شهدت الصين خلال الفترة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً للإصابات بالتهاب فيروسي رئوي يصيب البشر، ويطلق عليه الأطباء اسم فيروس "HMPV"، ما أثار مخاوف السلطات الصحية من تفشي جائحة جديدة بعد خمس سنوات فقط على التفشي الواسع لوباء "كوفيد-19"، والذي أصاب ملايين البشر، وسبّب وفاة الملايين حول العالم.
وتداول كثيرون صوراً ومقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهر المستشفيات والمراكز الطبية الصينية مكتظة بالمصابين والمراجعين. في حين أوضحت لجنة الصحة الوطنية في الصين، أن "الفيروس المنتشر هو مرض تنفسي شائع منذ عقود، وأنه ناتج عن التهاب الرئة، وتشبه أعراضه المرضية أعراض الإنفلونزا الموسمية، وتشمل احتقان الأنف وصعوبة التنفس".
ورغم ذلك، خلف ارتفاع أعداد المصابين مخاوف من سرعة انتشار العدوى. بينما أكدت تقارير طبية أن الإصابة بالفيروس يمكن أن تؤدي إلى مشكلات تنفسية حادة، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وأولئك الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة.
وقال خبراء في مجال الصحة في الصين، إنه لا يتوفر لقاح أو علاج لفيروس "HMPV"، لكنهم أصدروا توصيات عامة تشمل اتباع نظام غذائي جيد، والراحة، والتهوية الجيدة، ونصحوا بغسل اليدين بشكل متكرر، وارتداء الأقنعة الوقائية، وتجنب الأماكن المزدحمة.
يقول الطبيب يون وانغ، من المستشفى التخصصي في العاصمة بكين، ان "الفيروس يسبب التهابات حادة في الجهاز التنفسي تشابه أعراض الإنفلونزا الشائعة، بما في ذلك السعال والحمى واحتقان الأنف وضيق التنفس. لكن الفيروس يمكن أن يسبب أيضاً مضاعفات مثل التهاب الشعب الهوائية، أو التهاب القصبات الهوائية، وكذلك التهابات في الأذن، وقد تسبب الالتهابات الشديدة أخطاراً على الجهاز التنفسي السفلي. الأطفال أقل من 5 سنوات وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، إضافة إلى أولئك الذين يعانون مشكلات في المناعة".
يضيف الطبيب الصيني: "لا داعي للقلق لأننا لا نتعامل مع فيروس جديد، فهو فيروس معروف ومنتشر منذ عدة عقود، ولم يحظ باهتمام سابق بسبب انتشاره البطيء نسبياً مقارنة بفيروسات أخرى، وكذلك أعراضه غير الخطرة. يجري العمل على تكثيف الأبحاث المتعلقة بالفيروس للحد من خطورته على الفئات الضعيفة، لكن ليس هناك ما يثير القلق، فلسنا نواجه جائحة مشابهة لجائحة كورونا. أعراض الفيروس تختفي في غضون أسبوع من الإصابة، وينصح الذين يعانون أعراضه بمراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب لتجنب حدوث أية مضاعفات".
بدوره، اعتبر الطبيب الصيني، تشانغ لو، وهو عضو سابق في منظمة "أطباء بلا حدود"، أن الادعاء بوجود وباء جديد في الصين، هو خبر كاذب تروّجه وسائل إعلام غربية في إطار المناكفات السياسية مع بكين.
وقال، إن "فيروسات الجهاز التنفسي تنشط بصورة طبيعية في فصل الشتاء، وفي السنوات الأخيرة، وعقب تفشي جائحة كورونا وتأثيرها على مناعة الناس، أصبح انتشار الفيروسات التنفسية أكثر توسعاً، ولا يقتصر هذا على الصين، والعديد من الدول واجهت وضعاً مماثلاً مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية".
وأضاف: "من خلال رصد الحالات التي تم تشخيصها في البر الرئيسي الصيني، اتضح أن معظم المصابين يتعافون في غضون 7 إلى 10 أيام، ويتوقف ذلك على قوة جهازهم المناعي، بينما يلزم كبار السن والأطفال مراقبة دقيقة، في حين ننصح من يعانون ضعف المناعة بالحذر، وفي حال شعورهم بأية أعراض عليهم الحصول على الرعاية الطبية".
بدوره، اعتبر الطبيب الصيني، تشانغ لو، وهو عضو سابق في منظمة "أطباء بلا حدود"، أن الادعاء بوجود وباء جديد في الصين، هو خبر كاذب تروّجه وسائل إعلام غربية في إطار المناكفات السياسية مع بكين.
وقال، إن "فيروسات الجهاز التنفسي تنشط بصورة طبيعية في فصل الشتاء، وفي السنوات الأخيرة، وعقب تفشي جائحة كورونا وتأثيرها على مناعة الناس، أصبح انتشار الفيروسات التنفسية أكثر توسعاً، ولا يقتصر هذا على الصين، والعديد من الدول واجهت وضعاً مماثلاً مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية".
وأضاف: "من خلال رصد الحالات التي تم تشخيصها في البر الرئيسي الصيني، اتضح أن معظم المصابين يتعافون في غضون 7 إلى 10 أيام، ويتوقف ذلك على قوة جهازهم المناعي، بينما يلزم كبار السن والأطفال مراقبة دقيقة، في حين ننصح من يعانون ضعف المناعة بالحذر، وفي حال شعورهم بأية أعراض عليهم الحصول على الرعاية الطبية".
وأصدر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في مطلع العام الجديد، إرشادات وتنبيهات تتعلق بانتشار العدوى الفيروسية، وقال إن فيروس "HMPV" ينتقل بطريقة مشابهة لمعظم فيروسات الجهاز التنفسي، من خلال السعال والعطس والاتصال الوثيق بشخص مصاب، أو الاتصال بأشياء ملوثة مثل مقابض الأبواب والهواتف المحمولة والألعاب وغيرها. وأشار إلى أن الأشخاص قد يصابون بالعدوى بشكل متكرر، وأن الفيروس يشكل تهديداً للأطفال دون سن الخامسة.
وأشارت دراسة علمية أجريت في عام 2020، ونشرت نتائجها في مجلة "لانسيت" للصحة العالمية، إلى أن أكثر من 14 مليون طفل دون سن الخامسة أصيبوا بفيروس "HMPV" على مستوى العالم خلال عام 2018، وأن الفيروس تسبب في دخول أكثر من 600 ألف طفل إلى المستشفيات، وخلّف وفاة أكثر من 16 ألف طفل عالمياً.
المصدر: العربي الجديد
أقرأ ايضاً
- التخطيط تبدد المخاوف.. أسئلة للتعداد السكاني أم للكشف الضريبي؟
- قانون "شراء الحرية" يثير الجدل.. ومختصون ينتقدون معالجة اكتظاظ السجون
- بسبب النزوح بلا ضوابط.. مخاوف من تحول كربلاء الى ملاذ آمن للمجرمين