رحب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 22/ربيع الآخر/1433هـ الموافق 16/3/2012 م ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، بجميع الأشقاء العرب من الزعماء ورؤساء الوفود العربية وجميع أعضائها بلقائهم في عاصمتهم بغداد، مخاطبا الوفود المشاركة إن العراق بلدكم وشعب العراق أهلكم وان اجتماعكم في العاصمة الحبيبة بغداد موضع اعتزاز وسرور لدينا.
وتأمل سماحته من الأشقاء العرب في لقاء القمة هذا توصل الجميع إلى الاتفاق على تَبنيِّ النظرة المتزنّة والموضوعية والحقّة تجاه جميع الشعوب العربية ومن دون استثناء في سعيها للحصول على حقوقها ومطالبها في تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية وعدم التهميش والإقصاء لأيّ مكون من مكونات هذه الشعوب واعتماد التداول السلمي للسلطة وإعطاء الحرية للمواطن العربي في اختياراته لِمَنْ يديرُ شؤون بلده وتفعيل إرادته في هذه الخيارات.
وتابع سماحة الشيخ الكربلائي: كما نأمل من الأشقاء العرب دعم العملية الديمقراطية في العراق المبنية على التداول السلمي للسلطة ونيل جميع مكونات الشعب العراقي مع قطع النظر عن انتماءاتهم المذهبية والطائفية والعرقية لحقوقهم بعيداً عن التفرقة والتمييز بين مكوّن وآخر.. هذه النظرة هي بعينها ننظرها إلى الشعوب العربية جميعاً وان من حق كل شعب أن يطالب بتحقيق العدالة السياسية والاجتماعية لجميع مكوناته وان تتفهّم جميع الحكومات العربية ومن دون استثناء لهذه المطالب، مشددا إن هذا الدعم سيساهم – بلا شك – في تحقيق دعائم الاستقرار والأمن والتطور للشعب العراقي والذي سينعكس إيجابا على بقية الشعوب العربية.
وفيما يتعلق بالجانب التربوي في العراق، سلط ممثل المرجعية الدينية العليا الضوء على الآيات القرآنية التي أكدّت على إن الجانب التربوي في صياغة شخصية الفرد لا يقل أهمية عن الجانب التعليمي بل هو مقدّم عليه .. ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
ولاحظ سماحته إن التزكية وهي تهذيب النفوس قدِّمت في هذا الموضع وموضعين آخرين في القرآن الكريم على التعليم .. معتبرا إن التربية تبدأ من الأسرة – من الأبوين – فمن الضروري كما إن هناك اهتمام من الأبوين بالمستوى التعليمي والدراسي لأبنائهم ومتابعتهم لذلك وصرفهم للأموال على الدروس الخصوصية .. كذلك من الضروري تهذيب أخلاق أبنائهم ومتابعة ومراقبة تصرفاتهم وسيرتهم وأخلاقهم وتوجيههم .. وطالب أيضا من الوزارات المعنية كالتربية ومديريات التربية والمدارس وضع مناهج تربوية ولفت نظر الطلبة إلى أهمية الجانب التربوي في الحياة، فلابد من وضع منهج تربوي يدرس في المدارس ومتابعة التطبيق لذلك على سلوك الطلبة والتواصل بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور حول الجوانب التربوية لأولادهم والتعاون فيما بينهم ..
كما طالب من الجامعات والكليات والمعاهد الحفاظ على مظاهر الحشمة والوقار وعدم الإخلال بالآداب العامة وما يخدش الحياء العام وما هو منافي لمستوى الالتزام لدى الشعب العراقي .. فلهذا الشعب هويته الثقافية الوطنية المتمثلة بمجموعة من القيم والأخلاق والعادات والتقاليد والحفاظ على الآداب العامة مع قطع النظر عن الانتماء الديني والمذهبي والطائفي والعرقي .. فلابد من مراعاة هذه الجوانب ومتابعة إدارات الجامعات والكليات والمعاهد لها وتطبيقها في الجامعات واهتمام هذه الإدارات والأساتذة بالمستوى التربوي والأخلاق للطلبة.
وفي سياق آخر من خطبته كرر سماحة الشيخ الكربلائي تأكيده على ضرورة دراسة سُلّم الرواتب لموظفي الدولة وتقليل الفوارق في الرواتب وكذلك إعادة النظر برواتب المتقاعدين فهناك مطلب شعبي كبير ومطالب من كثير من الموظفين بإعادة النظر في سُلم الرواتب ورواتب المتقاعدين لشرائح كثيرة منهم حيث إنها لا تحقق لهم الحد الأدنى المطلوب إزاء تضحياتهم وما قدّموه من خدمة وعطاء لبلدهم وشعبهم، وطالب مجلس النواب ايلاء هذا الأمر الاهتمام المناسب له والإسراع بإقرار السُلّم المناسب لجميع موظفي الدولة.
وفي الختام تطرق سماحته عن معاناة المواطنين من أزمة الكهرباء مع اقتراب فصل الصيف، ونقل عما صرح به بعض المسؤولين في الوزارة إن حال هذه الخدمة سوف لا يكون أفضل من السابق، وأبدى تأسفه بأن المواطنين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر بعد المطالبات الكثيرة والمعاناة الطويلة للسنين السابقة أن تأتيهم بشرى بتحسن ولو نسبي في هذه الخدمة، فإذا بهم يجدون الوعود التي قطعها المسؤولون سابقاً على أنفسهم قد ذهبت أدراج الرياح.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- السوداني من لندن: قانون الاستثمار العراقي هو الأفضل في المنطقة
- السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا
- مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) يعقد ندوة حوارية في لندن