حجم النص
شهدت قاعة مجمع الامام الصادق عليه السلام في العاصمة اللبنانية بيروت ولليوم الثالث على التوالي تواصل فعاليات الاسبوع الثقافي الحسيني الاول الذي تقيمه الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة للفترة من (27/2- 4/3/2012)، حيث اقيمت ندوة بحثية تناولت النهضة الحسينية ودورها في توحيد الامة بمشاركة رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة الحسينية المقدسة (الشيخ رائد الحيدري) ومفتي طرابلس والشمال الدكتور (الشيخ مالك الشعار) وقاضي بيروت الشرعي (الشيخ محمد كنعان) حضرها نخبة من رجال الدين وممثلي المؤسسات العلمية والثقافية وحشد من الجماهير .
وتسائل الشيخ الحيدري في بداية كلمته عن الفعل الذي قام به الرسول الاعظم محمد (ص واله) لينتقم يزيد من الامام الحسين عليه السلام، وهل هذا جزاء النبي في عقبه وذريته واهل بيته في وقت اكدت فيه عدد من الايات القرانية على ضرورة مودتهم والتحذير من مخالفتهم .
واضاف ان عاشوراء لم تولد عند عام 61هـ وانما ولدت في معركة بدر حينما وقف رسول الله مكبرا وناداه ابو سفيان بقوله (أعل هبل).
وتابع الحيدري في كلمته ان الاحداث الكبرى والهزات الوجدانية العظيمة والتحولات الاجتماعية المغيرة لايمكن ان يحدثها سوى الرجال العظماء، موضحا ان الوقت الذي كان فيه الامام الحسين عليه السلام خلت الارض من اية شخصية تتحلى بمثل تلك القابليات فتصدى ابا الاحرار بكل صلابة ليستشهد على ارض كربلاء ويفجر شلال الدم المقدس .
من جهته اشار مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار في كلمته ان حركة التاريخ لاتنتهي عند الحدث وان كل نهضة لابد لها من فاتح وكل وطأة لابد لها من رائد وان ذلك القائد لابد ان يحبوه الله بخصائص القيادة فكان الامام الحسين عليه السلام ذلك الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الخصائص .
واضاف ان الامام الحسين عليه السلام كان كوالده وزيرا وخليفة راشدا والمفند لمواطن الخلل في الامة وثغرات التراجع في المجتمع، مبينا ان حركته كان ميدانها القيم وعناصرها مفردات الدعوة النبوية باعتباره من الرعيل الاول الذين تربوا على عين النبي (ص واله) ليؤمنه الدين وحراسة الشريعة .
وتابع الشعار قائلا ان نهضة الامام الحسين عليه السلام كانت مستكملة لجميع الشروط مما يعني صحة النتائج، مبينا ان الشروط التي نهض من اجلها الحسين (ع) تتمثل بترسيخ قيم الاسلام ومناهضة الظلم ودحض الاستئثار ونصرة الضعفاء اما اركانها فتجسدت في موقعه وصفاته وتقواه وصلاحه اما الموانع الذي وقفت حائلا دون تأدية رسالته فانها تكمن بتأثير ذوي الاغراض الخبيثة والاهداف الدنيوية والسلطوية للاخرين .
وطالب الشعار في ختام كلمته على ضرورة توحد الامة وفق المفاهيم اعلاه باعتبار ان الشيعة والسنة في لبنان والعراق لديهم مشتركات عديدة وان عدوهم واحد .
واختتمت الندوة ببحث قدمه قاضي بيروت الشرعي الشيخ (محمد كنعان) اشار فيه ان النبوة والامامة امران ضروريان لتحقق الحجة الالهية على الخلق كونهما يؤمنان المعرفة، مبينا ان حضور الشخص الحجة في المجتمع يمثل راس الهرم لكل سلطة ممنوحة سماويا سواء أكانت تشريعية ام قضائية ام تنفيذية ام اقتصادية الامر الذي جعل سيد الشهداء على دراية كاملة وجسدها في موقفه مع يزيد حينما قال له مثلي لايبايع مثلك.
واضاف ان الامام الحسين (ع) قطع الطريق امام اي محتمل ان يلصق به وبنهضته غير ما اراده لها حينما قال اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولامفسدا ولا ظالما ...، مبينا ان هذا الخروج ترجم به الية الاصلاح وتكريس نظام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، موضحا ان النهضة الحسينية لم توحد الامة عمليا لان الامة لم تجد الوحدة بمجرد سقوط الامام الحسين (ع) والشهداء ولم تنظم حركتها في اطار واحد ونمط فارد بل وجد حكم جائر تلاه حكم اخر لايقل جورا عنه ونتج عنه مزيدا من الانقسامات التشريعية على مستوى المدارس العقائدية والفطرية والفقهية داخل نسيج الامة بيد ان نهضته اوجدت النظام الفعال لتوحيد الامة واعادة انتاج دورها من خلال اعطاء مساحة واسعة للنهج الاجتماعي السياسي بموازاة النهج السياسي السلطوي راسما طريق الحق بمشروعه الاستشهادي في كربلاء.
وفي ختام الندوة قدم نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد افضل الشامي هدية تقديرة لمفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار لمشاركته الفاعلة في اسبوع العتبة الحسينية الثقافي الحسيني الاول في بيروت .
أقرأ ايضاً
- لم يمهله كثيرا:الاعلان عن وفاة الاعلامي العراقي كريم بدر بعد صراع مع المرض
- نبيه بري: نشكر المرجعية الرشيدة والشعب العراقي على وقوفهم الدائم لجانب لبنان
- "تعمد سياسي وتعثر بإقرار القوانين".. انتقادات تعصف بالدورة البرلمانية الخامسة