حجم النص
قلم : سامي جواد كاظم
كل فكرة رائعة تمنح قائلها والعامل عليها بامتياز امتياز وهذا الامتياز يكون لكل متاح وباي صورة يترتب عليها اثر ايجابي يخلد الفكرة وصاحبها شرط ان تكون ضمن الدائرة الشرعية ولا يجوز المقارنة او المفاضلة بين المعايير او المجالات المختلفة الاتجاه مثلا بين الفقر والفكر ، فالفقر في مجاله هو مجرم يستحق القتل والفكر في مجاله هو جبل شامخ يستحق التسلق ويبقى الفكر هو الاهم بالنسبة لكل البشرية والمقود الحقيقي لمصير الانسانية .
الدين الاسلامي دين رحمة وعطف وكثيرا ما يؤكد على التوادد والتراحم والتكافل وهذا ياتي من روعة مبادئه التي ينادي بها ولكن هنالك امور تؤثر على الفكر اكثر من الفقر او هنالك مجالات لها استحقاقاتها لايجوز غمطها بحجة معالجة سلبيات مجال اخر خصوصا اذا كانت هذه المجالات خاضعة لتشريعات لا يجوز تجاوزها .
ينتقدون هذا المرجع او تلك المؤسسة الدينية لماذا لا يلتفتون الى فقرائهم وهذا الامر يكون صحيح عندما يثبت انهم لا يلتفتون الى فقرائهم وكذلك عندما يكون هنالك مصداقية باحوال الفقراء المستحقين للمساعدة هذا ناهيك عن المؤسسات والكوادر التي تعنى بهذا الامر وكأن فقراء العراق هي من مسؤولية المرجعية او العتبات المقدسة ، نعم تكون من مسؤولياتهم عندما يمنحون امتيازات الدولة من امكانيات مادية ومؤسسات خالية من الرشاوى والفساد الاداري فانها تستطيع ان تعالج مسالة الفقر اما الحديث جزافا لم لم يساعدون الفقراء؟ فان هذا امر غير ممكن وله ثغراته على مدى تاسيس الدولة الاسلامية ، نعم هنالك كثير من الروايات التي تتحدث عن مساعدة الائمة الاطهار لكثير من الفقراء ولكن هذا لايعني انهم ساعدوا كل الفقراء ، ففي خلافة الامام علي عليه السلام ملاذ الايتام والفقراء كان يسير عليه السلام في احدى ازقة الكوفة فراى امراة تحمل قربة ماء فاخذها منها واعانها على حملها وفي الطريق سمعها تشتكي من علي ولا تعلم انه هو من يحمل لها قربتها وعند سؤاله الامام لها عن سبب شكواها قالت استشهد زوجي معه في معركة صفين ونحن نعيش بفقر مدقع وجوع مفجع ، وقد تالم الامام وعالج الموقف وطلب براءة الذمة منها ومن اطفالها ، المهم هنا ان هنالك فقراء لا يعلم بهم الامام فلو صادفت هذه المراة شخصا خارجيا او امويا كيف سيكون التشنيع على علي عليه السلام كما هو الحال اليوم ؟ وفي نفس الوقت احد وجوه مكارم الاخلاق في الاسلام هي صدقة السر ولانها اسمها سر فهذا يعني لايعلمها احد وحتى يكون اجرها عظيم فيجب ان تبقى في السر .
راودت الكثير تساؤلات بخصوص العتبات المقدسة وتزيين قبابها ومنائرها بالذهب فسرعان ما بدات الطعنات والتاولات والتباكي على الفقراء باعتبارهم احق بها من المنائر وهذا الكلام يطلق جزافا ومن غير دراية او هداية فالمهم النظر الى الهدف من غير مراعاة اصول الوسيلة ،الكل يعلم ان الاموال التي يتبرع بها الزائر الكريم ويضعها في الضريح المقدس هي تخصص لاعمار الضريح فقط وهذا حكم شرعي وحتى ان التبرعات التي تاتي العتبات المقدسة فان صاحبها يخصص مجال صرفها بل ان البعض يتبرع باشياء العتبات في غنى عنها ولكنها ملزمة باستلامها وعدم التصرف بها التزاما منها برغبة المتبرع .
واعود لاقول ان الفكر افضل من الفقر واحق بالبذل هذه المنائر الذهبية كانت السبب لكثير من حالات الاستبصار التي تظهر يوميا هذه المنائر عندما يقصدها الملايين فانها الاحق بان تكون بمظهر يليق بصاحب المقام الذي لولا فكره لما قصده الناس فالامام الحسين عليه السلام عرض خيارين على احد اصحابه ايهما الاولى بالانقاذ مجرم يروم قتل شخص او ناصبي يغير معتقد مؤمن ضعيف ؟ فكان الخيار هو انقاذ المؤمن من الناصبي افضل من انقاذ المقتول من القاتل ، لان الفكر هو الاهم وهو الذي يقود البشرية الى الغنى اذا ما احسنا تطبيق مبادئه .
شخص مسيحي اسمه توما عبد الاحد عرفني عليه شخص اخر فقال اقدم لك الدكتور ابو كرار فاذا به مسيحي مستبصر ومعتنق لمذهب اهل البيت فسالته عن سبب اعتناقه الاسلام وتحديدا مذهب اهل البيت فقال هارون العباسي قتل الامام الكاظم انظر الى قبر الامام الكاظم والى قبر هارون ونفس الامر ينطبق على قبر الحسين وقبر يزيد ، فلو كانت كذبة فيستحيل ان تبقى الى الان ولكن الله عز وجل هيأ لها نفوس مؤمنة تعاقبت على رعايتها ولو لم يكن لها كراماتها لما بقيت الى الان ، هذه المنائر اهدت البصائر .
ان ما تصرفه الدول الغربية وخصوصا العظمى على ترسانتها الحربية هو اكثر بعشرات المرات مما يصرف على العتبات المقدسة وصرفهم لفناء البشرية وصرفنا لتنوير البشرية
أقرأ ايضاً
- معارضة مذهب التشيع.. نافذة على التاريخ
- تراجع الدولار وأرباح الذهب وأصول المخاطرة
- ماذا بعد ارتفاع أسعار الذهب؟