حجم النص
تعتبر القنوات الفضائية الرياضية اليوم عامل مهم وأساسي من عوامل نجاح العمل الرياضي في أي بلد ولذلك أخذت الدول التي تشهد نشاطات وبطولات رياضية تولي اهتماما خاصاً لهذا العامل ,فنشاهد اليوم ومن خلال المتابعة اليومية للعديد من القنوات الفضائية الرياضية المختصة كيف ساهمت هذه القنوات الرياضية في أفضل عملية تسويق إعلامي لكل النشاطات الرياضية والتي سعت إلى تغطيتها وخير شاهد على ذلك الدور الكبير والذي تلعبه اليوم قناة الجزيرة الرياضية وكيف أخذت هذه القناة مساحتها الكبيرة من اهتمامات المشاهد الرياضي فهي تمتلك كل مقومات النجاح من تقنية حديثة وإمكانيات بشرية ومادية هائلة ,إضافة إلى تواجد كوادر إعلامية مهنية تعمل باحترافية عالية جداً ,ونحن نتابع يومياً قناتنا الرياضية العراقية من خلال المتابعة لمباريات الدوري العراقي ونحن نعرف الإمكانيات المحدودة لهذه القناة والتي على ما يبدو إنها لا زالت تحبو في مسيرة عملها الإعلامي الرياضي . فهي تحتاج إلى الكثير والكثير من التقنية الحديثة والتي تساعد إلى تقديم الصورة المميزة من الملعب والتي يطمح المشاهد الرياضي العراقي أن يراها .إضافة إلى ضرورة تواجد الكوادر المهنية المختصة والمحترفة والتي تعرف كيف تقدم للمشاهد اداءاً إعلاميا مميزاً .
لكننا للأسف نشاهد اليوم ضعفاً واضحاً يكاد أن يكون ملازماً لعمل الرياضية العراقية على الرغم من مرور زمن طويل على بداية عملها كقناة رياضية مختصة .
نحن لا نريد أن نبخس حق العاملين في هذه القناة لكن ذلك لا يمنعنا من تأشير مكامن الخلل فيما تقدمه للمشاهد الرياضي في عراقنا الجديد ,فالإعلام الرياضي يعيش اليوم في ساحة منافسة شديدة تتطلب كادر إعلامي مهني مختص ومحترف بنفس الوقت يفهم طبيعة عمله بشكل يؤهله للدخول في منافسة قنوات رياضية لها الباع الطويلة في هذا المجال .
جميل جداً أن نجد كوادر رياضية إعلامية مهنية وذات اختصاص تعمل في برامج هذه القناة حيث إننا نشاهد للأسف غياب الاحترافية والمهنية لكوادر الرياضية العراقية باستثناء القليل جداً منهم فنحن نعرف إن التعامل مع المايكرفون والكاميرا مسؤولية كبيرة وخطيرة بنفس الوقت حيث تتطلب من الشخص العمل في هذا المجال أن يكون متسلحاً بالمهنية والاحترافية والاختصاص العلمي المطلوب لكي يكون العمل ناجحا من جميع جوانبه ,فنحن لا نعرف لماذا لا تتعامل الرياضية العراقية مع كوادر إعلامية اختصاصية في هذا المجال ونقصد مجال العمل التلفزيوني ,نحن نفهم إن الإعلام المرئي أيضا له اختصاصه وفروعه فليس من المنطق أن نشاهد مقدم برامج رياضية يكون ملماً بكل الفعاليات الرياضية وليس من المنطق أن نشاهد مقدم برنامج رياضي يعتني بأناقته وتسريحة شعره ولا يعتني بلغته وصوته ومادته الإعلامية
وليس من المنطق أن نشاهد مقدم برنامج يتكلم أكثر من الضيف الذي يستضيفه هو, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإننا نشاهد ضعفاً واضحاً وخللاً كبيراً في الاستديو التحليلي لمباريات الدوري العراقي ,فليس من المعقول أن يكون كل لاعب سابق هو بالضرورة محلل كروي وليس من المعقول أن يكون كل مدرب عاطل عن العمل أو مدرب سابق بالضرورة محلل كروي فنحن نعلم إن التحليل الكروي علم قائم بحد ذاته في الوقت الذي يجهل اغلب مدربينا استخدام الحاسوب فإننا نراهم يصولون ويجولون في عالم التحليل الكروي فقد شاهدنا العديد من محللينا الكرويون لا يعرفون أسماء لاعبي الفرق التي يقومون بتحليل مبارياتها .فهم يمارسون للأسف سياسة تسقيط لمدربي تلك الفرق , حيث يساهم المحلل الكروي عندنا وهو يجلس في الاستديو التحليلي وأمام المشاهدين بعملية تسقيط واضحة لجهود مدربينا العاملين في دوري النخبة العراقي إضافة إلى إننا أصبحنا نشاهد في الفترة الأخيرة حالة تسويق تدريبية واضحة يقوم بها بعض محللينا الكرويين لأنفسهم وخير دليل على ذلك هو وصول عدد من محللي قناة الرياضية العراقية إلى مواقع تدريبية في فرق الدوري .
أما في جانب التعليق الكروي فإننا أمام أزمة حقيقية في الفن الراقي وهو فن التعليق الكروي والذي يعتبره البعض علماً قائماً بحد ذاته ,فليس لدينا نحن في العراق سوى ثلاثة معلقين يمكن أن يشار لهم بالبنان يتقدمهم بامتياز المبدع رعد ناهي في الوقت الذي يتواجد لدينا عشرون فريقاً ضمن الدوري العراقي أما الباقين فأنهم أشباه معلقين ونخص بالذكر معلقي المحافظات الذين يفتقدون إلى ابسط مقومات التعليق الكروي سواء ما يتعلق باللغة أو الثقافة الرياضية الواسعة آو الصوت وطريقة التعامل مع المايكرفون والكاميرا خاصة ونحن ننقل مبارياتنا فضائياً .
ولذلك نعتقد جازمين إن على القائمين على الرياضية العراقية أو بالأحرى شبكة الإعلام العراقي وهي المسؤولة قطاعياً على هذه القناة وهي تمتلك الإمكانيات بان تقيم دورات اختصاص ذات مستوى عال لجميع العاملين في القناة الرياضية العراقية من مقدمي برامج ومحللين كرويون ومعلقي مباريات وحتى مصورين او مخرجين ووفق شروط خاصة ومقننة لا تسمح لكل من هب ودب ان يزج بنفسه في هكذا مجال لكي نحصل بالتالي على كوادر إعلامية متخصصة تعمل وفق مهنية واحترافية عالية تلبي طموح رياضي العراق حيث تكون الرياضية العراقية مواكبة لما تقدمه القنوات الرياضية والتي تساهم وبشكل فاعل في رفع المستوى الرياضي لعراقنا الحبيب