- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بين الامتناع عن شراء اللحوم في احدى الدول والإرهاب في العراق !!!
نشرت إحدى وكالات الإنباء خبرا مفاده ان احدى الدول امتنع شعبها عن شراء اللحوم خلال شهر رمضان نظرا لازدياد اسعاره خلال هذه الفترة ،هذا الخبر قد يكون عابرا عند البعض الكثير ولكن لو قورن بالاوضاع الامنية التي جرت في العراق مؤخرا وتحديدا في بغداد وبابل (والتي خلفت مئات الضحايا من المدنين الابرياء بل لو دققنا الاحصاءات لتجاوزت الحصيلة عشرات الاف من سبايا هذه الانفجارات باعتبار ان لكل فرد شهيد كان او جريح يمتلك عائلة واقارب في جميع أنحاء البلاد) نجد ان هناك وجها للمقارنة ..قد يقول قائل مال امتناع هذا الشعب في تلك الدولة عن شراء اللحوم والاوضاع الامنية في العراق فاقول ان حقيقة التفاعل مع الحدث وتبيان المواقف هو وجه المقارنة بين هذا الحدث وذاك رغم الاختلاف الجوهري بينهما ،فهذا الشعب رفض او امتنع عن شراء اللحوم لمجرد احساسه انه امام هجمة اقتصادية تستهدف قوته وامنه الغذائي لذلك انتفض بطريقة سلمية منطلقا من حقيقة شعوره بمسؤولية الفرد اتجاه المجتمع معبرا عن رفضه من خلال عدم الشراء ليشكل ضغطا على التجار وبالتالي الدولة والحكومة لوضع اجراءات معينة للحد من ارتفاع الاسعار الذي يتضرر منه فئات المجتمع كافة من غنيها الى فقيرها الشريحتان اللتان تالفتا لتشكل مجموعة كبيرة اسمها ذلك الشعب في تلك الدولة ليقول لحكومته اننا هنا اصحاب القرار ،وعودا الى الاوضاع الامنية في العراق والمواقف التي تلت الاحداث الارهابية عند عموم الشعب العراقي والتي لم تتعدى حدود الاستنكار والاستهجان على الرغم من كبر الفاجعة وذهاب مئات الابرياء بين شهيد لربما كان يعيل عائلة كبيرة وجريح يتأوه مع اقرانه في صالات المستشفيات التي عجت بالكثير منهم ولربما يقول في نفسه لو كنت ميتا لكنت افضل حال .. اذا هذه حقيقة المقارنة فرغم صغر الواقعة في تلك الدولة الى ان ردة الفعل والمواقف كانت كبيرة مقارنة بالذي حصل في العراق فعلى الرغم من كبر الحادث الا ان ردة الفعل والمواقف اقتصرت على الذهاب الى الاعمال في اليوم التالي وكأن لم يكن شيئا مذكورا وهذا مايفسر مسالة غامضة لربما للكثيرين وهي عدم استقرار العراق سياسيا منذ سنين خلت والى الان..
أقرأ ايضاً
- حماية البيانات الشخصيَّة
- الجنائيَّة الدوليَّة وتحديات مواجهة جرائم الكيان الصهيوني
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة