حجم النص
بقلم :علي فضيله الشمري
شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والطاعة ففي هذا الشهر يقبل الناس على الخطاب الديني في المساجد والحسينيات والاجتماعات الدينية اكثر من اي وقت اخر ويكون الخطاب في هذه المرحلة اكثر من اي وقت للظروف الحاضرة والصعبة التي يمر العراق من المؤامرات على قدم وساق من التخريب والفساد والارهاب ويكون الخطاب الديني دقيق وصعب من حيث الصياغة والشمول والاهتمام بقضايا الساحة وقضايا الناس ومشاكلهم وخاصة في مجتمعاتنا الاسلامية ويكون الخطاب امتداد لخطاب الله تعالى ورسوله واهل بيته (ع)لانه يعطي قوة وتاثيراً ونفوذاً ويفقد الخطاب اذا تحول الى اداة سياسية يوجهها حملة الخطاب لخدمة الغايات الشخصية اوالفئوية ويكون خيانة للمنبر لانه يجب ان يتمثل بموقع التمثيل الصادق للجمهور واماله وآلامهِ وطموحاتهِ وحقوقهٍ وقيمهٍ الرسالية وعمقه التاريخي والرسالي ومتى اخذ هذا الخطاب غير هذا المسار فقد قيمته وعدم الثقة لهذا الخطاب وهناك فارق بين الخطاب الديني الذي يكسب ثقة الجمهور ودعمهُ والخطاب الذي يرفضه الناس وليس الفارق الاسلوب البياني والخطابي للخطيب على ما للاسلوب البياني من تاثير كبير على المخاطبين لان الجمهور يعرف الخطاب الصادق والخطاب الذي يستغل الغايات الشخصية والسياسية والخطاب يجب ان يكون شاملاً لحاجات الناس الثقافية ومتطلبات الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولاسيما جيل الشباب مايحتاجونه في شؤون دينهم ودنياهم والاسئلة والشبهات وعلاقتهم بالله ومعرفتهم بالدنيا والاخرة وفروع واصول الدين واخلاق الاسلام والعلاقات الاجتماعية والعائلية والتعاون بين الناس والاهتمام بالقرآن وتلاوته ويهتمون بالدعاء لان الأدعية مدارس للتربية والتثقيف في علاقة الانسان بالله سبحانه وتعالى وهناك ادعية مهمة في هذا الشهر الفضيل منها دعاء الافتتاح المروي عن امامنا المنتظر (ع) ودعاء الأسحار للأمام السجاد (ع) والأدعية النهارية ودعاء الجوشن بالاضافة الى الأدعية الاخرى لان هذه الأدعية تصقل النفوس ومنها لإحياء ليالي القدر لان هذه الأعراف والسنن تمنح الناس حصانة تجاه عوامل التضليل والتغرير والفتن وتثبت اقدامهم في الاسلام واصلاح ذات البين في المجتمع والاهتمام بالشباب والمراهقين لإنهم صناع المستقبل ويجب على الخطباء ان يهتموا بهذا الجيل من خلال محاضرات شهر رمضان المبارك وحل مشاكلهم وابعادهم من مزالق الهوى والشيطان والاهتمام بالطبقات المحرومة لان من مسؤوليات المنبر هو تمثيل الطبقات الفقيرة والمستضعفة كما قال الامام علي (ع) في الشقشقية في مسؤولية العلماء وما أخذ الله على العلماء ان لايقاروا على كظة ظالم ولا لاسغب مظلوم لإن المنبر يدافع عن حقوق المظلومين اذا كان للأحزاب اوآخرين لديهم صحف ناطقة فالمنبر له موقع تاريخي يمثل المظلومين ويدافع عن حقوقهم وكذلك للمراة ايضا من خلال الخطاب الديني ان يتضمن احترام المراة والدفاع عنها لان المراة تحملت في اوساطنا الاجتماعية المتخلفة ظلما بينا وعاشت التخلف ولكن الاسلام يهتم بها واحترام شخصيتها ودورها في تقويم الاسرة لان المراة من حقها ان تمارس كل الفعاليات التي اذن الله لها لان الاسرة اذا فقدت رعاية المراة وسلامتها تحللت وتتعرض لأخطار حقيقية كبيرة كما تعرضت في الغرب لان دور المراة في بناء الاسرة دور رئيسي وأساسي اكثر من الرجل ودور المنبر مهم في تثبيت ثقافة الولاء والبراءة والاهتمام بخطاب ثقافة الانتظار ولولا انتظار الامام المهدي (عج) لتهدمت قلاعنا وكياناتنا السياسية والاجتماعية تحت ظل الظروف القاسية في تاريخنا والأنتظار من اهم مداخل الامل بالله تعالى وامداده ويجب على كل المنابر بطوائفها ومذاهبها ان تقوم بدور تعميق حالة الانتظار في تفوس المؤمنين ليمكنهم من اجتاز هذه المرحلة الصعبة بالامل والثقة بالله تعالى والوعي والدرك الصحيح بعيدا عن التضللات الاعلامية ولاتختلف المذاهب في اصل مسألة الظهور والانتظار والتاكيد على مكافحة المنحرفين عن الدين
وعلى العلماء والخطباء ان يقوموا بدور التوعية السياسية للشعب العراقي وتحذيرهم من المخططات الامريكية الحالية والمستقبلية في العراق لان هذا جزء لايتجزء من الخطاب الديني ومكافحة الفتنة الطائفية لان الاستكبار العالمي يراهن على اثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين الشيعة والسنة هذا سلاح قديم استخدمه الانكليز بعد الحرب العالمية الاولى والثانية بنجاح في احتلال بلاد المسلمين ومكافحة الفضائيات الفاسدة التي تسعى الى اثارة الفتن والفجوات بين المسلمين وتسعى الى اختلاق اعداء وهميين والتي على افساد الشباب بالبرامج التلفزيونية المنحلله والفاسدة وعلى خطباء المنابر ان يقدموا للناس تحليلاً سياسياً علمياً وفهماً صحيحا للأحداث الكبيرة التي تمر بنا وبرنامجاً شاملاً للمسار السياسي والثقافي والأقتصادي والأعلامي الصحيح والحضور الواعي لجماهير الأمة في الساحة والألتفاف حول المرجعية الأسلامية المتصدية لقيادة الساحة والأهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأشعار الناس يخطر التهاون بهما ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشهر مباركاً على عامة المسلمين ويتقبل منا اعمالنا ويرزقنا الأمن في أوطاننا
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة