مازالت ظاهرة تسرب العمال الأجانب غير النظاميين، إلى العراق، تثير المخاوف، من إغراق سوق العمل المحدود أصلا بعمال ينافسون آلاف العراقين الباحثين عن العمل، فضلا عن مخاطر أمنية واقتصادية أخرى.
فبعد حسم السلطات العراقية مؤخرا، الجدل وجود الآلاف من الباكستانيين بشكل غير قانوني داخل البلاد، كشف تقرير لموقع بي ان أي انتل نيوز، أن هناك أكثر من مليون عامل أجنبي، ومعظمهم بدون تصاريح قانونية يعملون حالياً في العراق.
إذ ذكر التقرير، أنه “بحسب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، فان هناك أكثر من مليون عامل أجنبي، ومعظمهم بدون تصاريح قانونية يعملون حالياً في العراق”، مبيناً أن “هذه الزيادة في اعداد العمالة الأجنبية غير المرخصة تؤثر على فرص العمل للعمال المحليين ويحتمل أن يشكل مخاطر أمنية”.
وأوضح التقرير ان “هذه المشكلة لم تظهر للتو، لكن؛ تطورت خلال سنوات بسبب حدود البلاد التي يسهل اختراقها ونقص الوعي بشأن من يبقى في البلاد بعد سنوات من الحروب، بما في ذلك الغزو الأمريكي في عام 2003 وما تلا ذلك من ظهور تنظيم داعش الارهابي”.
وبين التقرير ان “عمال من عدة دول يأتون إلى العراق مع زملائهم الناطقين باللغة العربية، وفي حالة مصر، دخل نحو 40 ألف عامل إلى البلاد رسمياً في العام الماضي أو نحو ذلك، ومن المرجح أن تكون نسبة أكبر غير مسجلة أيضاً مثل زملائهم الباكستانيين ومن المتوقع أن يرتفع عدد العمالة المصرية في العراق خلال السنوات المقبلة، في ظل الاتفاقيات الأخيرة بين العراق ومصر”.
وأشار التقرير إلى أن “واحدة من أكبر القضايا التي تواجه العراق ليظل اقتصاداً فعالاً هي الاحتفاظ بسكانه الشباب، وهو أمر كان سيئاً للغاية فيه في السنوات الأخيرة على الرغم من التوقف العام للعنف وفقاً للبيانات يغادر حوالي 20 ألف شخص من العراق ومنطقة كردستان البلاد كل عام، ويتم توثيق وصولهم إلى أوروبا جيداً، بما في ذلك عبور القوارب يومياً تقريباً إلى شواطئ جنوب إنجلترا من قبل عصابات يقع مقرها الرئيسي في كردستان العراق”.
وكان وزير باكستاني فجر مفاجأة مدوية في 27 تموز الماضي، حيث اعلن اختفاء 50 ألفا من مواطنيه في العراق، ما دفع الحكومة العراقية سريعا إلى فتح تحقيق في تسربهم، لتخرج الأخيرة في اليوم التالي لتؤكد أن ما حصل “التباس” في نقل المعلومات من قبل الجانب الباكستاني.
وكانت الاستخبارات العسكرية أعلنت مؤخرا الإطاحة بعصابة خطف وابتزاز مكونة من 9 باكستانيين في منطقة الشعب ببغداد، مبينة أنها تخطف أجانب وتساومهم على مبالغ مادية، كما تم اعتقال 6 باكستانيين في وقت سابق، بإحدى مناطق بغداد يقومون بأعمال التسليب.
يشار إلى أن القوات الأمنية تمكنت، يوم الجمعة الماضي، من القبض على 33 باكستانيا لا يحملون سمات دخول رسمية داخل مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وسط العاصمة بغداد.
ويعمل في العراق وفقا لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، مليون عامل أجنبي، المسجل منهم بأوراق رسمية 71 ألف عامل فقط، حيث الإعداد الرسمية المسجلة تحول أموالا خارج العراق بقيمة 600 مليون دولار سنويا، ووفقا للجنة العمل النيابية فإن الأرقام الرسمية التي اطلعت عليها عن طريق رصد التحويلات المالية للعاملين الأجانب تبلغ أكثر من 350 مليون دولار شهريا أي ما يعادل 4 مليارات و200 مليون دولار سنويا.
غيره أنه وبحسب تقديرات غير رسمية، تقدر الأموال الخارجة من العراق كتحويلات مالية للعمال الأجانب بأكثر من 8 مليارات دولار سنويا، فضلا عن الرواتب العالية التي يتقاضاها معظم العاملين الأجانب في الشركات النفطية وغيرها من الشركات العاملة في العراق بشكل غير مبرر حسب تصريحات رسمية.
وسبق لشبكة BNN، أن كشفت في 12 حزيران 2023، أن بيانات عالمية أظهرت أن العراق سجل أعلى معدل بطالة في العالم العربي، والثالث على مستوى العالم، وبحسب البيانات فإن أعلى معدلات بطالة كانت في أفريقيا، حيث تحتل نيجيريا وجنوب أفريقيا المرتبة الأولى مع معدلات بطالة تبلغ 33.3 بالمئة، و32.9 بالمئة على التوالي، وجاء العراق كثالث أعلى معدل بطالة على مستوى العالم وأعلى معدل في العالم العربي، حيث بلغ 15.55 بالمئة.
أقرأ ايضاً
- روسيا تعلن حاجتها للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- رغم المشاكل..العراق وتركيا يتفقان على زيادة التبادل التجاري
- النفط العراقي ينتعش ويتجاوز حاجز الـ70 دولارا