ماذا أقول عن إمام قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه مصباح هدى وسفينة نجاة؟! وماذا أقول عن مرقد من قصده حصل على خير الدنيا والآخرة؟! وماذا أقول عن ثواب منهمر لا يعد ولا يحصى ينتظر أولئك الزائرين ولا يزيدهم كثرة العناء إلا جودا من العطاء وتشوقا عند اللقاء، فحقيق على اللسان عند التحدث عن هذه الشخصية ليتعتع والقلم ليجف والبيان ليخرس!! وما عسانا أن نقول نحن المذنبون في إمام ذكر في شأنه وعظمته المعصومون خصوصيات هي غير متواجدة حتى فيهم؟! ولعظمة المناسبة ولعظمة الشخصية التي هي مهوى أفئدة المؤمنين والأحرار في العالم؛ نترك الحديث في استطلاع اجراه موقع نون عن المزور والزائر والمزار للمعصوم وللزائرين الذين هم من الصفوة المخلصين يرقؤون درجات الكمال حسبما تتوافر فيهم درجات الإخلاص واليقين.
اعلم أن فضل زيارة الحسين عليه السلام مما لا يبلغه البيان وفي روايات كثيرة أنها تعدل الحج والعمرة بل هي أفضل بدرجات تورث المغفرة وتخفيف الحساب وارتفاع الدرجات وإجابة الدعوات وتورث طول العمر والانحفاظ في النفس والمال وزيادة الرزق وقضاء الحوائج ورفع الهموم والكربات. وتركها يوجب نقصا في الدين وهو ترك لحق عظيم من حقوق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقل ما يؤجر به زائره هو أن يغفر ذنوبه وأن يصون الله تعالى نفسه وماله حتى يرجع إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله له أحفظ من الدنيا.
فعند خروجه من منزله: عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن الرجل إذا خرج من باب منزله وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين (عليه السلام) ( كامل الزيارت: ص 206)
وقال(عليه السلام) ايضا : إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) شيّعه سبعمائة ملك من فوق رأسه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى يبلغوه مأمنه ( مستدرك الوسائل: ج 2، ص 203).
وإذا مشى في الشمس: قال الإمام الصادق (عليه السلام): وإنّ زائر الحسين (عليه السلام) إذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئاً، فينصرف وما عليه ذنب، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحِّط بدمه في سبيل الله ( كامل الزيارات: ص298).
في حال تعرقه أو تعبه: روي: إن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسين (عليه السلام) سبعين ألف ملك يسبّحون الله ويستغفرون له ولزوّار الحسين (عليه السلام) إلى أن تقوم الساعة ( مستدرك الوسائل: ج 2، ص 204).
إذا وصل الماشي إلى كربلاء: عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين (صلوات الله عليه) شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه ( الكافي: ج 4، ص 581 ).
وفي استطلاع أجرته (الأحرار) لآراء شرائح مختلفة من زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام من القادمين الى كربلاء المقدسة من اجل المشاركة واحياء زيارة الاربعين حيث التقينا أولاً بالأخت (أم محمد) من واسط وحينما سألناها عن سبب قدومها للزيارة مشياً على الاقدام قالت:
لم ننقطع ابدا عن المشي الى كربلاء حتى في زمن الطاغية صدام كنا نأتي مشياً رغم المخاطر
ــ حباً بالحسين عليه السلام جئنا مشياً على الأقدام ورغم كل الصعوبات سنأتي في العام القادم إنشاء الله تعالى، نحن لم ننقطع ابدا عن المشي الى كربلاء حتى في زمن الطاغية صدام كنا نأتي مشياً رغم المخاطر فكيف الآن وقد عم علينا الخير وبركات الامام بزوال ظلم الكفار، فالحسين يجسد روح الشيعة، ونحن نطمع في شفاعته يوم القيامة.
أما بالنسبة للخدمات المقدمة لزوار الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس والتي لمسناها هنا فهي كثيرة بحمد الله ولا يكاد الزائر ان يشعر بشيء من التعب أو الجوع أو العطش وندعو من الله بحق الحسين وبحق مصيبة زينب عليها السلام ان يوفق كل من يقوم بخدمة الزوار.
أما الأخ (عايد دحام ) من أهالي السماوة فقد قال:
لقد قضينا في الطريق مدة خمسة أيام كاملة منذ خروجنا انا واخوتي من مدينة السماوة لكننا لم نشعر خلالها بالتعب ونحن نمشي ونطلب قضاء الحوائج من الله تعالى بحق الامام الحسين عليه السلام واهم حوائجنا ان يمن الله تعالى على هذا البلد بالخير والامان.
اما بالنسبة للخدمات فهي نعمة من الله تعالى من بها علينا وحينما نقارن بين اليوم والامس لا نجد هنالك وجه للمقارنة وندعو الله ان يوفق كل من يقوم بخدمة زوار الحسين عليه السلام ويمن بالسلامة على زواره ليعودوا الى ديارهم وقد كسبوا من خير الدنيا والاخرة.
والأخ (حمزة محمد علي) وهو من أهالي ذي قار حيث قال:
نحن نسيرمن ذي قار الى كربلاء في كل عام، وبهذا المسير نستذكر رجوع السبايا من اهل بيت النبوة من الشام في رحلة سبي عيالات الحسين عليه السلام وكيف كانت حالتهم؟ فهو مصاب يتجدد على مر الايام ونستلهم منه الدروس والعبر وما هذا المسير سوى تجديدا للعهد مع الحسين عليه السلام بأننا على دربه سائرون في كل الظروف وفي كل زمن ولن يمنعنا شيء وكما يقول الشاعرالحسيني (لو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفا سيدي يا حسين).
أما بالنسبة للخدمات فهي أكثر من جيدة، حيث سرنا أكثر من ستة أيام ولا تكاد تحس بنفسك غريب حيث هنالك طعام كثير ومبيت وكل شيء حتى العلاج متوفرمن خلال تواجد المفارز الطبية على طول الطريق.
سرنا لأكثر من ثلاثة عشر يوما ومع ذلك لا نشعر بتعب ولا ملل وذلك لكثرة المواكب وتنوع الخدمات المقدمة للزائرين
أبو (عمار الدراجي) من أهالي البصرة حيث شاركنا في الاستطلاع فقال:
لقد سرنا من البصرة الى كربلاء الحسين عليه السلام واستغرق مسيرنا لأكثر من ثلاثة عشر يوما ومع ذلك لا نشعر بتعب ولا ملل وذلك لكثرة المواكب وتنوع الخدمات المقدمة للزائرين والحمد لله كان هنالك انتشار جيد لقوات الامن لحماية الزائرين من بداية خروجنا من البصرة الى أن وصلنا الى كربلاء المقدسة، والحمد لله على هذه النعمة - نعمة الحرية والامان- ندعو الله بالتوفيق وقبول الاعمال لكل خدمة الامام الحسين عليه السلام.
سرت لمدة أربعة أيام طلبا للثواب في زيارة الإمام الحسين
والأخت (غازية عبد عون) من أهالي الكوت قضاء النعمانية فقد قالت:
لقد سرت لمدة أربعة أيام طلبا للثواب في زيارة الإمام الحسين عليه السلام حيث نستذكر فاجعة عودة السبايا الحوراء زينب وبقية عيال الحسين عليهم السلام ونسير لمسيرهم ومواساة لمصابهم على ايدي اللعناء من بني امية وأتباعهم، ونحن نسأل الله ان يمن على الجميع بالصحة والعافية وعلى العراق المزيد من الامن والامان بحق هذا اليوم، يوم الحسين وزيارة الاربعين.
أما بالنسبة للخدمات فهي ممتازة وعلى طول الطريق من محافظة الكوت إلى كربلاء لا تكاد تشعر بجوع أو عطش وإنشاء الله سوف أأتي للزيارة في السنة القادمة اذا كتب الله لنا العمر.
أما الطفلة (زهراء حسين) وتبلغ من العمر عشر سنوات وهي أيضا من أهالي الكوت فقد قالت:
أنا أسير منذ أربعة أيام مع أهلي وحتى في الليل كنا نسير دون خوف لان الطريق أمان ونحن نسير إلى الإمام الحسين ونحن نريد أن نحصل على ثواب الزيارة وكربلاء حلوة وأنا أول مرة امشي للزيارة وسوف اجيء للحسين في كل سنة ان شاء الله.
على طول الطريق من البصرة إلى كربلاء ترى حشود الزائرين والمواكب المنتشرة مع رجال الأمن وترى هنالك حالة من الأيمان العام
(محمد حمادي) من البصرة:
لقد سرنا لمدة ثلاثة عشر يوما وعلى طول الطريق من البصرة إلى كربلاء ترى حشود الزائرين والمواكب المنتشرة مع رجال الأمن وترى هنالك حالة من الأيمان العام بالقضية الحسينية وان كان كل على قدر مستواه والثواب على قدر المشقة، ولكن هنالك إيمان يدفع الناس الى المسير لمسافات شاسعة ان دلت على شيء فإنما تدل على حب هؤلاء الناس لإمامهم وتجدد الولاء مع قضية كربلاء لأنها قضية الاسلام.
