حجم النص
بقلم سامي جواد كاظم
لربما يتساءل البعض ماعلاقة صفوان الجمال بانتخابات مجالس المحافظات ؟ مهلا لنطلع اولا على قصة صفوان الجمال ، انه من اصحاب الامام الكاظم عليه السلام ولكنه كان يكري او يؤجر جماله لهارون العباسي عندما يريد اداء الحج فوبخه الامام على فعله هذا، فقال له صفوان انا لا اذهب معه مجرد انني اكري له جمالي، فقال له الامام عليه السلام: عندما تكري جمالك الا تتامل عودته بالسلامة حتى تاخذ اجرك؟، فقال: نعم، فقال له الامام عليه السلام : اذن انت تتامل بقاء الظالم لاجل اموالك وهذا ظلم ( هذا مضمون الرواية وليس النص) .
الانتخابات ودعاياتها الاعلانية تملا الشوارع وضمن هذه الدعايات هنالك اساليب يتبعها المرشح من اجل الحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات ، منها مثلا شراء الاصوات وبذل الاموال لكل من يمنحه صوته ،هنا وقفة عتاب مع من يبيع صوته ، المفروض بالناخب انه ينتخب من يراه الافضل فلو عرض عليه المرشح مبلغا من المال مقابل صوته هنا عليه أي الناخب ان يتامل جيدا بهذا المال كونه اولا رشوة والرشوة حرام بل حتى الرشوة التي تعطى لاستعجال اظهار الحق لا يجوز ، وثانيا لو يعلم الناخب ان هذا المرشح يستحق التصويت فلماذا يعتمد الرشاوى وهذا بحد ذاته يجعله لا يستحق صوتك ، واذا كان لا يستحق التصويت وانت ايها الناخب طمعت بالمال فانك تكون قد منحت صوتك للظالم مثلما صفوان الجمال منح جماله للظالم ، ولو كنت ايها الناخب تعتقد ان الذي منحته صوتك مقابل ثمن انه سيفي بوعوده التي قطعها على نفسه ، ففي حالة عدم الايفاء بوعوده ماذا سيكون موقفك ؟ سيكون مثل الذي ضحك عليه واخذ صوته منه ، وبهذا فانك ساهمت بفوز المرشح صاحب الرشوى، وعليه ، عليك وعلى من يتسلط عليهم هذا المرشح ان يرضخوا لظلمه مدة اربع سنوات ،ظلمه هو الفساد المالي والاداري ، وعندها تستحق التوبيخ من امام العصر كما وبخ الامام الكاظم عليه السلام صفوان الجمال ، واما اذا اعتقدت بانه سيفي بوعوده فهذا مستحيل لان الرشوة لا تتفق مع الوفاء
اعلم ايها الناخب ان الذي يشتري صوتك سيكون قراره او عمله داخل مجلس المحافظة عرضة للمتاجرة أي انه يصوت اذا حصل على مقابل ولا يصوت اذا لم يحصل ويدفع اذا اراد الموافقة على مشروع يخصه وعليه تكون الاعمال خاضعة للرشاوى ولا علاقة لها بخدمة المحافظة