استضاف مدينة البصرة جنوب العراق الباحث العراقي المقيم في لندن الدكتور نضير الخزرجي للحديث عن معالم الأدب في دائرة المعارف الحسينية لمؤلفها وراعيها الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي.
الندوة الثقافية الحوارية التي عقدت في فناء البيت الثقافي أحد مؤسسات وزارة الثقافة العراقية يوم السادس عشر من تموز يوليو 2012م تحت شعار "دائرة حفيد سيد البطحاء تطرق بوابة العراق الفيحاء"، كانت مناسبة طيبة للقاء وفد الموسوعة الحسينية بأعلام البصرة من أدباء ومثقفين وإعلاميين وأساتذة جامعات.
في البدء تحدث الدكتور عباس الجميلي رئيس قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون بجامعة البصرة، عن ذكرياته مع مؤلف الموسوعة الحسينية في لندن، واصفاً إياه بأنه شخصية غريبة وعجيبة ونادرة في عالم التأليف.
وقال الدكتور الجميلي الذي أدار الندوة في الوقت نفسه: أجد أن صاحب دائرة المعارف الحسينية من خلال الإحتكاك المباشر معه وأنا أحضّر لرسالة الدكتوراه في المسرح الحسيني والعربي، شخصية استثنائية، وقد سحرتني بشكل غير طبيعي، فهو يكتب بيده التي أضناها التعب من كثرة الكتابة واستخدام القلم، فشدَّها بواقية طبية للمفاصل، وربما من كثرة الكتابة وسرعتها لا يلحقه جهاز الحاسوب، فما جاء به الكرباسي من الجهد العظيم في 700 مجلد طُبع منها 77 جزءً، يمثل فتحاً جديداً فيما قيل وكتب عن الإمام الحسين(ع) على الصعد كافة من ثقافية وأدبية وعلمية وتاريخية وغيرها. وعبّر الدكتور الجميلي عن سروره لدعوة الأستاذ حسين السوداني مدير البيت الثقافي في البصرة له لإدارة الندوة من جانب والحديث عن الموسوعة الحسينية من جانب آخر، ولاسيما وأنه كان من الذين طرقوا أبواب المحقق الكرباسي للاستزادة منه ومن مكتبته العامرة في رسالته الجامعية لنيل شهادة الدكتوراه حول تأثير النهضة الحسينية على المسرح العربي، وأفاض عليه بمصادر كثيرة، قبل أن ينتقل من المملكة المتحدة إلى العراق للتدريس في جامعة البصرة، داعياً أدباء البصرة ومثقفيها وأعلامها إلى التواصل مع دائرة المعارف الحسينية بوصفها فتحاً عظيماً في عالم المعرفة.
الدكتور نضير الخزرجي تناول في محاضرته جوانب من معالم الأدب الحسيني في دائرة المعارف الحسينية، مركزاً في حديثه على الأغراض الشعرية الكثيرة التي تمحورت في بوتقة واقعة كربلاء في العشر الأوائل من شهر محرم الحرام عام 61هـ، وبخاصة يوم العاشر من المحرم حيث برزت في معسكر الإمام الحسين(ع) قيم المحبة والعشق والصبر والشهامة والرجولة والفداء والإيثار والشهادة وأمثالها، وهذه القيم وأضرابها ساهمت بشكل كبير في تنوع الأغراض الشعرية لدى الشعراء وفتحت قريحتهم، واخضَّر عندهم عود النظم، فكان حصيلة ذلك عشرات الدواوين من قصائد طوال ومقطوعات وأبيات قيلت في الإمام الحسين(ع) باللغة العربية حقق فيها الشيخ الكرباسي، وهناك أشياء كثيرة جاء بها لأول مرة، والشاخص منها "المدخل إلى الشعر الحسيني" في جزئين كمقدمة للدواوين الشعرية، والذي يشكل بحد ذاته إضافة متميزة في ساحة الأدب العربي بعامة والحسيني بخاصة، ورأى أن مكانه الحقيقي في كليات الآداب كمادة للتدريس ومرجع للدراسات الأدبية، هذا فضلا عن المداخل الأخرى في الشعر الحسيني في الأدب الأردوي والفارسي والبشتوي وغيرها.
ووجد الخزرجي أن الشاخص الآخر في عمل المحقق الكرباسي في الجانب الأدبي من الموسوعة أن المؤلف قسّم الشعر الحسيني حسب القرون الهجرية وأجرى قراءة تاريخية وأدبية واعية لكل قرن ابتداءً وانتهاءً، ولاحظ التأثيرات السياسية والإجتماعية والإقتصادية وما شابه ذلك، على الإنشاء والإنشاد، وعلى عموم نتاجات الشعراء وعلاقاتهم بالسلطة الحاكمة.
ولعل أهم تطور في مجال النظم العربي كما أكد الدكتور الخزرجي هو القفزة النوعية التي أوجدها الدكتور الكرباسي في مجال هندسة العروض وبحور الشعر العربي، إذ تمكن بعد مرور أربعة عشر قرناً من أكتشاف 210 بحراً ضمن التفعيلة الشعرية الثمان التي نسج عليها الخليل الفراهيدي بحوره الشعرية الخمسة عشر، وبذلك يشكل هذا الاكتشاف إضافة مهمة للغاية في حقل الأدب العربي.
وكان للنظم العربي حضوره في الندوة الثقافية الحوارية حيث ألقى الأديب العراقي الدكتور حسين أبو سعيد قصيدة بالمناسبة من نظم الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبَين تغنى في معالم البصرة الشماء تاريخاً وحاضراً، كما أجاب رئيس وفد الموسوعة الحسينية على أسئلة الحاضرين.
وكالة نون
أقرأ ايضاً
- وفد أكاديميي وخريجي كلية الفقه في النجف يحطون رحالهم في المركز الحسيني للدراسات في كربلاء
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- تركز على الحاسوب والرياضيات والهندسة العتبة الحسينية: خريجو مدارس "STM" سيصبحوا بصمة سوق العمل في العالم