هناك حلول تسمى الوقتية او الترقيعية مهمتها تمشية الامور لاجل قريب حتى ايجاد الحل النهائي، وملف المدارس في العراق شائك ومتشعب ومؤلم، لان اعداد الطلبة في تزايد سنويا، واعداد كبيرة من المدارس خرجت من الخدمة اما بسبب انها آيلة للسقوط او متهالكة وهدمت ولم يعاد بنائها، او اخليت وتركت منذ سنوات ولم تشملها خطط اعادة البناء، لكن في منطقة شمال شرق بغداد نصبت مدرسة ابتدائية منذ عشر سنوات صفوفها وادارتها كرفانية وتهالكت حتى اصبحت لا تصلح للدراسة بجميع المقاييس.
منذ عشر سنوات
ويقول المواطن " عباس ابو كرار" لوكالة نون الخبرية ان" مدرسة البيادر الابتدائية للبنين نصبت في حي الكوثر بشارع الصحة في منطقة حي الشعب عام (2015) اي قبل عشر سنوات، ومكونة من (16) كرفان منها (11) صف دراسي و(5) للادارة والمعلمات والمجموعات الصحية المخصصة للمعلمات والاخرى للطلاب، ومنذ صبت الارضية كنت موضع ثقة الادارة التي تضع المواد في داري المقابل للمدرسة بل كنت احتفظ بمفاتيح الصفوف وافتحها قبل بداية الدوام واغلقها بعد نهايته، ولكن بعد سنوات من استخدامها استهلكت الكرفانات واصبحت صفوفها غير صالحة للاستخدام، ومجاميعها الصحية تنبعث منها رواح لا تطاق، فتلجأ المعلمات الى بيوتنا لاستخدام المجموعات الصحية، وعدد الطلاب الدارسين فيها حاليا يصل الى (500) طالب موزعين على حوالي (45) طالب في كل صف، وكون المنطقة شعبية ومكتظة بالسكان فتجد اعداد الطلبة يزدادون كل عام بحدود مئة طالب جديد دون وجود مدارس تكفيهم، ويعاني الطلاب صيفا وشتاء من الظروف الجوية، حيث تتحول ساحة المدرسة المتهالكة اصلا الى بركة مياه خلال الامطار والصفوف لا تقيهم برد الشتاء وتوجد فتحات مفرغات الهواء التي سرقت ولا توجد وسائل تدفئة، وهناك مخاطر من تشغيل الاضاءة او الكهرباء وقد تعرض الكثير من الطلبة الى تسريب الكهرباء ومنهم ثلاثة طلاب تعرضوا الى صعقات لكن الله سلمهم من الموت".
تكافل العائلات
واضاف ان" فصل الصيف صعب ايضا على المعلمات والطلاب فلا توجد مراوح او مبردات هواء او اي وسيلة تبريد، ويعاني الطلبة وهم صغار السن تتراوح اعمارهم بين (6 ــ 12) سنة من شدة الحر ولهيب الهواء الحارق صيفا، وفيها دوام واحد يستمر من الثامنة صباحا الى الواحدة ظهرا في تلك الاجواء الصعبة"، مشيرا الى ان " اهالي الطلبة يتكفلون بتحمل نفقات توفير الكثير من متطلبات المدرسة مثل شراء (ماطور ماء) او استبدال زجاج الصفوف المهشم او شراء القرطاسية والكتب او الماسحات والمكنسات وأي شيء تحتاجه المدرسة، ولا توجد في المدرسة برادات ماء ليشرب الطلاب، واما المعلمات فنقوم بخزن اقداح الماء لهن في براداتنا ليشربن منها كونهن لا تتوفر لهن ثلاجة او براد ماء ايضا".
عبث بالمدرسة
واوضح "ابو كرار" امرا آخر يتعلق بسياج المدرسة بالقول ان" لجان كثيرة زارت المدرسة وطالب الهيئة التدريسية واهالي الطلبة ببناء مدرسة جديدة بدل الكرفانية ولكن لكثرة الوعود انخفضت المطالب الى بناء سياج للمدرسة فقط، كونها محاطة بسياح معدني مخرم (PRC) واحدث بعض المتجاوزين فتحات فيه واصبح الدخول الى المدرسة سهلا، حيث سبق ان دخل اشخاص الى المدرسة، بل دخلوا الى غرف الادارة وعبثوا بالسجلات والاوراق والحاجات الخاصة بالمعلمات وادارة والمدرسة، وقد ضبطنا اثار دخول وتناول خمور في الصفوف لاكثر من مرة، ورغم محاولات ادارة المدرسة باغلاق تلك الفتحات الا ان المتجاوزين يعودون بين مدة واخرى للعبث بها، كما دخلت الكلاب اكثر من مرة للمدرسة من تلك الفتحات وتعرض عدد من الطلبة الى هجوم الكلاب عليهم، وكذلك القطط والقوارض والحيوانات السائبة، وهذه الاجواء لا تؤثر على الطلبة فحسب بل تؤثر ايضا على الملاك التدريسي الذي يعاني من البرد شتاءً والحر صيفا، ولم تعد تكفي لسد احتياج المنطقة حيث انشطرت البيوت الى ثلاثة واعداد العائلات التي تسكن الدور بين ثلاثة او اربعة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- المقاومة في لبنان تصدر ملخصاً ميدانياً: رفد الجبهات بالسلاح مستمر.. 95 قتيلاً للاحتلال وتدمير 42 دبابة