حجم النص
الشيخ أسامة العطار خطيب حسيني معروف قصد بلاد المهجر في سبيل التعريف بأهل البيت عليهم السلام والدعوة الى الإلتزام بمذهبهم ، وكالة نون الخبرية التقت بالشيخ العطار وأجرت معه الحوار التالي .
وكالة نون ــــ بداية نود ان تعرف القارئ الكريم على سيرتك المعطاء ؟
الشيخ أسامة العطارــــ انا من مواليد محلة باب الطاق في مدينة كربلاء المقدسة هاجرت مع والدي الى مدينة فانكوفر الكندية وانأ صغير السن وقد بقيت هناك حتى اصبحت شاباً ناضجاً اكملت دراستي وحصلت على شهادة البكالوريوس في الكيمياء ثم انتقلت بعد ذلك الى مدينة لوس انجلوس الامريكية وقد تلقيت الدراسات الحوزوية على يد سماحة آية الله السيد مرتضى القزويني وولده السيد مصطفى القزويني وقد بقيت معهم اتلقى العلوم ما يقارب 3 الى 4 سنوات ،ثم عدت الى فانكوفر لإكمال دراسة الدكتوراه في الكيمياء وقد انتقلت بعد ذلك الى مدينة ادمنتون في كندا وبقيت ادرس سنتين وحصلت على شهادة ما فوق الدكتوراه في الكيمياء ايضا ،ومنذ مايقارب 22 سنة وفقنا الله لخدمة المنبر الحسيني وكان ذلك عن طريق تعلم احكام تجويد القرآن الكريم كما عملت كرادود حسيني بعد ان تتلمذت على يد الرادود الحسيني ملة باسم الكربلائي ،وبتوفيق الهي وبجهود العلامة القزويني وابنه السيد مصطفى تعلمت الخطابة الحسينية وأصبحت خطيباً القي المحاضرات الحسينية .
وكالة نون ــــ كيف تجد حركة التبليغ الشيعي في كندا؟
الشيخ أسامة العطارــــ حركة التبليغ في كندا قائمة وان كان عمر الجالية الشيعية هناك لا يتعدى 40 سنة وأقدم المراكز الشيعية الموجودة تأسست في عام 1975 فالجالية الشيعية كجالية كبيرة تمارس نشاطها برزت قبل 40 سنة اما الافراد المقيمين هناك فهم يسكنون في كندا قبل هذا التاريخ وكان جل اهتمامها هو الحفاظ على الهوية الشيعية هناك ،ولكن في السنوات العشر الماضية بدأ الجيل الثاني الذي يحتك بالكنديين من خلال الدراسة الجامعية والعمل في الدوائر والمؤسسات الرسمية بالتعريف والتبليغ والتثقيف لمبادئ أهل البيت عليهم السلام ومنهجهم ،في المقابل اثرت احادث 11 من سبتمبر ايلول عام 2001 تأثيراً سلبياً حيث كانت هناك حملة ضد الاسلام والمسلمين ومع الاسف الشديد دخلت الايادي التي تريد تفريق المسلمين وهؤلاء من المحسوبين على المسلمين فصار هناك جبهتين فجبهة نواجه بها جهل بعض الكنديين وجبهة أخرى نواجه بها جهات تحارب الشيعة اتباع أهل البيت عليهم السلام وتخلق الجهل لدى الكنديين وتشوه صورة الشيعة عندهم وللأسف البعض من افراد الجيل الثاني انجرفوا بفعل تيار المباحات التي هي محرمات وفق ديننا الحنيف لذلك كان هناك حرص شديد على الحفاظ على الهوية الشيعية .
وكالة نون ــــ ما الأساليب الواجب إتباعها من قبل المبلغين لإحداث الاثر المطلوب ؟
الشيخ أسامة العطارــــ هناك اساليب متعددة للتبليغ فيتحتم توظيف وسائل التواصل المتنوعة كالفيسبوك و تويتر وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي الاخرى للتعريف والتبليغ بمنهج أهل البيت عليهم السلام كما انه يمكن لبعض المؤمنين من الذين لديهم اموال كثيرة ان يوظفوها في انتاج الافلام والمسلسلات التي تتناول سيرة الأنبياء والمعصومين عليهم السلام لتحاكي عقول ووجدان الاخرين شريطة ان تكون هذه الأفلام والمسلسلات باللغة الانكليزية كونها اللغة الاكثر انتشاراً في العالم ،فلو انتج فيلم عن سيرة الامام الحسين عليه السلام وما جرى له في واقعة الطف الاليمة لشاهدنا الملايين يدخلون في الدين الاسلامي.
وكالة نون ــــ كيف تقرأ أهمية التواصل مع الشعائر الحسينية ؟
الشيخ أسامة العطارــــ ان الإمام الحسين عليه السلام قدوة وعبرة لكل الاحرار والمظلومين و المضطهدين لذلك ان الطغاة حاولوا منع الناس من زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام بل حاولوا منع حتى ذكر اسم الحسين عليه السلام ،لان مجرد ذكر اسمه الشريف يولد شعور الحرية لدى الإنسان ويعرفه بقيمه الإنسانية فلذلك ان مواظبة الشباب على زيارة مرقده الشريف ستخلق الانتماء الحسيني ،وكما جاء في الحديث الشريف الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق ).ولذلك الناس يتواصلون مع أهل البيت عليهم السلام بطرق شتى منها الاستماع الى المحاضرات الحسينية او الاستماع الى الرواديد الحسينيين او من خلال السير على الاقدام في ذكرى اربعينية سيد الشهداء وغير ذلك من الانشطة الدينية و العبادية الاخرى .
وكالة نون ــــ ما الصورة التي ينبغي ان يعكسها اتباع أهل البيت عليهم السلام للمجتمعات الأخرى ؟
الشيخ أسامة العطارــــ لقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم(انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )وفي حديث اخر له صلى الله عليه وآله وسلم قال (انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن اخلاقكم )،وكنت حينما القي المحاضرات اخاطب الشباب وبقية الشرائح وافهمهم انه عندما يكون اسمك محمد او علي او جعفر الإنسان الغربي لا يهتم لاسمك بل ينظر لك كمسلم وعندما يحتك بك ويتعرف على أخلاقك اما ان ينجذب الى الإسلام او ينفر منه ويكون ذلك حسب خلقك وتعاملك فأنت من تمثل الإسلام ،وقد قال الإمام الصادق عليه السلام (كونوا لنا دعاة صامتين بغير السنتكم )اي ان الإمام عليه السلام يقصد ان ندعو الناس من خلال تصرفاتنا وأخلاقنا فاحد الاساليب التي جعلت الناس ينجذبون الى الإسلام هي اخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي الآية الكريمة التي خاطب الله بها رسوله الكريم وهي (لو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) تدل على اخلاق الرسول الكريم ولينه ورحمته مع الناس.
وكالة نون ــــ ما الرسالة التي ينبغي للإعلام الإسلامي ان يوجهها الى غير المسلمين ؟
الشيخ أسامة العطارــــ ان دور وسائل الإعلام والتواصل امراً مهم وقد تجلت هذه الاهمية منذ زمن الرسول الكريم وأهل البيت عليهم السلام حتى بنو امية استخدموا التعتيم الإعلامي ضد الإمام الحسين عليه السلام وكذلك بنو العباس ايضاً استخدموه وسخروه لمحاربة أهل البيت عليهم السلام ،وأهل البيت عليهم السلام أنفسهم وظفوا الإعلام ووسائل التواصل الأخرى كالشعر الذي تصدح به حناجر الشعراء لنصرة قضيتهم الصادقة وعلينا نحن اليوم ان نخاطب المجتمعات الغربية بلغة يفهمونها فمن غير المعقول ان نتحدث لهم عن النهضة الحسينية ونقول ان الإمام الحسين عليه السلام حارب يزيد لأنه خمار فالمجتمع الغربي لا يرى مشكلة في تناول الخمر بل هو بديهي وهذا الخطاب والكلام يوجه الى المسلمين اما المجتمع الغربي فيفترض ان نحدثه عن جوانب أخرى في النهضة الحسينية وهي العدالة والمساواة وكيف ان يزيد لعنه الله كان يسلب حقوق الناس في ذلك الوقت ويدعو الى التميز العنصري والاجتماعي فهذه الجوانب تشكل اهمية لديه وإذا اردنا الدعوة الى الإسلام ينبغي ان نتأمل الآية الكريمة (وأدعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ) فهناك اساليب في الدعوة كما هو واضح في الآية الكريمة فالحكمة هي لغة العقل والمنطق والموعظة الحسنة لغة المشاعر فالقضية الحسينية مثلاً هي المحرك لهذه اللغة ،فعلينا ان ندعو الى سبيل الله وإتباع أهل البيت عليهم السلام من خلال توظيف العقل والمنطق والمشاعر.
وكالة نون ــــ هل هناك وسائل إعلام تغطي نشاطات أتباع أهل البيت عليهم السلام في كندا ؟
الشيخ أسامة العطارــــ هناك تقصير كبير في نقل الاحداث والأخبار التي تمس اتباع اهل البيت عليهم السلام وفي الصحف والإذاعات الكندية لا يتم التطرق الى ذلك خصوصاً حدث مثل احياء ذكرى اربعينية الامام الحسين عليه السلام وهذه الحشود المليونية من الزائرين التي تؤدي الزيارة المباركة وهذا تقصيرنا نحن اتباع أهل البيت عليهم السلام لذلك علينا ان نتعاون جميعاً من اجل ايصال صوت أهل البيت وما يتعلق بإحياء ذكرهم عبر وسائل الإعلام وعلينا ان نتواصل مع الصحف الكندية ونبعث لهم بالأخبار والمقالات خصوصاً ان هناك كتاب مميزين يمكن توظيفهم لخدمة القضية الحسينية .
حاوره / فضل الشريفي
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة
- يحملها شحص واحد ومعه (13) مساعد: من الفاو تنطلق راية حجمها (210) متر نحو كربلاء الشهادة