- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وأربعينية أخرى تمر دون تغيير يذكر
نعيش هذه الأيام مناسبة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام وهي الأكبر بشهادة أهل الاختصاص سواء على مستوى أعداد المواكب أو أعداد الزائرين من داخل العراق وكذلك من خارجه وعلى الرغم من هذا المد المليوني الزاحف نحو كربلاء المقدسة لم نجد خطوات عملية وكبيرة تذكر خطتها الحكومة المركزية باتجاه الالتفات إلى محافظة كربلاء المقدسة، فلا زال المشاة يسلكون الطرق الرئيسة المؤدية للمدينة من جهة المحافظات ( بغداد ــ بابل ــ النجف الاشرف ) وبالتالي :ــ
1. تكون انسيابية سير المركبات التي تنقل الوافدين إلى مدينة كربلاء المقدسة أو المغادرين منها بصعوبة كبيرة قد تحتاج السيارة للوصول إلى محافظة بغداد( خمس إلى ست ساعات ) أي أربعة أضعاف الوقت في الظروف الطبيعية.
2. يجعل المشاة أكثر عرضة للسيارات المفخخة.
3. البناء العشوائي للمواكب على جوانب الطرق الخارجية بصورة يصعب إزالتها فيما لو أريد توسعة تلك الطرق الضيقة والمتهالكة.
ــ عدم وجود ساحات لإيواء السيارات سواء عند مداخل المدينة أو داخل المدينة بل إن هذه المشكلة مستفحلة في الأيام الاعتيادية فتجد أن اغلب أزقة وفروع المناطق التي تقع على مشارف المدينة القديمة تمتلئ بسيارات الزائرين الكرام.
ــ ضيق المدينة وعدم استطاعتها استيعاب تلك الجموع المليونية ولو بالحد الأدنى فشبكة الطرق فيها ضيقة جدا وتضيق أكثر بعد نصب مواكب خدمة الزائرين الكرام ولا توجد طرق شريانية وبأعراض تتناسب مع حجم الفعاليات التي تشهدها المدينة.
ــ التواجد العشوائي للمواكب داخل المدينة وعدم متابعة الفعاليات التي يقومون بها والتي يؤدي بعضها إلى الإضرار بالطرق أو شبكات المجاري ا وان بعضها ليس لوجوده حاجة مهمة ا وان بعضهم يأخذ مساحة اكبر من المساحة المطلوبة في مكان تعز فيه الأرض.
ــ هطول الأمطار الغزيرة في موسم الزيارة والتي تعمل ما تعمل بالزائرين خصوصا عند انتظارهم للحصول على واسطة نقل لترجعهم إلى مدنهم إضافة إلى طفح المجاري وتحول الطرق إلى بحيرات من الأوحال يصعب سير المركبات فيها فما بالكم بالأشخاص .
وعليه
نرى من الضروري تشكيل لجنة من وزراء وبرلمانيون وأعضاء من الحكومة المحلية للمحافظة وممثلين عن العتبات المقدسة تتولى إعداد خطة شاملة ومتكاملة لتنفيذ عدد من المشاريع التي تتعلق بخدمة الزائرين في تلك الزيارات المليونية وان تخصص موازنة لتنفيذ تلك المشاريع على غرار ما حصل في إعادة اعمار البصرة ومدينة الصدر بعد صولة الفرسان وكذلك في النجف الاشرف بعد معارك 2004 م وطبعا تكون من خارج تخصيصات المحافظة .
واقترح مناقشة المواضيع التالية من ضمن المواضيع والحلول المطروحة :-
1. ضرورة تنفيذ طرق إضافية على جهة الداخل للمدينة المقدسة تستعمل للمشاة أوقات الزيارة مع ضرورة توسعة وتأهيل الطرق الرابطة للمدينة بالمحافظات الثلاث أعلاه و ضرورة الاسراع بتنفيذ الطرق الحولية الثلاث التي أقرت في التصميم الجديد للمدينة .
2. ضرورة المباشرة بربط المدينة المقدسة وكذلك مدينة النجف الاشرف بشبكة السكك الحديد والتي نعتقد بأنها الحل الأنجع لحل مشكلة النقل من أطراف المدينة باتجاه محافظاتهم علما بان المشروع مخطط له منذ زمن طويل وان الشبكة الحالية لا تبعد عن المحافظة أكثر من 35كم في قضاء المسيب.
3. يجب التفكير بصورة جدية لتنفيذ مشروع قطارات داخلية للنقل من مداخل المدينة إلى مركز المدينة وان يضّمن ذلك ضمن التصميم الجديد لمركز المدينة .
4. توفير كميات من المرافق الصحية المتنقلة وكذلك الخيم الجيدة ومستلزمات المنام لاستعمالها في الزيارات وخصوصا في مواقع الكراجات البديلة على مداخل المدينة .
5. الاهتمام بصورة جدية بتنفيذ منظومة كاميرات مراقبة متطورة تغطي اكبر قدر ممكن من المدينة وحدودها لتسهيل وقوف قيادات إدارة الزيارة على ما يجري في السيطرات الخارجية وطرق المدينة الخارجية والداخلية وتحديد مراكز الزحام التي تحتاج إلى دعم والوقوف على قوة وضعف الأداء من قبل الكوادر العاملة وتصوير الخروقات الأمنية إن وجدت ومنافع كثيرة أخرى .
6. إصدار قرار أو قانون يلزم عدد من محافظات العراق للمشاركة بالدعم الآلي والبشري في مدينة كربلاء المقدسة أيام الزيارات وخصوصا المحافظات البعيدة عن المحافظة كالبصرة وديالى والناصرية وميسان .
7. تخصيص 75% من قيمة الفيزا المأخوذة من الزائر في المنافذ الحدودية والمطارات لاعمار وتطوير المدن المقدسة كافة وحسب عدد الزيارات التي تشهدها كل مدينة .
وأخيرا أقول لماذا تخصص عشرات المليارات لاستضافة بطولة الخليج العربي ومليارات أخرى لاستضافة قمة الدول العربية ولا تخصص لتأهيل مدينة تستضيف ملايين العراقيين ومئات الآلاف من الزوار غير العراقيين ولعدت مرات في السنة وهي منجم ذهب مهمل؟؟؟؟
هذه دعوة صادقة لجميع من يمتلك قرارا في هذا البلد لتسجيل اسمه في سجل الخالدين مع القضية الحسينية الخالدة علما بان المخلدين قبلهم قدموا دمائهم وأموالهم الشخصية والمطلوب من اصحاب القرار تقديم المال العام للصالح العام .
والله تعالى من وراء القصد
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش