تفتح الطاقة الشمسية في العراق نافذة أمل لمواجهة أزمة ندرة الكهرباء التي تنعكس في انقطاعاتها المتكررة لساعات طويلة قد تزيد على 12 ساعة يومياً في بعض المناطق، إلا أن مستلزماتها باهظة الثمن جعلت من شرائها وتنصيبها أمرا صعب المنال.
وفي تطور جديد، تشهد أروقة البرلمان، حراكا نيابيا لإلغاء وتصفير الرسوم على منظومات الطاقة الشمسية في العراق، بهدف خلق بديل نوعي عن الكهرباء.
يشار إلى أن البنك المركزي العراقي أعلن في عام 2022 عن تخصيص تريليون دينار (حوالى 750 مليون دولار) لتأمين قروض مدعومة للقطاع الخاص، تشمل المنازل والشركات الخاصة لتشجيع السكان على تركيب منظومات للطاقة الشمسية، إلا أنه كشف في 2 تشرين الثاني 2023، عن عزوف المواطنين عن مبادرته في تقديم قروض لاستخدام الطاقة النظيفة ومنها اقتناء ألواح الطاقة الشمسية، بسبب اسعارها.
إذ ذكرت عضو مجلس النواب ساهرة عبد الله، أنه “مع ذروة الصيف تبرز أزمات الطاقة الكهربائية التي تجتاح المدن وتسبب اضرار مادية خاصة لأصحاب المهن ناهيك عن تبعاتها النفسية على ملايين من الأهالي مع حرارة أجواء تتجاوز 50 درجة مئوية أحياناً”.
وأضافت، ان “الطاقة الشمسية باتت حل واقعي وموضوعي ويمكن ان تتحول الى ظاهرة إيجابية في العراق كونها طاقة نظيفة وتقلص تلوث الأجواء كما انها تبقى لفترات زمنية طويلة والأجواء تشجع على زخم الإنتاج إضافة الى انها تدفع الى اقتناء أجهزة لا تستنزف المزيد من الطاقة”.
وأوضحت عبد الله أنه “رغم إيجابيات الطاقة الشمسية الا انها مكلفة، وهذا ما دفعها الى تقديم طلب الى اللجنة القانونية من اجل الغاء وتصفير الرسوم المترتبة على استيراد منظومات الطاقة الشمسية بكل ادواتها والسعي الى خفض الأسعار قدر المستطاع خاصة وإنها اثبتت كفاءة في التعاطي مع أجواء العراق وخلق بديل نوعي للكهرباء سيخفف من الضغط على المنظومة الوطنية”.
ووقع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، حيدر محمد مكية، في 1 تموز الجاري، الإجازة الاستثمارية الخاصة بمشروع محطة كهرباء الطاقة الشمسية مع شركة “توتال انيرجي” الفرنسية بسعة 1000 ميغاواط في محافظة البصرة، وقال مكية إن المشروع أول فرصة استثمارية لمنح محطة كهرباء بالطاقة الشمسية ضمن خطة الحكومة للتنوع في مصادر الطاقة المتجددة.
ويعتمد توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية على زاوية سقوط أشعة الشمس لضمان الحصول على أعلى نقطة للطاقة بالتالي يجب الانتباه لهذه النقطة من قبل منصبي وفنيي العمل بها، ومعدل إنتاج الطاقة الشمسية على اختلاف فصول السنة.
وأصبح توجه دول العالم نحو الطاقة النظيفة بعد الخوف من قلة وشح مصادر الطاقة الأخرى ونضوبها، لذلك هي خطوة أثبتت نجاحها في الكثير من الدول مع المحافظة على البيئة ونظافتها وبالتالي عدم وجود مشاكل إنتاج الطاقة الكهربائية وتزويدها لمواطنيهم. فضلا عن ذلك فإن استخدام الطاقة الشمسية ليس على الصعيد المنزلي فقط وأنما تحويل ما فاض عن ذلك إلى الشبكة الكهربائية الوطنية فيكون تزويد الشبكة عن طريق ألواح شمسية موضوعة على سطوح المنازل في ساعات النهار ليتم بعد ذلك تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية خلال ساعات الليل عن طريق الشبكة الكهربائية الوطنية مما يقلل العبء عن كاهل المواطن بأجور استهلاك الكهرباء.
ويعاني العراق منذ تسعينيات القرن الماضي من تردي إنتاج الطاقة الكهربائية، وتفاقمت الأزمة بعد العام 2003 جراء قيام القوات الأمريكية بقصف محطات الإنتاج خلال حرب الإطاحة بالنظام السابق، ما أدى إلى انهيار الإنتاج، وعلى الرغم من صرف عشرات المليارات من الدولارات طوال العشرين سنة الماضية إلا أن المشكلة لم يتم حلها بشكل جذري.
أقرأ ايضاً
- رغم المشاكل..العراق وتركيا يتفقان على زيادة التبادل التجاري
- مع نهاية الأسبوع.. الدولار يغلق على ارتفاع مقابل الدينار في اسواق العراق
- البنك المركزي العراقي يحث تركيا على فتح حسابات للمصارف العراقية