- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سقوط العيادات على ايادي الاطباء...ام سقوط الاطباء تحت ضغط الاموال
الطب أو الطبيب مفرده ما إن ترد على مسامعك حتي يتبادر إلى ذهنك الجانب الإنساني المرتبط بتلك ألمهنه ، وحين استرجع ذاكرتي نحو الصغر عندما يسأل المعلم التلاميذ ، ماذا تتمنون إن تصبحوا في المستقبل ؟ فيرد عليه التلاميذ بأمنيات مختلفة إلا أن بعضهم يتمنا أن يكون طبيبآ ، ويسترسل المعلم لماذا ؟ فيرد التلميذ كونها مهنه إنسانيه تساعد الناس في الشفاء من الأوجاع والإمراض التي يعانون منها فيرد المعلم أحسنت هذا هو الجواب الصحيح لتلك ألمهنه ،، إذن ما تعلمناه منذ الصغر أن الجانب الإنساني هو الركيزة الاساسيه لمهنة الطب وهذا ما لا يختلف عليه اثنان وفهمناه نظريآ واتفق الجميع عليه بما فيهم الأطباء أنفسهم ،، ولكن إذا نزلنا إلى ارض الواقع فإننا على نقيض تام من ذالك ولا نلمس من هذا القول شيآ لوجود بعض التناقضات والسلبيات التي لاتتفق مع النضرة ألعامه الماخوذه عن الأطباء بما يتمتعوا به من درجة علميه ومستوى ثقافي وخير ما يجسد ذالك هو عيادات الأطباء أنفسهم التي يطغي عليها النفع المادي مقابل الذوق السليم وأقول بعضهم وليس اغلبهم لان هناك عدد من الأطباء يستحقون الإجلال والتقدير ولازال شرف ألمهنه ساميآ لديهم يضعونه فوق كل الاعتبارات والحسابات واضعين قسم التخرج نصب أعينهم معتبرين إنسانيتهم شاهدآ وحكمآ على إعمالهم ، إلا إن بعضهم جعل المال مبدئه وانشغل بجمعها وهي نعمه من عند الله لا اعتراض ولا حسد عليها ولكن ليس على حساب حياة الإنسان حتى أصبحت هفواتهم واضحة للعيان ابتدآ من عيادتهم التي تشمئز لها الأنفس لما تحتويه من بقايا أدوات التضميد بمنضرها المقرف وقد ركنت في إحدى الزوايا بدلآ من نباتات الظل وأشجار الزينة دون إن يكلف نفسه أو من معه بشراء حاويات لجمع النفايات التي لا يساوي ثمنها جزء ضئيل من فحص مريض واحد من بين عشرات المرضى يوميآ وهي تكفيه لمدة سنه كأمله بل راح يجمعها في إحدى الكراتين الفارغة ، والمصيبة أعظم حين نشاهد الاتربه والغبار معلق فوق الجدران وعلى الستائر التي مضى عليها زمن دون غسل أو تنظيف على العكس من سائق التكسي وهو الإنسان البسيط الذي يقوم بتنظيف سيارته ساعات عده من اجل إرضاء راكبآ معه ومداراتآ لمصدر رزقه ، ولم تقف السلبيات عند هذا الحد لا بل لم تجد لك مقعدآ للجلوس إلا نادرا أو بعض الاريكات ألمحطمه والتي سندت بأنصاف الطابوق دون إن تغطى بشرشف طمعآ منهم في إنفاق بعض الدنانير التي تحول دون ذالك ، ولا يخفيك بقايا المناديل ألورقيه وإعقاب السكائر التي تملا الأرض ألفاقده للتنظيف أو التعقيم بالاضافه إلى فقدان المغاسل والمرافق الصحية ، إما إذا أردنا الحديث عن أجهزة التبريد أو برادات الماء والمفرغات فهي ليس من طموح المراجع لأنها حتمآ تثقل كاهل الطبيب ما دام انه يتثاقل من صغائر الأمور واكتفى بالمروحة المدوية وسط العيادة والتي تجر أذيال الخيبة لما تعانيه من قدم ، وما يوسف عليه حقآ إن بعض الأطباء يقوم بصناعة تراكيب دوائية داخل عيادته وبيعها على مراجعيه باعتبار أنها غير متوفرة في الصيدليات ، وما يثير الاستغراب أكثر إن بعض الأطباء وضعوا لهم أشخاص يجلسون على قارعت الطريق إمام عياداتهم يستجدونا المرضى وينادونا بوجه المارة ( باطنية ، كسور ، جراحه ....) ولا اعرف كيف ارتضوا لأنفسهم بذالك وكأنك في سوق لبيع الخضار ! نحن لا نريد للطبيب إن يصل بهذا المستوى فهو ارفع واسما من ذالك.. ولربما يعلم الجميع أن العراق هو من بين البلدان التي تسمح للطبيب إن يدمج العمل بين الوظيفة في مستشفيات الدولة والعيادات الخاصة (وهي ليس موضع النقاش) واعتبرها نعمه من نعم الله عليهم يستحقونها بدون منازع لما تحملوه من مصاعب وأهوال الدر اسه ولكن قد جعلت بعضهم إن يتقاعس بوظيفته في مستشفيات ألدوله ويصبح ذو وجهين حيث تجده في عيادته برونق يختلف قلبآ وقالبآ عن ما هو عليه في المستشفى والمبرر الوحيد لذالك هو من اجل اندفاع المرضى نحو عيادته حتى يتحقق الربح الوفير على حساب من استشراء به المرض دافعآ الثمن رغم انفه ، وقد يعمدا بعض الجراحين إلى تخير المريض بين الانتظار لعدة أشهر لأجراء ألعمليه في مستشفيات الدول أو أجراها فورآ في المستشفيات الاهليه (ومن الإنصاف أن الزخم في عدد المرضى قد يكون سببآ في ذالك) فإذا كان الطبيب يبتعد كل هذه المسافة عن الانسانيه والمفروض هو اقرب إليها من غيره ! إذن كيف يحق لنا إن نناشد الآخرين الأكثر ابتعادآ عنها ؟ حتمآ سوف تكون ألمسائله اعقد وأصعب فلا يقتصر الموضوع على المريض فقط وإنما تكمن ألمشكله بصعوبة إصلاح المجتمع ونعطي فرصه لأصحاب النفوس الضعيفة بالضغط على المساكين من أبناء جلدتنا لان قدوة المجتمع وصاحب العلم والورع والذوق والخلق وهو الطبيب بهذه ألنفسيه وهو من يحتاج إلى علاج ونقع تحت القاعدة الشعرية ( يداوي الناس وهو عليل) ، هنا لابد إن تكون لنا وقفه في إصلاح ذات البين ونعمل جاهدين لازالت ما هو سلبي وردى في مجتمعنا وجديدآ عليه وعلى عاداتنا وأخلاقنا وديننا الذي عنوانه ألرحمه ، واخيرآ اعتذر لكل ما هو عكس ذالك ولمن صان مهنته بشرف واحترام ، وإنني منذ البداية قلت وكررت بعضهم وليس اغلبهم...
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد