أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان بلاده استعادت مكانتها في المنطقة ولم تعد لعبة بيد الولايات المتحدة الأميركية خصوصا بعد ان تراجع بلاده في قائمة أولويات واشنطن.
وقال زيباري خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس \"اجرى العراق سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية الرفيعة مع دول الجوار كإيران والكويت وسورية، ووفودهم قدمت الى البلاد وذلك من شأنها تعزيز مكانته واستعادة سيادته\".
واضاف وهو يبتسم \"العراق سوف لن يكون بين اولويات الادارة الأميركية الجديدة \"للرئيس باراك اوباما\"...وقلت \"عندها\" انها اخبار جيدة باننا لاندرج ضمن الازمات، بابتعادنا عن مقدمة الاولويات\".
ويرى زيباري ان العراق استعاد ثقة العالم به دبلوماسيا بعد توقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، بالاضافة الى تركيز واشنطن على مواضيع ساخنة مثل افغانستان والازمة الاقتصادية العالمية.
لكن السياسيين العراقيين ما زالوا بحاجة الى توافق فيما بينهم.
وقال وزير الخارجية \"لدينا مشاكل سياسية، وتوترات حول الاصلاحات الدستورية وقانون النفط والغاز المثير للجدل وكذلك الاداء الحكومي\" وتابع \"بالنسبة \"لحكومة\" بغداد تعد هذه الامور جزءا من المصالحة\" الوطنية لبلد خارج من حرب.
ويعتبر زيباري، وهو كردي، ان العلاقات الجيدة بين بغداد وطهران، مثال اخر على قدرة العراق للوقوف على قدميه\" من جديد. وقال \"ثبت انه مهما كانت الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الجوار، فنحن لدينا مصالحنا ونستطيع اتخاذ قراراتنا\" بعيدا عن ذلك.
كما اشار الى ان العراق لعب دورا في المحيط العربي الشهر الماضي عبر الابتعاد عن اجتماع القادة الذي دعت اليه قطر بهدف تحشيد الدعم لغزة، فيما شارك في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت. وأكد ان الامر \"يجري بهذا الشكل\" في اشارة لمواقف الدبلوماسية العراقية.
واضاف ان \"الانطباع تغير تماما، خصوصا بعد الاتفاقية التي عقدت مع واشنطن والاسلوب الذي نوقشت فيه الاتفاقية في مجلس النواب، وعبر وسائل الاعلام\".
واشار الوزير الى ان \"كل ذلك، يعطي اشارات صحيحة ... رغم استمرار وجود السلبيات\" بين السياسين العراقيين.
وذكر زيباري باعادة فتح سفارات عربية في العراق وتوقعه بتدفق الزيارات الدبلوماسية، واخرى اقتصادية للبلاد. واعرب عن امله بقيام \"رئيس الوزراء ووزير خارجية سورية بزيارة قريبة للعراق\".
وأعلن وزير الخارجية عن سعي بلاده لاعادة ضخ النفط عبر سورية ، قائلا \"نفكر باعادة افتتاح انبوبنا النفطي المار عبر سورية الى البحر الابيض المتوسط\". وقال زيباري ان العلاقة مع دمشق \"تحسنت بشكل كبير\" بعد افتتاح السفارة.
وكان البلدان قررا خلال زيارة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بغداد في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006 اعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
وارسلت سورية سفيرها نواف الفارس الى بغداد في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
واشار وزير الخارجية الى ان \"عدد المتسللين القادمين من سورية قد انخفض، لم يتوقف، لكن السوريين اتخذوا عددا من الاجراءات، فجأة رأوا بان ذلك يعود بنتائج عكسية عليهم\".
وعن نفوذ إيران الجارة للعراق، في العراق ، قال \"لديهم نفوذ، علي ان اكون صادقا...لكن موقفنا \"الان\" هو التعامل مع الاخرين بكوننا اصحاب سيادة، عبر القنوات الرسمية\".
ورفض القول بان العراق يخضع لضغوط إيرانية، قائلا ان \"القول \"انهم يملون علينا\" لا فهذا خطأ\" في اشارة لمعارضة إيران الشديدة للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن.
وأكد زيباري لقد \"أبلغناهم بانه قرار لعراق صاحب سيادة\" في إشارة للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي للعراق الاسبوع الماضي.
وزيباري شغل منصب وزير خارجية العراق منذ تشكيل أول حكومة في بلاده بعد الاجتياح الاميركي.
واضاف \"نسعى لاضفاء صفة رسمية على علاقاتنا معهم من خلال السفارات والقنصليات، ليكون هناك اسلوب \"دبلوماسي\" للتعامل معهم\".
ويقول زيباري وضع العراق يختلف الان في مستوى اتصالاته مع دول العالم مقارنة بالنظام السابق. موضحا \"يتناقض هذا النهج مع الاتصالات الفردية التي يعود تاريخها الى ايام المعارضة لنظام صدام حسين عندما كان العديد من زعماء اليوم يقيمون في المنفى في إيران.
واضاف حتى الكويت، التي كان لديها علاقة سيئة مع النظام السابق في العراق وبلغت ذروتها باجتياح العراق لها عام 1990، سوف ترسل نائب رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ محمد صباح السالم الصباح، الى بغداد، للمرة الأولى.
وقدم علي المؤمن أول سفير تعينه الحكومة الكويتية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع العراق قبل 18 عاما اوراق اعتماده في تشرين الأول (اكتوبر) الى وزير الخارجية هوشيار زيباري في بغداد، وفقا لمراسل فرانس برس.
وتعد ملفات حقول النفط المشتركة وترسيم الحدود والتعويضات العراقية للكويت، من اهم الامور التي يتوقع مناقشتها بين الجانبين. وقال زيباري بهذا الصدد \"قطعنا شوطنا كبيرا معهم\" في هذه الملفات.
وكالات
أقرأ ايضاً
- فيديو:الامم المتحدة تثمن جهود العتبات المقدسة لاستضافتها اللبنانيين بكربلاء
- ممثل السيد السسيتاني خلال استقباله ممثل الامم المتحدة يدعو للاسراع بوقف اطلاق النار في غزة
- لبنان: نعول على دعم العراق في إعادة الإعمار