صورتان متناقضتان تابعناهما في الفترة الأخيرة . صورة التغيير الجذري الذي شهده الأنيق نادي الطلبة فبعدما أخذت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على عاتقها رعاية النادي شاهدنا صور العافية بادية على الجميع حتى إن صحة الكابتن علاء كاظم رئيس النادي تحسنت بعدما غادر حالة الشكوى والمرارة والألم والتي كان يعانيها من جزاء وضع النادي المزري . لكن ألان كل شيء قد تغير فأصبح الأمل والتفاؤل والمستقبل الأفضل هي السمات التي تطرز تصريحات أعضاء النادي من إداريين ولاعبين ومدربين . وهذا ما لمسناه من خلال المستوى الفني الذي اخذ بالتصاعد من دور إلى دور مما أهل الأنيق للتنافس على صدارة المجموعة الجنوبية بكل جدارة واستحقاق .
وجاءت الصدارة تحصيل لما حصل عليه النادي إدارة ولاعبين وجمهور من دعك مادي ومعنوي من قبل وزارة التعليم العالي . وكان للمتابعة الشخصية للسيد وزير التعليم العالي وتناغم العمل بين الوزارة والنادي الأثر الأكبر في البحبوحة التي يعيشها الطلبة ألان . فقد تعامل السيد وزير التعليم العالي مع نادي الطلبة وفق المبدأ التربوي إضافة إلى روح المهنية التي يتحلى بها السيد الوزير حيث عبر وبشكل واضح عن حبه للرياضة والرياضيين مما يجعلنا إن نصفه بحق بأنه وزير رياضي روحا وسلوكا وإدارة .
وفي الصورة الأخرى نشاهد الكابتن سلام هاشم رئيس الهيئة الإدارية للنوارس ( الزوراء ) وهو يتحدث بمرارة عن حالة شظف العيش والضنك التي يعيشها الزوراء وهو يعيش حالة الارتباط مع وزارة النقل وفق نظام أندية المؤسسات التي تعمل بموجبه وزارة التعليم العالي وبقية الوزارات والمؤسسات العراقية . لكن يبدو إن المزاجية والانتقائية لازالت تحكمنا فلا زلنا نجهل الحكمة التي يعمل بها السيد وزير النقل وطريقة تعامله مع إدارة الزوراء صاحب اكبر قاعدة جماهيرية في العراق وصاحب اكبر سجل ذهبي مطرز بالإنجازات .ولكن السيد الوزير يجهل أو يتجاهل كل ذلك . فقد ارتبط الزوراء مع جمهوره ارتباطا روحيا ومن نوع خاص فلا زالت الذاكرة الرياضية العراقية تختزن صور الجيل الذهبي الذي مثل الزوراء . فلم يعد الزوراء مجرد نادي رياضي انه ارث حضاري متجدد في الذاكرة الرياضية العراقية . فلا يمكن لهذه الذاكرة أن تغفل أو تنسى اسم كتبت حروفه بنور الإنجاز اسمه الزوراء .
كل ذلك للأسف ونقولها بمرارة إن السيد وزير النقل يجهله أو يتجاهله . حيث لازال السيد وزير النقل يشترط لإطلاق الدعم لنادي الزوراء أن يتم تغيير اسم النادي والغريب في الأمر إن السيد الوزير يصر ويلح بشرطه هذا !!!
ولا ندري ولا نعلم الحكمة في هذا الإصرار . وإزاء هذا الوضع ربما يضطر نادي الزوراء لغلق أبوابه أمام الرياضيين وعند ذلك سندرك حجم الكارثة . قتلتنا المزاجية والعشوائية والانتقائية في القرارات خاصة إذا ما علمنا إن السيد وزير النقل يعمل وفق مبدأ لو العب .....لو .....أخرب ...الملعب !!!.
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!