حجم النص
من هوان الدنيا على الله ومن المضحك والمبكي في الوقت ذاته ان تتحول عشائر الخليج الى دول في ظروف دولية وإقليمية مريبة وفي اجواء العمالة والانبطاح التاريخيين والعهر السياسي المشحون بالنذالة الطائفية.. المبكي وبمرارة ان تلك العشائر تحولت الى دول "اعضاء" في المنظمات الدولية والاقليمية .. والمضحك وبسخرية ان تلك "الدول" تحولت بفضل النفط (فقط) الى إمبراطوريات اعلامية وسياسية واقتصادية تنافس الدول ذات الاهميات الستراتيجية والأولويات الجيوستراتيجية كالعراق المتربع على عرش خارطة الاهميات الجيبولوتيكية منذ فجر التاريخ ولحد الان وكان وما يزال شاغل الدنيا ومشغولها رغم انف القرى الطارئة والعشائر المستأسدة بالبترول ... قرية البحرين والعشيرة الحاكمة فيها جاءت على حين غفلة من الزمن "بامتياز" انتاج بريطاني وعلى أساس طائفي / استعماري لتقع على تخوم (الشقيقة) الكبرى التي زرعها الاستعمار البريطاني "بامتياز" انتاج آخر اكبر ضخامة وعلى اساس استعماري/ طائفي / تكفيري/ سلفي/ للأهداف ذاتها ولضرب شيعة المنطقة ومنهم شيعة العراق الذي هو مهد التشيع وعاصمة شيعة أهل البيت في العالم فالسعودية وهي الفقاعة الكبرى في منطقة الخليج ومعها شقيقاتها الفقاعات الصغرى والمتوسطة تأسست لأسباب استعمارية / طائفية بحتة ولولا النفط لما امتلكت هذه "الدول" اية مقومات وليس لديها اي رصيد حضاري او معرفي او ثقافي سوى ثقافة البدواة والارتزاق على صيد اللؤلؤ وما تجود به الواحات من تمور والصحاري من ابل وانعام ، ولهذه الاسباب وقفت هذه "الدول" مع صدام حسين في جميع مغامراته ونزواته وأيدته في جميع جرائمه ضد الشعب العراقي وما تزال تقف مع نفايات وايتام ذلك النظام وتحوك المؤامرات الرخيصة وتمول الارهاب على جميع الاصعدة وتفشل اي مشروع يخدم العراق وشعبه العظيم وحكومته المنتخبة...وما مؤتمر القمة العربية المزمع عقدها في اذار المقبل سوى نموذج واحد مما لا يحصى من نماذج الحروب الارهابية المتعددة ضد العراق سياسية كانت ام اقتصادية ام امنية وحتى الجوانب الثقافية والرياضية ..
ومن سخرية القدر ان النظام البحريني بدلا من ان يرقع سياسته تجاه شعبه المظلوم ويرتب بيته المنهار على أم رأسه ويعيد النظر بسياساته الخرقاء تجاه العراق (وهو الشقيق الحقيقي وليس الفقاعة الوهابية المزروعة في قلب الحرمين الشريفين ) راح يطاول ويتطاول ويرفع عقيرته على العراق صاحب القمم الشامخة والمتصدر لجميع الاهميات الإستراتيجية اقليميا وعالميا ويصف العراق بانه مصدر الشر وهو لن يشارك في مؤتمر القمة العربية في بغداد وهذه قد تكون رغبة خليجية عامة (زعلة الركة على الشط) كما يقول المثل الشعبي العراقي فهل يوجد شر اكبر من شركم المستطير الذي ما يزال الشعب العراقي يدفع ثمنه منذ ان كنتم انتم و(شقيقتكم) الكبرى / السعودية إمعات رخيصة لصدام حسين يسوقكم سوق النعاج ويحلب خيراتكم ويهددكم كل يوم بالسطو على احدى عشائركم المتحولة الى دول .. واليوم تتطاولون على العراق (الدولة المحورية في قلب الشرق الاوسط) الذي طالما مد لكم يده وفتح قلبه من اجل بناء علاقات صحيحة مبنية على اسس حضارية/مدنية "مثل الأوادم" وليست عشائرية / بدوية وحسبكم هذا التفاوت بيننا ومازال إناؤكم المثقوب ينضح بما فيه .
إعلامي وكاتب عراقي
[email protected]