حجم النص
أكد عراقيون عائدون من سورية، ان الطائفية تخيم على البلد، وان الكراهية والتحريض ضد الشيعة امر بارز، فيما راحت قنوات سعودية او ممولة سعوديا تبث دعوات "الجهاد" ضد نظام بشار الاسد والشيعة عموما، كما قالت صحيفة (وول ستريت جورنال).
وأوضحت الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار، أن العراقيين في سوريا في مازق وسط صراع تتزايد حدته في سوريا
وتنقل الصحيفة عن عراقيين عادوا مؤخرا إلى بلادهم، أن الصراع في سورية يتجه الى الانتظام على وفق الخطوط الطائفية بنحو متزايد، بين السنة والعلويين القريبين من الشيعة، معلقة بأن المخاوف تتزايد من ان الصراع في سوريا بصدد تفجير الضغائن السنية الشيعية في الشرق الاوسط.
وتابعت الصحيفة ان حكومة نوري المالكي كانت قد اعلنت حيادها ازاء الصراع في سوريا، الا ان عناصر من المعارضة السورية المدعومة من السعودية وقطر وتركيا اتهمت المالكي بإغماض عينيه عن مرور ميليشيات شيعية، وكذلك مقاتلين ايرانيين وسلاح من العراق الى سورية. ويرفض مسؤولون عراقيون هذا الامر، ودعموا الخميس الماضي قرار الأمم المتحدة ضد سوريا.
وأضافت الصحيفة ان هذا الصراع خرج إلى العلن في القنوات الفضائية العربية التي تمولها السعودية، او يملكها أمراؤها، وهذه القنوات تناوئ كلا من الاسد والمالكي. فإحدى القنوات، وهي (قناة المجد)، المكرسة في العادة للبرامج الدينية، راحت تبث الآن دعوات للجهاد ضد النظام السوري و"الكفرة" الشيعة عموماً.
في هذه الاثناء يتحدث بعض السنة في العراق عن انهم يوفرون السلاح لخصوم الاسد، فقد قال احد شيوخ العشائر السنية في محافظة الانبار، المحاددة لسورية، إن هناك "تهريبا ممنهجا للسلاح الى سورية" وايصاله الى خصوم نظام الاسد.
ونبهت الصحيفة إلى انها لم تستطع التأكد من كلام الشيخ هذا، الا ان هذا الكلام يتوافق مع ما يتردد في محافظته السنية التي تعج بالسلاح، ففي يوم الجمعة الماضي، تظاهر المئات في مدينة الفلوجة دعما للمعارضة السورية.
ويتحدث عراقيون عائدون من سورية عن مناخ جديد في ذلك البلد، تملؤه الكراهية والتحريض ضد الشيعة.
امراة مسيحية عادت الى بغداد الشهر الماضي مع ابنها، بعد قضائها 9 سنوات تقريبا في مدينة حلب بشمال سورية، تقول إن المسلحين المناهضين للأسد اوقفوا الباص الذي ينقلهم قرب مدينة ادلب المضطربة، وكشفت عن أن المسلحين اقاموا نقاط تفتيش واحرقوا اطارات سيارات في اجزاء من الطريق السريع، وسألوا السائق، وسط خوف العائدين، عن الهوية الطائفية للركاب، مؤكدة أن "لسائق اخبر المسلحين إننا كلنا سنة".
ويقدّر صاحب مكتب سفريات في بغداد للنقل بالباصات بين العراق وسوريا، أن نحو عائلتين من كل 3 عائلات تعود الان الى العراق، فيما قال محافظ الانبار ومسؤولون عراقيون اخرون انهم اقاموا مخيما قرب الحدود السورية للتعامل مع اي حالة "نزوح للعراقيين" من سوريا.
وهناك نحو 112 الف عراقي في سوريا، مسجلين على برنامج اللجوء، للحصول على المساعدة في إعادة توطينهم، ولاسيما في بلدان الغرب، طبقا لما يقول اندريو هاربر، وهو مسؤول كبير في مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وتابع هاربر أن منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أغلقت سجلاتها على مدى العام الماضي فقط، ولاسيما مع وجود 40 ألف قضية لهذه العائلات العراقية التي اختارت اللجوء أولا، لكنها عدلت إلى ما وصفه بـ "العودة السابقة لأوانها" إلى العراق.
وأشار إلى أن 19 ألف عراقي مقيم في سوريا، حصلوا على اللجوء، وتأجلت إجراءات تقديمهم للهجرة بسبب الوضع الأمني في سوريا، في ظل إعلان بعض العراقيين عن أنهم لا يستطيعون العودة إلى بلدهم، لأنهم ما زالوا يعانون الخوف من القتل أو الاعتقال، بداعي أنهم كانوا يتسنمون مناصب رفيعة في نظام صدام.
أقرأ ايضاً
- واشنطن تؤكد سعيها لتجنب عملية عسكرية تركية ضد "كرد سوريا"
- أوروبا تمد يدها لسوريا بشروط! : لن نمول هيئات إسلامية... والحل السياسي مع الكرد ضرورة
- المشهداني: استقرار سوريا من مصلحة المنطقة