يثقل كاهلنا فضلاً عن رداءة الطرق وضيق مساحتها وكذلك قلة عدد الركاب مما يجعل السائق ينتظر لساعات طويلة لحين اكتمال عدد الركاب ".
اما السائق علي مجهول فبين " ان عدم وجود مرآب نظامية مخصصة من قبل الهيئة العام للنقل الخاص لوقوف العجلات التي تعمل في النقل الداخلي حيث ان المرآب الحالي وهو مرآب أهلي لا تتوفر فيه اي وسيلة من وسائل راحة الركاب وتنعدم فيه كافة الخدمات ابتداءً بنظافة المرآب وانتهاءً بعدم وجود اماكن للخدمات الصحية والمغاسل ".
وأضاف "انا ارى ان هناك ضرورة للعمل على انشاء مرائب نظامية تابعة لدائرة النقل الخاص تتوفر فيها كافة الخدمات فإذا ما توفرت مثل هكذا مرائب نموذجية فأن ذلك يساهم في حل مسألة التوقفات العشوائية ويقلل من الزخم المروري الموجود في الشوارع العامة ".
فيما طالب السائق رياض محمد سائقي السيارات بالامتناع عن التوقفات العشوائية قائلاً "ان امتناع السائق عن الوقوف في الاماكن والتقاطعات الغير مسموح وقوف العجلات فيها يساهم في فك الاختناقات ويسهل حركة سير المركبات ويجنب السائق الغرامات التي من الممكن ان يفرضها عليه رجل المرور، مضيفاً "ان الوقوف في الاماكن الغير مسموح التوقف بها يعتبر نوع من المخالف الشرعية كونه تجاوز على الملك العام للمواطنين ".
آراء وهموم
المواطن ماجد حسون فريد " يجب على الهيئة العامة لإدارة النقل الخاص ان تلتزم بالعمل على انشاء مرائب توازي اعداد السيارات وتتوفر فيها وسائل الراحة والتي تدفع المواطن للتوجه اليها والابتعاد عن عشوائيات سائقي سيارات الاجرة ".
ونوه "لا يمكننا القاء اللائمة على السائقين فقط فهناك عوامل مختلفة كانت الباعث في انتشار ظاهرة المرائب العشوائية منها مسؤولية المواطن الذي يجبر السائق على التوقف في الاماكن الخاطئة والممنوعة كبعض الساحات والتقاطعات وهذا دليل على ضعف ثقافة المواطن كونه يبحث عن مصلحته الذاتية وليست المصلحة العامة للجميع ".
المواطن جاسم محمد كاظم "عندما نأتي لزيارة مرقد الامام الحسين (عليه السلام ) تواجهنا مشكلة الازدحام وبالتالي نضطر للوقوف طويلاً بانتظار انطلاق طوابير السيارات ويكون ذلك ابتداءً من مداخل محافظة كربلاء المقدسة وصولاً الى مركز المدينة ".
المواطن علاء الدين نوري كاظم "اقترح ان تقوم الجهات المعنية بإنشاء مرائب متعددة الطوابق لاستيعاب اكثر عدد ممكن من السيارات وذلك من أجل منع التوقفات العشوائية وعرقلة حركة السير".
وأضاف " المعاناة اليوم تطال الجميع أنا على سبيل المثال اعمل صيدلاني واجد ان الإزدحامات المرورية والتوقفات امراً يتكرر بشكل يومي وأتمنى ان يكون هناك حل لهذه الازمة من قبل وزارة النقل ".
فضل الشريفي ـــ محمد اليساري
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية
- تعرضوا للقتل والتشريد :عائلات موصلية تقيم موكبا حسينيا لخدمة زاور الاربعينية في كربلاء