كان العراق يعتقد بان الكويت الدولة الأولى التي ستقف مع تحوله من نظام إلى نظام وكان العراقيون يعتقدون أن الكويت ستدعم عراقاً ديمقراطياً وإنها ستعتبر العراق الديمقراطي ضمانة لحاضرها ومستقبلها وان أمنها من امن العراق لكن تجربة السنوات الست بعد عام 2003 أثبتت بان الكويت تفكر بعقلية بدوية، قبلية، طائفية، متخلفة.
فما تقوم به الكويت الآن هو حرب رسمية على العراق وشعبه لاتختلف عن حرب الإرهاب التي تشنها بخبث وذلك بمطالبتها بالإبقاء على وضع العراق تحت طائلة البند السابع الذي يحدد بان البلد يهدد جيرانه ويبقي عليه تحت العقوبات. فكيف للعراق اليوم أن يهدد امن جيرانه بينما يحدث العكس عندما يقوم جيرانه وبضمنهم الكويت من إرسال الانتحاريين وتمويل الإرهابيين بالأموال والدعم المعنوي واللوجستي للقيام بالعمليات الإرهابية لزعزعة الأمن في العراق.
لازالت تلك الجارة تدعي أن لها مئات المفقودين وتطالب بتسليمهم أحياء، ولازالت مصرة على عدم نسيان ماحدث لها عام 1990بجريرة حاكم تحالفوا معه وغدر بهم، وتريد أن تبقي هذا الشعب تحت وصاية وعقوبات امتدت لتسعة عشر عاما في وقت مد فيه العراق شعبا وحكومة يده للكويت وحاول طي صفحة الماضي، وتعود اليوم لتقوم بعمل تخريبي متخلف آخر وهو محاولة إحتجازها للطائرة العراقية في مطار لندن بسبب ديون سابقة! نرى إن الكويت تمد الخنجر لتلك اليد وتكشف عن موقف ليس له مايبرره مطلقا في الحقد والعدوان والاعتداء.
أرى أن تفكير الكويت لايختلف مطلقا عن حرب البسوس التأريخية التي جرت أبناء العمومة لحرب دامية استمرت أربعون عاما، وهي إلى الآن تريد فتح الجراحات وتنمية الأحقاد للأجيال القادمة.
لذلك ندعو الحكومة للخروج من دوامة الموقف الضبابي تجاه الحكومات التي اتضح أنها لا يسرها الحال العراقي الجديد و تعمل في السر و العلن من أجل إضعاف التجربة و عرقلة المسيرة العراقية الديمقراطية الرائدة.