تربية الطفل من مقومات الحياة الفاضلة يقول علماء الاجتماع ان مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل من اهم الصفات التي تساعد الطفل على السيطرة على سلوكه حيث ان المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية ،والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا، ففي مجتمعاتنا الشرقية كثيراً ما تطرق أسماعنا كلمات والفاظ فاحشة وغير اخلاقية يصدرها بعض الاطفال الصغار وهم لايعرفون حتى معانيها بدقة ..فما هو السبب في ذلك وما هي الحلول التي يمكن ان تطرح في هذا المجال لمعالجة هذه الظاهرة؟ ولمعرفة اسباب وحلول هذه الظاهرة التقينا بشخصيات متعددة حول هذا الصدد فابتدأنا
الـبيئه المحيطة بالطفل تعتبر اهم جهاز لمحاكاته بالالفاظ
الاستاذ رائد حسين (موظف) يقول ( يعاني الآباء والأمهات من تلفظ أبناءهم بألفاظ بذيئة وكلمات بذيئة، ويحاولون علاجها بشتى الطرق كما أن \"لكل داء دواء\" فإن معرفة الأسباب الكامنة وراء الداء تمثل نصف الدواء. وعلى الآباء توجيه شحنات الغضب لدى الأطفال حتى يصدر عنها ردود فعل صحيحة، ويعتاد ويتدرب الطفل على توجيه سلوكه بصورة سليمة، ويتخلص من ذلك السلوك المرفوض وللوصول إلى هذا لا بد من إتباع الآتي :
أولاً: التغلب على أسباب الغضب : فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب أو عدم النوم... الخ. وعلينا نحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه. فاللعبة بالنسبة له هي مصدر المتعة ولا يعرف متعة غيرها وعلى الأب أو الأم أن يسمع بعقل القاضي وروح الأب لأسباب انفعال الطفل بعد أن يهدئ من روعه ويذكر له أنه على استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير من مسببات غضبه.
ثانيًا: إحلال السلوك القويم محل السلوك المرفوض: البحث عن مصدر تواجد الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل فالطفل جهاز محاكاة للبيئة المحيطة فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة: (الأسرة – الجيران – الأقران – المدرسة...). وكذلك عزل الطفل عن مصدر الألفاظ البذيئة كأن يبعد عن قرناء السوء. وإظهار الرفض لهذا السلوك.وعلينا أن ندرك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية وبالتالي التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر.
إن من واجبات الأسرة أن تهيئ جميع الوسائل والعوامل التي تسهم في التنشئة السليمة للطفل
اما الاستاذ بلال هادي (معلم) فقال : نحن نعلم أهمية تربية الاطفال في مجتمعنا فهم أعمدة المجتمع وهم جيل اليوم ورجال المستقبل فإن من واجبات الأسرة أن تهيئ جميع الوسائل والعوامل التي تسهم في التنشئة السليمة للطفل.
وقد يعاني كثير من الآباء والأمهات من بعض تصرفات أولادهم من خلال وقوعهم في بعض الاخطاء ومنها استخدام الألفاظ النابية أو الفاحشة ويتساءلون: لماذا تنجح بعض البيوت في إعطاء الحصانة بينما تفشل أخرى السبب يعود إلى نوعية ورقي التعامل مع الأولاد في سن مبكرة على وجه التحديد.
إذ من الأمور الهامة إيجاد قناة اتصال مع الاطفال بصفة يومية فحديثك معهم عن كل شيء في حياتهم يزرع في نفوسهم ارتباطا قويا بالأسرة وما يحدث في داخلها.
ابعاد الاطفال عن الاقران الذين يتعود منهم التلفظ بتلك الكلمات والتركيز على حسن السلوك
ولمعرفة الاسباب العلمية لهذه الظاهرة التقينا الدكتور محمد صالح مهدي فاجاب : الموضوع حقيقة لا يمثل مشكلة رئيسية وجوهرية على واقع المجتمع وان أمكن اعتبارها جزئيا كمشكلة بحاجة الى وضع بعض الحلول لها لابد أولا إن نحدد ما المراد ببذاءة اللفظ وفحشه وثانيا كيف تعود عليها الطفل وثالثا هل هي مستمرة على مستويات العمر أم إنها تضمحل تدريجيا
النقطة الرئيسية ان التلفظ بالفاظ بذيئة او فاحشة ليست سوى ردة فعل لتوتر او غضب نفسي حاصل ويخفف الطفل عنه بالالفاظ هذه لكونه يمثل اول ادوات التعبير عن الغضب والانتقام من الطرف الآخر بما تحمله الكلمات من معاني مثيرة للطرف الآخر وإما مجرد الارتياح بترديدها والتفكه بها فانها ليست سوى دعابة غير اخلاقية
اما بذاءة اللفظ وفحشه تتراوح من الفاظ فاحشة يعبر عنها الطفل بالفاظ متعددة ومعروفة اجتماعيا وبعضها يتعلق بالفاظ السب والشتم التي يسمعها ، وهذه الالفاظ هي نتيجة لربطه بين حنقه وطريقة التعبيرعنها ويألف استعمالها من عدة طرق سواء التي يتعود على طريقة التعبير عنها وان كان لسماعه اياها من خارج البيت مع تسامح او تلفظ البيت لها ايضا يشعره بعدم الخطأ في التعبير عنها وتكثر تلك الالفاظ تدريجيا حتى تتحول الى اداة للتعبير عن غضبه الذي يشعر به امام حالة من التوتر الذي قد يعاني منه ويكون لهذه الالفاظ الطريقة السهلة لتخفيف حالة الغضب المتراكم او الطاريء.
ولذا فان تخفيف حالة التوتر اما بواسطة التعبير بهذه الالفاظ او عن طريق استعمال اليد او عن طريق الهمس واللمز اللفظي وغيره وتتكرر هذه الحالة حتى تصبح ابسط طريق لتخفيف حالة التوتر الحاصلة وأما البيئة فان أثرها كبير خصوصا مع الأقران والجيران ويتعلم الطفل أكثر الكلمات المثيرة والفاحشة بل حتى التي لا يستطيع تكرارها او التفوه بها في بيته وهذه الألفاظ لها مسمياتها المعروفة ولكن الطفل في اغلب الأحيان لا يفهمها بشكل حقيقي وإنما يتصور إنها نوع من تعيير الطرف الأخر ولها طرق تعبيرية اخرى كالتعييب الشخصي للاخر او لمزه في عائلته او تهمة معينة تنسب اليه وهكذا ولربما يكرر ما يسمعه من كلمات تعييريه في بيته نفسه
والبيئة تؤثر عليها حالتان أساسيتان وهما الحالة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على طريقة التعبير والتي تجعل الشخص يتصيد اي مشكلة او حالة غير سوية على الآخرين ليحمي ذاته أمام ابناءه والامر الثاني هو المستوى الثقافي للعائلة نفسها أو للمجتمع نفسه مما يجعل حالة الاحترام او المجاملة او مستوى قبول الاخر بشكل غير جيد فتكثر تلك الالفاظ البذيئة كانعكاس لهذه الحالة
وعن حل هذه المشكلة يقول : ان بعضها مما لا يملك مقومات الحل خصوصا الذي يكون نتيجة لحالة نفسية ونقصان في الشخصية وعدم شعوره بخطأ التلفظ بها مما يجعل عملية الحل تواجه مصاعب عدة ولكن هناك بعض الحلول مما يمكن طرحها بشكل مختصر. تعويد الطفل على استبدال الكلمات البذيئة بكلمات اخرى ومراقبة الطفل بشكل مستمر لمعرفة مستوى اداءه للكلمات الجديدة وابعاده عن الاقران الذين يتعود منهم التلفظ بتلك الكلمات وكذلك رفع مستوى المجتمعات الثقافي والتركيز على حسن السلوك وطرح مجموعة من الكلمات التي تجعلها مفيدة للتعبير عن الغضب وايضا التركيز على التربية المدرسية بدروس اخلاقية وتربوية جيدة واخيرا فان لغة التربية الاسرية بحاجة الى تثقيف اكثر لتفعيل عملية الانضباط وتشكي بعض الامهات او الاباء من سرعة انفعالهم و انهم لا يستطيعون ضبط نفوسهم ويختم حديثه بالقول : هذا التلفظ بالالفاظ الفاحشة عادة ما يقل مع العمر خصوصا اذا بدأ الطفل بالتعرف على مضامين الالفاظ فتقل عنده تلك الاستعمالات وخصوصا اذا بدا يتعرف على المعاني الاخلاقية السامية للمجتمع
ونحن بدورنا نقول أن التربية فى المجتمعات الاسلامية تبدأ بالفهم السليم لتربية، البعض يعتقد أن تربية الأبناء هى الأكل والشرب وإذا ذهب الإبن إلى المدرسة ونجح فى الإمتحانات يبقى متربى فيقول الأب مثلاً :أنا عندى 4 اولاد ربيتهم أحسن تربية واحد مهندس والثانى محامى والثالثة متزوجة من رجل أعمال ناجح والرابع مهندس كمبيوتر شاطر هو أستخدم كلمة تربية فى التعليم ،المفهوم الصحيح هو الارتقاء بالأخلاق وتنمية القدرات وحين تقول أنا ربيت فلانا فمعناه انك ارتقيت بحسه وذوقه وأخلاقه ومعاملاته وقمت بتهذيب طباعه ولفظه فى الوقت نفسه ربيته .
احمد كامل ابو خليف
أقرأ ايضاً
- من النساء والاطفال: العتبة الحسينية تعالج اكثر من (2000) من الوافدين اللبنانيين في مستشفى خديجة (فيديو)
- وكالة اكنا القرآنية تلتقي برئيس تحرير وكالة نون الخبرية : ادعو المسلمین کافة أن یتعلموا اللغة العربیة لیفهموا تعالیم قرآنهم بشکل صحیح.