والأخ (أحمد) من أهالي محافظة العمارة وهو مقعد على كرسي متحرك فقد قال:
انا أطلب من الله الشفاء ببركة الحسين عليه السلام وبمصيبة العليل الامام زين العابدين ابن الحسين ونذرت إذا صرت زين كل سنة آتي للحسين ماشياً، وهذا ليس بكثير على الإمام الحسين، وأدعو الله أن يمن على الجميع بالعافية والصحة.
ما نقدمه لا يساوي شيئا مقابل ما قدمه الحسين وآل بيته واصحابه من تضحيات
الأخ (عقيل محمد منعم) وهو شاب من محافظة الديوانية يشتغل في الاعمال الحرة، أجابنا حينما سألناه عن الهدف من المشي الى كربلاء؟ وكيف وجد الخدمات المقدمة من العتبة الحسينية المقدسة وفي المدينة بصورة عامة؟
ج/ نحن نأتي الى كربلاء مشيا في كل عام تعبيرا منا لنصرة الامام الحسين وتلبية لنداءه عليه السلام في واقعة الطف الخالدة وبخصوص الخدمات فقد وجدناها والحمد لله جيدة من خلال توفر الاكل والشرب والمبيت وغيرها.
س/ ما تقول للطرف الآخر والذي لا يعتقد بهذه الزيارة؟ وهل أحسست بالتعب عند مجيئك الى كربلاء؟
ج/ أحب أن أوصل رسالة إلى كل الحاقدين على محبي الامام امير المؤمنين علي والناصبين له العداء بأننا خدام الحسين عليه السلام وسنظل حتى آخرعمرنا على طريقه الذي أضاءه لنا في الحياة مضحياً بدمه الطاهر من اجلنا وان ما نقدمه لا يساوي شيئا مقابل ما قدمه الحسين وآل بيته واصحابه من تضحيات، الحمد لله لم احس باي تعب عند مجيئي الى كربلاء بفضل روح التعاون مع الاخرين.
جئت الى كربلاء مشيا على الاقدام لأظهر الحب والولاء لابي عبد الله الحسين وان الصعوبات في سبيل الحسين سهلة
لقاء مع الزائر (باسم) من الناصرية عمله كاسب:
س/ ما هو رايك بالخدمات التي تقدمها العتبة الحسينية المقدسة؟
ج/ جيدة والحمد لله وجميع الاحتياجات متوفرة للزائرين من ماء وغذاء ووسائل راحة وغيرها.
س/ ما هو هدفك من الزيارة؟ وهل واجهت صعوبات عند مجيئك من الناصرية الى كربلاء؟
ج/ جئت لأظهر الحب والولاء لابي عبد الله الحسين عليه السلام والصعوبات في سبيل الحسين سهلة ان شاء الله والحمد لله وجدنا خدمة كاملة من المواكب التي بدأت من الناصرية الى كربلاء بتوفيرهم الفراش والمخيمات والطعام والكثير من الاشياء.
لقاء مع الزائر (حسام نوماس) يعمل موظفا في جامعة بابل:
س/ من أي موكب وما هو دورك في خدمة الزائر الكريم؟
ج/ أنا اعمل موظفا في الجامعة وقد تعاونا مع جمع خير من الاخوة الموظفين والطلاب في تهيئة موكب من اجل تقديم الخدمة لزائري الامامين الحسين واخيه ابو الفضل العباس عليهما السلام.
س/ ما هو انطباعك وانت تقدم مشيا الى كربلاء الحسين عليه السلام؟
ج/ إن زيارة الإمام الحسين عليه السلام اعظم زيارة على الكرة الارضية وزيارة الاربعين من اعظم الزيارات, وشعوري كبير لا يحدّه اطار وأنا أقدم للزيارة كل عام والحسين عليه السلام غني عن التعريف.
س/ ما هي رسالتك للذين يقولون ويحاولون التشكيك في فضل زيارة الامام الحسين عليه السلام ويودون لو منعوا الناس عن الزيارة بكل وسيلة وسبيل:
ج/ أقولها وبشكل بسيط ومتواضع( ابد والله ماننسى حسينا).
استطلاع أجراه: حسن الهاشمي، ذو الفقار الشريفي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر