تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا الى عدة امور مهمة منها ما يخص زيارة الاربعين التي ستصادف بداية العام القادم ومنها ما يتعلق بهدر المال العام وهدر الانسان نفسه "
وقال السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف اليوم 29/محرم الحرام/1434هـ الموافق 14-12-2012م حول زيارة الاربعين ..احب ان انوّه الى بعض الامور المتعلقة بذلك :
1- حول استغلال الوقت الذي يقضى في المشي استغلاله في تربية الذات والتفكّر في اصلاح النفس دائماً سواء على المستوى الشخصي او الاجتماعي او على أي مستوى يمكن ان يكون فيه هذا الزائر وفي أي موقع هو يكون سواء كان الذي توفّق للمشي في موقع رسمي او اجتماعي او ليس له موقع يشار له وبالنتيجة هذا الوقت يستغل ونِعمَ الوقت ان يكون الانسان في تربية ذاته وسلوكه .
2- قطعاً الامام الحسين (عليه السلام) في منتهى التنظيم .. سواء كان اختيار اصحابه او طبيعة القتال او تنظيم الصفوف واصحابه .. هذا لابد ان ينعكس علينا ولابد ان يكون الزائر متحلياً باخلاق الامام الحسين (عليه السلام) محاولا ً ان يتخلق بها ومحافظاً على كثير من الامور التي لا يرضى بها الشارع المقدس .. مثلا ً المحافظة على الممتلكات الشخصية .. ولابد ان يكون الزائر ملتفتاً على ان لا يكون أي تجاوز على أي ممتلك شخصي بالاضافة الى الحفاظ على الممتلكات العامة سواء كان حديقة او شجرة او غير ذلك .. فقطعاً هذه الامور نؤكد على بقائها والزائر لابد ان يتحلى ايضاً بهذه الروح التي تحمل كل معاني الدفء المستنبطة والماخوذة من الامام الحسين (عليه السلام) ..،موضحا "ان الزائر عندما ينظّم نفسه تأسيّاً بالامام الحسين (عليه السلام) وعندما يتوجه الى الامام الحسين (عليه السلام) وهو في ذهنه ان يبني اشياء جميلة كل هذه الاشياء في بناء الانسان وبناء خلق الانسان وبناء ما يمر به هذا الانسان لا يخرج يميناً او شمالا ً وهذا كلّه في طاعة الله تبارك وتعالى ..
3- لابد للزائر ان يكون في يقظة وحذر من استهدافه من قبل الجهات الارهابية فالجهات الارهابية لا عقل لها ولا دين ولا انسانية وهي تحاول ان تستهدف التجمعات فهؤلاء الارهابيين خرجوا عن الانسانية .. فلابد للزائر ان يحذر دائماً وان يكون متيقظّاً ولابد ان يتعاون مع الاجهزة الامنية التي تكون في خدمته .. وايضاً لابد على الجهاز الامني ان يسعى جاداً بان لا يغفل عن حياة الزائرين وان لا تأخذه حالة الترهّل او التعب والتي قد لا سامح الله في غفلة صغيرة تذهب وتزهق ارواح كثيرة كما حدثت في زيارات سابقة ..
4- على الزائر الكريم عندما يقصد الامام الحسين (عليه السلام) في هذه الزيارة وفي كل زيارة ان يستشعر قداسة من قصدَ اليه ِ .. وبالنتيجة لابد ان يُجَنِّب الزيارة و شعيرة المشي ان يجنبها من كل النتوءات الدخيلة ولابد ان يكون بمستوى تحمّل المسؤولية .. واقعاً عنوان ( زائر الحسين) عنوان سامي ونبيل .. فيجب ان يكون بمستوى تحمّل المسؤولية من حين وضع اول قدم لحين التوفّق الى سيد الشهداء .. وهذا كلّه يجنّب هذه الشعيرة عن أي شيء خارجها ولا يحاول ان يوهّن منها ..
وفي الامر الثاني قال الصافي ان"المرجو من الاخوة المسؤولين في الدولة تهيئة جميع السبل لتسهيل زيارة الاخوة من خارج العراق سواء كانت المنافذ البرية والمنافذ الجوية وحقيقة في بعض الحالات تحدث تلكوءات ولكن في واقع القضية نرى الكثير من الاخوة المسؤولين يتفاعل ويهيئ هذه الاسباب وهذا شيء لهم وقطعاً يشكرون عليه .. موضحا انه قد تحدث بعض الامور وحتى هذه الامور نحاول ان لا تحدث .. على الاخوة المسؤولين من الان ان يهيئوا استعداداتهم الكافية لاستقبال الزائرين بحسب ما يرونه ،نحن لا نقول لا تجعلوا أي ضابطة ... وانما نقول الضوابط حاولوا ان تسهّلوا زيارة الاخوة من الخارج الى داخل المدينة وهذا يحتاج الى زيادة في الكادر اذا كان هناك نقصاً وسهولة في المخاطبات اذا كان فيها روتين كثير وتوفير ما يمكن توفيره من قنوات كثيرة لأخذ التأشيرة مثلا ً اذا كانت وامثال ذلك ..
وتابع بقوله "اخواني زيارة الاربعين هي موسم وانتم تلاحظون ان الزيارة لا تكون في العشرين من صفر وانما تبدأ قبل ذلك بايام ..فلابد من ايجاد تسهيلات وهذه التسهيلات مهمة الدولة والمسؤولين .. نشترك جميعاً في توفير ما يمكن توفيره لخدمة الزائرين من الداخل والخارج ..
وفيما يخص بهد المال العام فقال سماحته تحدثنا سابقاً عن ما يتعلق بهدر المال وهدر الانسان نفسه .. فعندما لا يحترم الانسان نفسه فهذه خسارة وبالنتيجة الانسان له اهمية تفوق المال وهذا لا يعني ان المال غير مهم وخصوصاً في تمشية امور الدولة ولكن الانسان له قيمة حقيقية "
واضاف "عندي رجاء الى الجهات المعنية واعتقد ان الجهات البرلمانية تتحمل جزء من المسؤولية وبعض الجهات التنفيذية وملخص هذا الامر ..الانسان حريص قطعاً على ان يكون بلده من البلدان المتقدمة وحريص ايضاً على سمعة بلده ِ .. وعندما نسمع في قضية اللوائح وقضية مصاف العراق في قضية المال .. قطعاً هذه الارقام تؤلم كل شخص غيور على البلد وما اكثرهم ان شاء الله هذه تؤلم وبالنتيجة لابد من ايجاد وسائل تخفف هذه المسالة ..مثلا ً ان بعض الاخوة يقولون ذهبوا بايفاد الى الدول الافريقية حتى يتعلموا منهم بعض الامور الامنية .. هناك مبلغ يُصرَف .. وتلك الدولة تقول نحن تعلمنا منكم ودوراتنا كانت في العراق فمجيئكم لنا قضية خاسرة ليس فيها نتيجة !! لكن مع ذلك الجهات تصرف أموال وترسل ايفادات !!....اقول كثير من الاموال تذهب بسبب طبيعة المشاريع فهناك اموال هائلة ترصد لهذه المشاريع ونأتي الى بعض القوانين الالتزام بها فيه تعطيل فيأتي فلان وفلان يقول له : نحذف هذه المادة على ان تعطيني هذا المبلغ ، ونقلل من هذه الشروط على ان تعطيني هذه المبلغ ...وبالنتيجة سيفسح مجال للتلاعب وعندنا الان بعض المشاريع المتلكئة بسبب هذه الطريقة ..اقول لو نذهب الان الى أي دولة ايضاً عندها مشاريع ونسأل هذه الدولة نقول لها كيف تعملون المشاريع ؟ وما هي نسبة الهدر المالي والفساد المالي عندكم ؟
قطعاً سيعطونا ارقام !!
هذه التجربة التي شهدتها بعض الدولة أليس من الأحرى على الجهات التي تبتلى بهذه المسألة وتريد ان تُقنن قانوناً شبيه بتلك الدول فجميع الدول عندها طرق وجسور ومدارس ومستشفيات وبنايات وسكن .. كل هذه الدول لها مشاريع متشابهة كيف تجاوزت تلك المحنة ؟! لماذا لا نتعلم منها ؟!
وقطعاً التعلّم ليس معيباً وانما البقاء على الجهل هو العيب .. وابقاء المال في هذا الهدر قطعاً الناس تتقطع الماً له لان هذا المال لا يبني البلد وانما يذهب لجيوب خاصة .. فاذا قللنا من الهدر والمال ذهب الى الجهات التي تبني قطعاً سيتأثر البلد ..
الميزانية المرصودة ارقامها جيدة جداً في طبيعة البلد وهذه الثغرات الموجودة وقطعاً الجهات المتصدية والتي تراقب عندها احصائيات دقيقة .. عندما نقلل الحلقات الروتينية سنحافظ على المال العام واذا حافظنا على المال نحافظ على الانسان من السقوط ..فعندما نفسح المجال قد يسيل لعاب ضِعاف النفوس ولكن عندما نقلل هذه الخطوات ونختصر تكون الامور واضحة جداً ..
لو نأخذ تجربة الاخر من الدول التي تمر في نفس ما نمر به ونقلل هذا الهدر قطعاً هذا يحتاج الى دعم ومساندة ومساعدة .. في بعض الحالات الانسان يقدم يقول هذا يقلل ولكن هذا يحتاج الى دعم فاذا كان قراره صحيحاً ولا احد يدعم فلا شك هذا لا أثر له ..
لذا ادعو الى تقليص النقاط التي نحافظ فيها على الاموال فهناك شرفاء واخيار كثيرين موجودين في العراق وهذا يحتاج الى خطوة جريئة في تطبيق هذه الامور ..
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- كربلاء تمنح امتيازات إلى الكوادر التي ستشارك في التعداد السكاني
- كربلاء:وفاة الشيخ صالح الخفاجي النجل الاكبر للخطيب الشيخ هادي الكربلائي عن عمر تجاوز 85 عاما
- عوائل نازحة تلعب على الحبلين:تسكن في كربلاء وتسجل اثناء التعداد السكاني بمحافظاتها الاصلية