اكد رئيس التحالف الوطني العراقي ورئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري في مقابلة مع قناة العالم الاخبارية ان العراق دخل مرحلة جديدة بعد الانسحاب الاميركي الذي مثل "عرسا وطنيا" يعزز الاستقلال والسيادة وقد اصبحت اليوم فرص البناء والتنمية وارساء الامن افضل من السابق كما سينعكس ذلك شكلا ومضمونا على الناحية السياسية ويجعل القوى السياسية تتنافس لبناء العراق ورفع مستوى المعيشة .
وحول زيادة التفجيرات في العراق بعد الانسحاب الاميركي قال الجعفري : هذه عملية دخيلة وليست مقاومة لان استهداف الزوار المشاة الى كربلاء المقدسة لا علاقة لها بمقاومة القوات الاجنبية التي خرجت , هناك قوى شريرة وسيئة يجب ان نوجد لها مضادا امنيا قويا , ان هذه التفجيرات نقرأها انقضاضا على العملية السياسية وتهدف الى جعل العراق مرتهنا لوضع دولي او اعادته الى الدكتاتورية وهذين الامرين لايمكن ان يتحققا على الاطلاق .
المشكلة بين قائمة العراقية ودولة القانون انتهت
وحول المشكلة السياسية بين "قائمة العراقية" و"دولة القانون" وامكانية ربطها بالانسحاب الاميركي اعتبر الجعفري : ان هذا الربط من الاشتباهات السياسية الكبيرة وان الامر قد انتهى الى شيء جيد وقد عادت "العراقية" الى البرلمان والحكومة وان مسألة الانسحاب الاميركي هي من الاشتراكات بين العراقية ودولة القانون والتحالف الكردستاني وليس من المفروض ان يصبح الانسحاب مدعاة للمشاكل .
لا مجال للفتنة الطائفية بالعراق
وفيما يتعلق بالاحاديث التي تطلق حول امكانية حصول فتنة طائفية بالعراق بعد الانسحاب الاميركي واحتمال ان يكون الاميركيون والمتضررين من انسحابهم هم من يطلق مثل هذه الاحاديث قال الجعفري : ان محاولة تحريك اللعب على الحبل الطائفي يجتمع عليها اعداء العراق سواء على المستوى الدولي او الاقليمي او المحلي لكن العراقيين لا يسمحون بهذا فنحن لانتصور العراق بدون مكونات مختلفة مثل الحالة الشيعية والسنية والكردية والمسيحية ومختلف الحالات وان من ثوابتنا الحفاظ على هذه الكتل وتمثيلها بالبرلمان والحكومة , قد يتم استبدال شخص بشخص لكن لايمكننا استبدال مكون بمكون .
المصلحة العراقية منعت بقاء التواجد الاجنبي
وفيما يتعلق بالمحاولات الاميركية للبقاء عسكريا في العراق وسبب اصرار الاميركيين على هذا قال الجعفري : ان هذا الاصرار هو بسبب حسابات اميركية وليس لحسابات عراقية فنحن لانجد من المصلحة قبول اي تواجد اجنبي فالتحالف الوطني وحد كلمته ولايقبل بهذا ولا باي حصانة لاي جندي اميركي على ارض العراق وقد تحولت هذه المشكلة من عراقية اميركية الى مشكلة اميركية اميركية فالكونغرس الاميركي لايسمح في قوانينه بمحاكمة اي جندي اميركي خارج الاراضي الاميركية ونحن رفضنا منح الحصانة وقد انتهت المسألة , ان الاميركيين يريدون التواجد في المنطقة لحساباتهم الخاصة والعراق ليس اول بلد كانوا يصرون على التواجد فيه وانهم لهم قواعد كثيرة في الكثير من مناطق العالم فانهم موجودن في اليابان منذ 1945 وموجودون في كوريا والمانيا وهذه حسابات اميركية لتعزيز تواجدهم في مختلف مناطق العالم .
حكومة كردستان ستستجيب لقرار القضاء بتسليم الهاشمي
وفي جانب آخر من حديثه وردا على سؤال حول قضية نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الضالع في الارهاب قال رئيس الوزراء العراقي السابق : ان التحالف الوطني يصر على ان يبقى الملف ملفا قضائيا دون ان يتدخل به احد ودون ان يسيس وان يكون القضاء سلطة لا يتحكم بها احد وان لا يكون هناك احد فوق السلطة القضائية .
وفيما يتعلق بقيام البعض في منطقة كردستان العراق بتوفير الحماية لطارق الهاشمي قال الجعفري : لا حماية لشخص اذا ادين وطلبه القضاء فدستور الدولة وقوانين الحكومات المحلية والاقاليم لاتسمح لاحد بحماية مدان , عندما يصدر القضاء قراره فان حكومة كردستان ستستجيب بكل تأكيد .
لسنا بديلا عن الشعب السوري وحكومته
وتطرق الجعفري الى موضوع الاوضاع في سوريا والموقف العراقي مما يجري وقال : ان الموقف العراقي لايستطيع ان يكون بديلا عن موقف الشعب السوري ولا عن موقف الحكومة السورية , ان قراءتنا لما يحصل يقول ان هناك ملاحظات واخطاء حصلت في النظام ولكن هل انها تستدعي التبديل او لا فهذا يقرره الشعب السوري ونحن لسنا بديلا عن الشعب السوري كما لم نكن بديلا عن الشعب المصري في تغيير مبارك او بديلا عن الشعب الليبي في تغيير القذافي , نحن مع الشعوب ونحن كنا نعاني من تدخل بعض الانظمة في شؤوننا فلذلك نحن لانتدخل لكن موقفنا يقول باننا لازلنا نعتقد بانه اذا كان الشعب السوري يتقبل باجراء اصلاحات للنظام حتى يقرر قبول النظام فعلى النظام ان يستجيب سواء كان باطلاق سراح السياسيين وسواء كان باعطاء المجال للاحزاب والتعددية وسواء بتعاطي السلطة بطريقة سلمية , ان كل المطالب التي يطلبها الشعب فنحن مع الشعب اولا وذلك حتى في العراق فنحن مع الشعب العراقي عندما نحدد موقفنا من الحكومة , نحن ننطلق من الشعوب باتجاه الحكام وليس العكس , وعندما تكون هناك ثمة فرصة لالغاء الفجوة وان ترسي السفينة السورية بين الشعب والنظام على قاعدة الطمأنينة فنحن حاضرون بان نمارس دورنا , نحن بذلنا جهودا ومستعدين لبذل جهود اكثر لكننا لسنا بدلاء عن الشعب السوري .
وحول ما اذا كان موقفه رافضا لاي تدخل اجنبي او دولي او عربي في الشأن السوري قال الجعفري : نحن نرفض التدخل ليس فقط في الشأن السوري بل كل تدخل في اي بلد , فالتدخل يختلف عن التوسط والتشبث وتذليل العقبات واثبات حسن النية , ان التدخل الذي يريد ان يستثمر اي قضية لتصفية الحسابات او تغيير انظمة او فرض انظمة او رفض انظمة فنحن نعتبره مرفوضا لكن اذا يتم التعامل بطريقة انسانية ويطرح الطرف الذي يدخل على الخط تجربته الانسانية على الشعوب او الانظمة ويساهم بها فنحن على اتم الاستعداد ونقوم بهذا مع كل دول الجوار وما بعد الجوار فهذا ليس تدخلا بل يعتبر ايجابيا وبناءا وعملية اثبات حسن النية وتسهيل المهام والمشاركة مع الشعوب لما تواجه من مشاكل ومعضلات .
نعارض اخذ الملف السوري لمجلس الامن
وتعليقا على قيام بعض العرب باخذ الملف السوري الى مجلس الامن صرح الجعفري : ان هذه صفقات وليست مواقف وطنية مخلصة , انها صفقات متناقضة لان كلامهم لم تجتمع على شيء مسبق وفهم مشترك يمثل المجتمعات والشعوب العربية , ان هناك تناقض بين هذه الحكومات وبين شعوبها وان بعض هذه الحكومات انطلقت من منطلقات ضيقة وليس من منطلق مصلحة كل الدول العربية ولا قام هؤلاء بمراعاة المصلحة الوطنية السورية , نحن مع المواقف الوطنية التي تجنب سوريا المزيد من اراقة الدماء والمشاكل ويحفظ حق الشعب السوري , نحن مع ما يريده الشعب السوري .
الجامعة العربية لم تقم بما يجب تجاه سوريا
وحول قيام روسيا والصين باستخدام الفيتو في مجلس الامن بشان سوريا قال الجعفري : انا لا اقر بمبدأ الفيتو لكنه موجود على اية حال وتستخدمه اميركا دائما لصالح اسرائيل ونحن اساسا ضد هذه البدعة التي خلفتها الحروب العلمية السابقة , لكن روسيا ايضا تنظر الى مصالحها في المنطقة ولديها فهم (لما يحصل) , كان من المفروض ان تقف الدول العربية والجامعة العربية موقفا مشرفا وتقارب مصلحة الشعب السوري وتحاول ان تقلص الفجوة بين الشعب والحكومة مع مراعاة الحقوق المتبادلة للشعب السوري اولا ومن ثم النظام , لايمكن ان نصادر حق الشعب لاي سبب من الاسباب , كان يمكن للجامعة العربية ان تتخذ موقفا وتملأ هذا الفراغ .
القمة العربية ستعقد في بغداد
كما اعرب الجعفري عن اعتقاده بان القمة العربية ستعقد في بغداد واضاف : نعمل ما بوسعنا لان تعقد هذه القمة في بغداد لان هذه جدولة الجامعة العربية وقد تأخرت وان التغييرات الحادة بالمنطقة تستدعي سرعة انعقاد المؤتمر لمناقشة هذه الملفات , ان العراق اليوم في الصدارة ولم يعد العراق هو المتغيير الاخير والعراق الان يتقدم على النظام المصري والليبي والتونسي واليمني وهو صاحب تجربة وهذا بالاضافة الى ان بغداد صاحبة حضارة وتاريخ وتتداول السلطة بشكل سلمي ولا يوجد عندنا حاكم مؤبد يورث ابنائه .
وحول وجود ضغوط بعض الدول مثل قطر والسعودية والامارات بانها لن تحضر قمة بغداد اذا لم يغير العراق موقفه من سوريا لمصلحة هذه الدول , صرح الجعفري : لم يصلنا شيء من هذا القبيل , كان الاخ احمد بن حلي موجودا في بغداد الاسبوع الماضي ولم نسمع منه هذا الكلام لكنني اقول بصورة عامة بان العراق لديه موقف معتدل تجاه وضع سوريا وهو غير خاضع للابتزاز ونحن نتقبل اية وجهة نظر لصالح الوضع العربي .
وردا على سؤال حول مشاركة سوريا في قمة بغداد اكد الجعفري "ان هناك معضلة وان تجميد عضوية سوريا بالجامعة سبقت عقد المؤتمر في بغداد وان هذا الموضوع ليس من افرازات عقد القمة العربية في بغداد بل من موروثات سابقة قد لا نرضى عليها نحن لكننا لا نستطيع ان نرفضه لكننا نبذل الجهد من اجل ان يكون حاضن الجامعة العربية يتناول الملف السوري ويخرج بخطوات عملية لمصلحة الشعب السوري .