حجم النص
بقلم : عبود مزهر الكرخي
بالأمس زفت بغداد الحبيبة إلى عريسها في أحلى زفاف وعرس وكان عريسها هو الثقافة العربية ولتستعيد بغداد ألقها الثقافي والتي كانت بعيدة عنه لعقود من الزمان بعد أن عاشت فترة ظلامية وقاسية كانت تنوء وترزح وبشدة بما كانت تحمله من جراحات والآم كان فيها أشعاعها الثقافي قد خبا والذي بهذا الأفول أضحت كل الثقافات العربية منحسرة نتيجة لغياب المارد العراقي والذي تمثله بغداد وهي بحق حاضرة الأمة العربية والإسلامية والذي وبحق أن يفتخر ويزهو بها كل عرقي لأنها تمثل الحاضرة الثقافية للعرب وللأمة الإسلامية حيث كانت عمق ونبع قوي للحضارات والتي بها ولدت أولى الحضارات لتعلم العالم أجمع الكتابة من أرض سومر ومنها انطلقت الحضارات من وادي الرافدين لتشع على كل العالم وتكون أحدى أهم المرتكزات في بناء الحضارة الإنسانية والتي ابتعدت عنها بغداد فترة بسبب عهود القهر والظلام ولكن ها قد بدأت تستعيد عافيتها لتخبر العالم بأن مارد الثقافة وصحوة العلم والثقافة قد بدأت تنهض من جديد في عراق المحبة والخير بلد الحضارات ومهبط الأنبياء وبلد القباب والمنائر الذهبية والأولياء الصالحين والذي حاول الكثير من الظلاميين إسكات هذه القلعة العتيدة من خلال العديد من المحاولات الجبانة والغادرة والتي تحاول إفشال هذا العرس واستباحة عذرية بغداد الجميلة والحبيبة على كل العراقيين ولكن بقت بغداد عصية ورقم صعب عليهم في تدمير وقتل هذه العروس الجميلة والتي كانت ومازالت عزيزة ومحمية في حدقات كل عيوننا لينتهي الأمر أمس بزفافها الجميل وبأحلى حلة إلى عريسها الثقافة العربية إيذاناً بجعل العراق عاصمة للثقافة العربية ولتبدأ أعراسنا الثقافية البهية والتي أن شاء الله تكون فأل خير على عراقنا وشعبنا والذي كان رغم كل جراحاته ينهض ويقوم ويلملم جراحاته ليعلم العالم أجمع ماهية شعبنا؟ والذي يثبت وعلى الدوام انه شعب حي قد قاوم ويقاوم كل الأعاصير العاتية وكل رسل الموت والغدر لكي يحافظ على عروسته بغداد الحبيبة الغافية على نهرها دجلة الخير ويحرسها من أعين المجرمين وبنهر فرات المحبة وكان العرس عراقياً 100% حيث كان الأوبريت الذي اكتحلت عيوننا برؤيته يمثل العراق من جنوبه إلى شماله ليثبت أن العراق باقي وصامد بعاصمته بغداد والتي راهن الكثير من الظلاميين من الداخل والخارج على تفتيته وتقسيمه ولكن كان بلدنا الحبيب محروس بالأئمة السبعة الأطهار(سلام الله عليهم أجمعين) وأوليائه الصالحين ومرجعيتنا الرشيدة وكل دعوات الصالحين الخيرين وبهمة العراقيين الشرفاء الذين أبوا أن تكون بغداد لقمة سائغة لهم وليفرح العراقيين وعاصمتهم بهذا العرس البهي ولتقام المهرجانات والأعراس الثقافية ليثبت أن العراق هو فعلاً عاصمة للثقافة العربية وحتى العالمية ولنشرع أقلامنا ولنملئها بمداد من حبر الخير والأخوة والمحبة والتسامح وأن نكتب كل ما هو جميل وثقافي عن عاصمتنا الحبيبة ولتكون أقلامنا وقراطيسنا هي اقوي سلاح بوجه كل المجرمين والظلاميين والغادرين بوجه ما يرفعون من وسائل قتل وأجرام لتضحى حراب تنبت في صدروهم المملئة بالشر والغدر ولتكون رسالتنا هي رسالة سلام ومحبة ولننبذ كل النعوت والصفات الطائفية الطارئة على العراق وليتآخى الشروكي والمعيدي أبن الجنوب مع أبن المنطقة الغربية وليرفعوا علم العراق مع أبن الشمال ولتتحد كل الطوائف والأعراق لرفع علم العراق من شماله إلى جنوبه في هذا الكرنفال السعيد ولتفتح الكتب ولتقام المعارض أيذاناً بعودة الحاضرة العراقية إلى ساحة الثقافة والعلم ولتسطع الأنوار المتألقة لتنير ثرى مثفينا وعلماؤنا وتفرحهم من مصطفى جواد إلى السياب إلى نازك الملائكة إلى عبود الكرخي إلى الجواهري وإلى كل صرح وعلم ثقافي وعلمي لتقول لهم أن بغداد ما زالت بخير وهي تنهض من كبوتها لتعيد مجدها التليد ولتسعد شناشيلها وضفاف دجلة وكل مناطق وأحياء بغداد الحبيبة بهذا العرس الجميل ولنكون نحن أول من يدعم ويساهم في أنجاح هذه التظاهرة الثقافية والعزيزة على كل عراقي وعراقية سائلين من المولى القدير إن يمسح بصمة الحزن التي شابت عراقنا وشعبنا لفترة ليست بالهينة على بلدنا وأن تكون فاتحة خير لعراق ينعم بالأمن والخير والمحبة ونبذ كل عهود الظلم والقهر أنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقرأ ايضاً
- من يُنعش بغداد ؟
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة