- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحمار بين المنصب السياسي والمنصب الاداري
حجم النص
بقلم :ناصر سعيد البهادلي
ليهنأ ويفرح السيد عمر كلول بواقع دولتنا العراقية ، ويحق له الفرح بعدما اثبت ان قراءته للواقع العراقي هي الادق من بين القراءات التي شبعنا من قرائتها وسماعها من على وسائل الاعلام المتنوعة ، قرأ عمر كلول واقعنا العراقي ليجد ان النسبة الغالبة من المسؤولين عن ادارة الدولة وقيادتها هم من فصيلة الحمير المنتسبة للانسان ، فاحوال سادتنا القادة والمسؤولين تنبيء بشكل صارخ عن مدى منافستهم الحمار بقضية الاشد غباءا ، ويبدو ان السيد عمر كلول سيكون هو الفائز مستقبلا لكثرة الحمير التي تقود الدولة ومفاصلها الادارية وما نتج من استحمار لقطاعات كثيرة من ابناء شعبنا العراقي ، ولهذا فان حزب الحمير سيجد له كثير من القواعد التي يستطيع باصواتهم ونهيقهم ان يكون الحزب الاوحد والاقوى في بلدنا وربما يستطيع حكم العراق وبدون محاصصة اللهم الا بعض الشعير يقدم الى هذا الحمار وذاك الحمار من الرؤوس الكبيرة في هذا الحزب...
الفارق بين المنصب السياسي والمنصب الاداري هو ان المنصب السياسي يستطيع ان يشغله حمار ولاضير اما المنصب الاداري فلايمكن لحمار ان يديره او يشغله ، ولذلك شهدنا في تاريخ وزاراتنا العراقية بل حتى وزارات بقية الدول المتحضرة والمتخلفة ان منصب الوزير من الممكن ان يشغله السياسي وهو لايعرف الكوع من البوع في شؤون وزارته ، ولهذا فانه يعتمد بالمطلق تقريبا على الاداريين ويشمل منصب الوكيل فما دون ، يضاف الى ذلك انه يستعين بمستشاريين ممن لهم باع في شؤون الوزارة من خلال خبرة عمل متراكمة فيها جعلته مأمون المشورة ، ولذا لايجد احدنا غرابة اذا ما اصبح وزيرا للعدل والفلاح وزيرا للصناعة وعامل البلدية وزيرا للصحة ، ولعل مثل سمير الشيخلي الذي تنقل وزيرا على التعليم العالي والصحة والداخلية نموذجا يصلح لذلك ، وهذا يعني امكانية تكليف حمارا ما بمنصب وزير لاي وزارة كانت ،لان السر في التكنوقراط من الوكيل فما دون والمستشارين....
في واقعنا اليوم ومنذ سقوط الطاغية تنابزت الكثير من الحمير على مناصب وزاراتنا وهذا مما لا اعتراض عليه لان المنصب السياسي يستطيع اشغاله الحمار وبجدارة ، ولكن خراب وزاراتنا ودولتنا هي تصورات حميرنا بانه لايعجزها ادارة الدولة من خلال مناصب المستشارين والوكلاء فما دون ، ولهذا دخلت المناصب الادارية كما دخلت المناصب السياسية في دائرة المحاصصة التي تشبثت بها حميرنا رغم انوفنا ، وبدأ تدمير الدولة المتسارع من خلال اختيار حمير ذات ولاء عالي للحمار الاكبر لادارة المناصب الادارية ووقعنا بمشاكل لا تعد ولا تحصى بل تتوارد علينا مواقف تبعث على الضحك والسخرية وحينها يصبح حميرنا السياسية والادارية موضع تندر وسخرية من موظفيهم نتيجة مواقف تشابه موقف حسين كامل " جيبوا كل الستيم اللي بالسوك "
ولا يتبقى امل لدولتنا الا بهداية الله سبحانه لحميرنا الكبار بالتخلي عن المناصب الادارية وتركها لابناءها من التكنوقراط ويكتفون بالمناصب السياسية ، ولكن نرى ذلك بعيدا بعدما تحول حتى منصب الفراش الى مناصب حميرية...
فمباركتنا وتهانينا مقدما الى السيد عمر كلول ورؤيته الاستراتيجية بتحول نظامنا ودولتنا وشعبنا في نهاية المطاف الى الحميرية .
أقرأ ايضاً
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- ظاهرة الحج السياسي