- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النشيد الوطني العراقي عبر التاريخ
منذ تأسيس دولة العراق الحديث عام 1921 م ومع كل تغيير رئيسي في نظام الحكم، كان النشيد الوطني العراقي بدوره يخضع للتغيير. ومع تعاقب الانطمة المختلفة تعاقب على العراق خمسة اناشيد وطنية في خلال فترة اقل من قرن واحد. الحقبة الأولى العهد الملكي بعد تشكيل الدولة ...العراقية وتنصيب فيصل الأول ملكا على الدولة الناشئة، كان لابد ان يكون للمملكة العراقية الهاشمية موسيقى ملكية اسوة بدول العالم المتقدمة وفعلاً اعلنت عام 1924 مسابقة لتلحين اول سلام ملكي وخصصت جائزة مالية لمن يفوز بتلك المسابقة, وقد اشترك عدد من الموسيقيين الاجانب وفاز الضابط الانكليزي الميجر جي. ار. موري والف قطعة موسيقية على ايقاع مارش على اربعة، وعزف هذا السلام لأول مرة من قبل جوق الحرس الملكي في مجلس الأمة وفي البلاط الملكي ومقر وزارة الدفاع. وكانت تعرض على شاشات السينما قبل عرض الافلام وبعدها مع ظهور صورة الملك والعلم العراقي يرفرف وراء صورته واستمر ذلك حتى ثورة تموز عام 1958 م. وكان السلام الملكي لحناً فقط بدون كلمات وقد حاول احد الشعراء إضافة كلمات للحن ولكن بصورة غير رسمية بحيث كانت تردد امام الملك فيصل. الحقبة الثانية العهد الجمهوري الأول بعد الانقلاب العسكري في ثوره 14 تموز 1958م بقيادة عبد الكريم قاسم كان لابد من اجراء تغيير على السلام الملكي وتحويلة إلى سلام جمهوري. وقد قام بهذا العمل الموسيقي العراقي المسيحي الراحل لويس زنبقة وهو من خريجي قسم الموسيقى الهوائية في معهد الفنون الجميلة أواسط الخمسينات، واصل دراساته الموسيقية في العاصمة النمساوية (فيينا) عند قيام ثورة 14 تموز، فبادر هناك إلى وضع لحن للسلام الجمهوري، وتدوينه موزَّعاً على كافة أقسام (آلات) جوق الموسيقى الهوائية وتسجيله من قبل جوق موسيقي نمساوي؛ قدَّمه مرفَقاً برسالة منه إلى الزعيم عبد الكريم قاسم، قائد الثورة، عِبر سفارة العراق في فيينا، شارحاً فيها الأفكار والمضامين التي إعتمدَها في صياغة اللحن، وهو بشكل مارش المسير (Marsh). وبهذا تقرر اعتمادَه سلاماً وطنياً للجمهورية العراقية حتى عام 1963 ويذكر ان السلام الجمهوري في هذة الحقبه كان لحناً ايظاً بلا كلمات وكان يسمى موطني وهو يختلف عن النشيد الوطني الحال ولكنه يحمل نفس الاسم. ويعتبر هذا الموسيقي هو العراقي الوحيد الذي وضع لحنا للنشيد الوطني العراقي إلى هذا الوقت الحقبة الثالثة 1963م - 1981م بعد الانقلاب على عبد الكريم قاسم وصعود حزب البعث إلى السلطة في 8 شباط/فبراير عام 1963 تم اعتماد نشيد وطني جديد وهو والله زمان ياسلاحي وهو من الحان المصري كمال الطويل وكلمات الشاعر المصري صلاح جاهين وغنتة ام كلثوم عام 1956 واعتمد كنشيد وطني للجمهورية العربية المصرية للفترة من 1960م إلى 1979 م اي كان للعراق ومصر نفس النشيد الوطني وكلمات النشيد هي و الله زمان يا سلاحى اشتقت لك قي كفاحى والله زمان يا سلاحى يا حــرب والله زمان انطق وقول أنا صاحى زاحفة بترعد رعود والله زمان ع الجنود الا بنصر الزمان حالفة تروح لم تعود شيلوا الحية على الكفوف هموا وضموا الصفوف منكم من نار الميدان ياما العدو راح يشوف ياللى اتبنيت عندنا يا مجدنا يا مجدنا عمرك ماتبقى هوان بشقانا وكدنـــا الشعب جبال الشعب بحور الشعب بيزحف زى النور زلزال بيشق لهم قي قبور بركان غضب بركان بيفور الحقبة الرابعة : أرض الفراتين (نشيد) بعد وصول صدام حسين إلى سدة الحكم، رأى انه من الضروري ان يكون هناك نشيد وطني يختص بالعراق ولا يتبع النشيد الوطني المصري الذي كان معمولا به في العقد السابق وقد اقيمت مسابقة في دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الاعلام العراقية حين ذاك لاصدار نشيد وطني جديد وقامت الدائرة بتسجيل كافة الاعمال والاستماع إليها من قبل لجنة متخصصة التي قامت بتقييم هذة الاعمال وقد رجحَّت النتائج مشاركتَين لضابطَين من الموسيقى العسكرية هما عبد السلام جميل فرنسو وعبد الرزاق العزاوي، بحكم إختصاصهما المهني/الفنّي بمثل هذا النوع من الموسيقى. لكن الذي حصل انه صدر مرسوم جمهوري لاعتمد نشيد من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية عام 1981. وبعد عدد من الانتقادات للحن، قام مدير الموسيقى العسكرية العراقية ومعاونه بالسفر إيفاداً إلى إنكلترا لإعادة صياغة اللحن كي يلائم البنية الفنية لأجواق الموسيقى العسكرية التي تتولى في العادة أداء السلام الوطني. تم تسجيل لحن النشيد من قبل جوق بريطاني. ويذكر ان اواخر عهد صدام حسين قد اعلنت عن محاولات لتغيير النشيد الوطني وقد اذيع في قنوات العراق والشباب والفضائية العراقية عدد من هذة الاناشيد وطلب من المشاهدين التصويت عليها ولكن لايعرف لما لم يعتمد اياً منها. وقد كان من بين المشاركين الموسيقار كاظم الساهر بقصيدة سلاماً عليك التي كتب كلماتها اسعد الغريري. الحقبة الخامسة عام 2003م والى حد الآن بعد الغزو الأمريكي للعراق تم اعتماد انشودة موطني كنشيد وطني لدولة العراق. الانشودة من كلمات الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان كتبها عام 1934م. ولحنها محمد فليفل. وما زال هذا النشيد معتمداً من قبل الحكومات العراقية المتلاحقة منذ عام 2003 إلى وقتنا هذا.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي