شكر ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد أحمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 13 ذي الحجة 1429هـ الموافق 12/12/2008م جميع الذين ساهموا في إنجاح زيارة يوم عرفة قائلا: أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع الأخوة الزائرين الكرام الذين وفدوا على هذه المدينة ولأهلها الكرام وللأجهزة الرسمية التي ساعدت على نجاح زيارة عرفة المباركة، والجهود التي وفرت مساحة من الراحة لا بأس بها بحيث خففت المعاناة عن كثير من الزائرين، ونحن بانتظار المزيد منهم إن شاء الله تعالى.
وأضاف سماحته: وفي نفس الوقت نحث الأجهزة الرسمية ولا سيما وزارة الخارجية ووزارتي الداخلية والنقل على ضرورة حل مشكلة الزائرين الوافدين من الدول الأخرى، حيث لا زالت هناك بعض المعاناة التي يمرون بها وخاصة خلال مواسم الزيارة غير المرتبطة بالعراق من قبيل زيارة يوم عرفة أو زيارة أربعين الإمام الحسين (ع) التي لا يشمل فيها ابن العراق فقط وإنما جميع المسلمين وكل الموالين للائمة الأطهار (عليهم السلام) والذين يحاولون قدر الإمكان الوصول إلى هذا المكان، موضحا انه إذا لم تتوفر لذلك الزائر تسهيلات فبالنتيجة سيحرم من المجيء.
ودعا تلك الوزارات إلى تهيئة الأمور والتسهيلات اللازمة لوصول الزائرين قبل حلول يوم الزيارة ، لأننا يشق علينا أن تصل قافلة إلى المطار وتبقى لأكثر من ليلة ثم لا يسمح لها بالدخول فتضطر للرجوع إلى بلادها دون أن توفق لأداء الزيارة كما حدث في هذه السنة، خاصة وان الأمور الأمنية بحمد الله تبارك وتعالى جيدة وتدعو إلى تهيئة مثل هذه التسهيلات والاجواء، كما توجه سماحته بكلمة إلى أصحاب الفنادق والمحال التي تؤوي الزائرين دعاهم فيها إلى الرفق بزوار الإمام الحسين (ع)، فلا يجحفوا ببعض الأجور بدعوى أن هذا الشخص زائر.
وتطرق سماحته إلى مسألة أخرى تخص العقود التي عقدتها الدولة مع بعض شركات الاتصال حيث قال: إن العراق عندما التزم بعقود مع شركات الهاتف النقال، وكان من الإلزام الذي حددته الدولة أن تكون هذه الشركات خاضعة لشرائط محددة، ووافقت تلك الشركات على قبول تلك الإلزامات، ولكن الذي لاحظناه وخلق عندنا تساؤلا هو أن ما يحدث في الزيارات الكثيفة أن تكون حاجة الزائر والمواطن إلى الاتصال في أيام الزيارات الكثيفة أكثر منها في الأيام العادية ولكن للأسف الشديد فإن الخدمة الموفرة من شركات الهواتف النقالة غير جيدة ولا تنهض بمستوى تلك الالتزامات مما جعل المواطن يحمل جهازا لكل خط بسبب أن الشركة الفلانية لا تؤمن الاتصال مع خط تلك الشركة، واعتقادنا أن هذه العملية ابتزاز غير منظور ولو دققنا المبالغ التي تؤخذ من المواطن أو تجبر المواطن على شراء مختلف الخطوط لظهرت لنا أرقام خيالية مقابل خدمة ليست بالمستوى المطلوب، وقد أثيرت هذه المسألة قبل سنة أو سنتين لكن لم يتخذ إجراء قانوني واضح في حق عملية التخلي عن هذه الالتزامات، ولا زلنا نبحث عن جهة تجعل المواطن نصب عينيها وتستمع إلى شكواه.
وفيما يخص موضوع انتخابات مجالس المحافظات بيـَّن سماحة السيد موقف المرجعية العليا منها وعدم دعمها لقائمة بعينها مشيرا إلى أن الصورة واضحة ولا تحتاج إلى إيضاح أكثر.
أما في أصل الانتخابات فقال سماحته: على الأخوة الناخبين، اختيار من يتحلى بصفات الكفاءة والنزاهة والقدرة على خدمة الناس، وبهذه المواصفات يتمكن المواطن وبسهولة من أن يختار حسب معرفته بصفات المرشح الذي يتحمل مسؤوليته في خدمة الناس، وان خدمة الناس ليس أمرا مستحيلا وليس سهلا في نفس الوقت فهي تحتاج إلى توفيق ووضوح، وتحتاج إلى تعايش مع الناس للتمكن من خدمتهم.
ودعا سماحته إلى أن تكون المنافسة الانتخابية في الضوابط المسموح بها بعيدا عن المسائل الشخصية، فالإنسان عندما يرشح نفسه يجب أن يقنع الآخرين بمقبوليته عندهم، وليس عن طريق الطعن بالآخرين، بمعنى اعتماد المرشح على قدرته في إقناع الآخرين، وان تمهيد السبيل الأوضح لخدمة الناس غير مرتبط باللمز والطعن بالآخرين.
ونصح سماحة السيد الصافي الأخوة المرشحين أن يلتزموا بالضوابط بعيدا عن الحساسيات والتشنجات التي ستجعل الناخب يحتار في الاختيار عن طريق رؤية انتخابية فيها استعراض للقابليات، لان هذه الصورة تخرج القضية عن الخدمة فضلا عن أنها ستثير مشاكل نحن في غنى عنها، والالتزام جميعا في الحفاظ على ثوابتنا ووحدتنا الوطنية.
أقرأ ايضاً
- الخارجية: الحكومة تعمل على تعزیز التعاون بمجال مكافحة الهجرة غیر النظامیة
- لبنان يستعد لتشييع جثمان الشهيد السيد حسن نصرالله
- العيداني يعلق على جريمة البصرة: الجاني خال أولادي ولن اتأثر بالعواطف