ليوم وبعد مضي أكثر من سبع سنوات من المفروض أن نكون أكثر صراحة كي ننظر إلى الأوضاع بشيء من الموضوعية النافعة والصراحة الهادفة التي تخفف من معاناة شعبنا العراقي هذا الشعب الذي قدم الكثير ولم يُقدَم له إلا القليل القليل وقد تلكأ من تلكأ ممن وصلوا إلى موضع المسؤولية وخدمة المواطن ولذا نقولها وبملء الفم آن الأوان أن ينظر أو تنظر الحكومة الجديدة إلى واقع الشعب العراقي ومعاناته المستمرة فلا أدري إلى أي ملف أذهب لأتحدث عنه هل أتكلم في ملف الخدمات !!!! أم ادخل في ملف الصحة ومؤسساتها التي يعاني مريضنا فيه أي معاناة أم إلى البطالة أم إلى الأمية المنتشرة التي بدأت شعوب العالم ومثقفيهم يتحدثون عن نسب مخيفة نعم يتحدثون عن أمية أصيب بها العراقيون وملف الأمية ملف خطير لا أحصره فقط فيمن لا يقرأ ولا يكتب هناك أميون من نوع آخر هم أخطر من الذين لا يقرون ولا يكتبون أنها أمية رفض التعايش مع الآخرين وعدم الاعتراف فيه وأمية أداء الواجب فلعلك تشاهد الطبيب وهو طبيب أمي لا يفقه علاج المرضى أو لا يهتم بمتابعتهم وينسحب وهذا على المدرس والمعلم والنجار والسياسي لأنهم إن قصروا في واجباتهم فإنهم سيدفعون البلاد إلى الهاوية ثم الخراب... لأجل كل هذا ادعوا الباحثين والمتخصصين لبناء الدول ومؤسساتها أن يبذلوا الجهود لكي يقدموا شيئا للعراق هذا العراق الذي لا يزال يرواح في مكانه أنا استغربت كثيرا وأنا اسمع للسياسي المخضرم عدنان الباججي وزير خارجية العراق السابق وعضو مجلس الحكم انه يتحدث في برنامج شاهد على العصر انه شارك في تأسيس دولة الأمارات وبناء مؤسساتها وذلك في العام 70 / 71 طيب أين نحن عن هؤلاء وأمثالهم..
اعتقد للمرة الإلف أننا في العراق نخلط بين ما هو للدين وما هو للدنيا وأملي أن تشكل الحكومة الجديدة على هذه الأسس الصحية نريد وزيرا للصحة لا يهمنا أن يكون سنيا أو شيعيا أو عربيا أو كورديا المهم أن يكون متخصصا في عمله لان واجبه علاج المرضى وهي مهمة إنسانية بامتياز ومثله وزير الداخلية يحفظ امن البلاد من شرور الناس الحاقدين ومثله وزير التربية الذي واجبه أن يقضي على الأمية وإذا لم نفعل هذا سيبقى الخراب والدمار وسوف ينتفض الشعب العراقي كله ليعبر عن سخطه ورفضه لما قدمه السياسيون ... ليس من المعقول أدنى دول العالم مدخولا تعيش بأجواء وأوضاع هي أحسن من وضع العراق نعم وأقولها بصراحة القول والكلمة إذا عجز السياسيون عن حماية المشروع الديمقراطي وتقديم الخدمات بأكملها سوف ينتفض الشعب بأكمله ليعلن التغيير .
عضو التحالف الوطني
رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
أقرأ ايضاً
- المجتهدون والعوام
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء