حجم النص
تُعد مسألة زيادة المساحات الواسعة في الأماكن المقدسة مسألة في غاية الضرورة والأهمية لاسيما مع تزايد أعداد الوافدين إلى المدن المقدسة ومنها كربلاء فقد شهدت المدينة في آخر زياراتها المليونية توافد ما يفوق الـ(17) مليون زائر من ضمنهم مئات الآلاف من الزائرين الأجانب، ناهيك عن زيارات ليالي الجمع الأسبوعية، بل وعلى مدار الأيام متجهة صوب مرقد الأمام الحسين(عليه السلام)، مما تطلب إيجاد المساحات اللازمة لأدائهم مراسيم الزيارة والصلاة والعبادة، ما دفع إدارة العتبة الحسينية المقدسة بالشروع بعملية توسعة الحائر الحسيني المقدس وبمساحة إجمالية بلغت( 6000 ) متر مربع وبواقع أربعة طوابق لتكون مساحة الطابق الواحد(6000) متر مربع وليكن مجموع ما يعادلها من الطوابق الأربعة يصلُ إلى(24000) متر مربع، وقد خُصصت اغلبها لتكون قاعات ومساجد خاصة للزائرين تقلل من الزخم الحاصل في الحرم المقدس والذي أصبح اليوم متكاملاً لاسيما بعد إتمام عملية التسقيف وانجاز أعمال أكساء الأرضية بالمرمر الفاخر، وليرتبط الحائر الجديد والذي هو قيد الانجاز بالحرم المقدس.
إذ حرصت إدارة العتبة الحسينية المقدسة على اختيار أفضل الشركات في انجاز أعمالها فقد وُضعت التصاميم الخاصة للمشروع الجديد من قبل شركة ارض القدس للمقاولات بما ينسجم مع هيبة ومكانة المرقد لما يحويه من نقوش وزخارف أسلامية وتحت أشراف ومتابعة قسم المشاريع الهندسية في العتبة المقدسة وبكلفة أجمالية تصل لـ( 70) مليار دينار عراقي.
فقد شملت التصميمات الهندسية للحائر الحسيني الجديد وضع آلية توزيع السلالم الكهربائية والمصاعد لتسهيل حركة التنقل بين الطوابق الأربعة والأخذ بعين الاعتبار كيفية توزيع الأماكن الخاصة بالأمانات والكيشوانيات والتفتيش وآماكن مخصصة للوضوء وللماء البارد لتحل محل الكرفانات المؤقتة وكذلك تم وضع تصاميم لقاعات خاصة لبعض الأقسام التي تقدم خدماتها للزائرين مثل المضيف والمكتبة والمتحف الحسيني وجزء من الأعلام.
إلى ذلك فقد شهدت بدايات أعمال توسعة الحائر الحسيني من جهة باب الرأس الشريف وباب الزينبية لتمتد اليوم لتشمل الأبواب العشرة للحرم المقدس ولتكن بمساحة إجمالية للطوابق الأربعة بلغت(24000)م2 وبسقف زمني يصل إلى (36) شهراً وبنسب انجاز عالية ومتقدمة، حيث وصلت مراحل الانجاز في الجزء الجنوبي بمراحله الأخيرة والواقع عند باب الرأس الشريف من جهة شارع الشهداء بنسبة( 90% )".
ويشير المهندس محمد حسن كاظم رئيس قسم المشاريع الهندسية بالعتبة الحسينية لـ(وكالة نون الخبرية):" إن العمل مستمر في انجاز مشروع توسعة الحائر الحسيني والممتد من باب الزينبية إلى باب القبلة وحتى باب الرجاء وهو من المشاريع المهمة والتي تصب في خدمة الزائرين للعتبة المقدسة لما توفره من مساحة إضافية واسعة".
وأضاف كاظم" إن العمل بدأ بالجزء الجنوبي من جهة باب القبلة حيث إن العمل بدأ بالحفر والمتضمن بمرحلته الأولى السرداب، علماً إن المشروع يتألف من ثلاث طوابق وسيكون المشروع متكون من سرداب وثلاث طوابق أخرى بمساحة إجمالية قدرها(6000) متر مربع".
وتابع إن المشروع قد قسم بحسب الحاجة حيث خصص السرداب والطابق الثالث لأداء مراسيم الزيارة والطابق الأرضي للخدمات التي تقدمها العتبة الحسينية من كشوانية ونقاط تفتيش وإداريات تسهل عمل الزائرين فيما خصص الطابق الثاني لأغراض توسعة مطالب العتبة من متحف ومكتبة وملحقات أخرى". وأضاف" إن العمل يُنفذ من قبل مهندسين عراقيين وأيادي عاملة عراقية وبإشراف من قبل قسم المشاريع الهندسية وان الأعمال المستقبلية ستكون باتجاه صحن العقيلة زينب المخصص للزائرين والواقع ضمن منطقة المخيم الحسيني والتل الزينبي والحرم الحسيني وبمساحة تقدر بـ(20,000) م2، موضحاً إن صحن العقيلة سيكون بطابقين تحت الأرض يخصص للزائرين، أما الأرضي منه فهو عبارة عن صحن واحد واسع ليكون بديلا ًعن الصحن الحسيني القديم والذي تم تسقيفه من قبل إدارة العتبة حيث أصبح اليوم جزءاً من الحرم المطهر".
وختم المهندس محمد حسن كاظم رئيس قسم المشاريع الهندسية بالعتبة الحسينية حديثه قائلاً: " سيتم إضافة أصحن أخرى في منطقة ما بين الحرمين وباب القبلة وان هذه المشاريع واحدة من المشاريع الإستراتيجية التي تبنتها إدارة العتبة المقدسة منذ توليها مهام العمل والى يومنا هذا ".
تقرير:صفاء السعدي
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء: العراق يتجه إلى تطوير صناعته النفطية والتوسع في إنتاج وتصدير المشتقات
- السوداني: حجم الاستثمار العربي والأجنبي في العراق وصل إلى 63 مليار دولار
- وكالة نون الخبرية تنشر نص البيان المشترك بين السوداني وستارمر