حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
يبدو اننا لازلنا نعيش الوهم الكبير والذي من بعض اسمائه الديمقراطية ، وبعد ان تحول هذا الوهم الى كذبة كبرى غير قابلة للتصديق ، كذبة صدرتها الطبقة السياسية وصدقتها بمختلف الوانها واشكالها ومذاهبها وطوائفها واحزابها وكتلها وتحالفاتها ، وقد عاش العراقيون مواسم انتخابية متعددة بعد عام ٢٠٠٣ ، وكل هذه المواسم والتجارب الديمقراطية لم تستطيع ان تنتج لنا نظام سياسي قادر عن تحقيق ما يتمناه الشعب العراقي ، بل بالعكس فقد انتجت هذه الديمقراطية العرجاء نظاماً سياسياً تحكمه الاعراف السياسية والتي ركنت الدستور والقانون على رفوف وطاولات التوافق السياسي السيء الصيت والسمعة ، واخر موسم انتخابي شهده العراقيون هو انتخابات مجالس المحافظات والتي جرت قبل ايام ويعيش العراقيون اليوم ارهاصات وتداعيات هذه الانتخابات والتي كانت نسبة المشاركة البائسة العلامة الفارقة فيها ، رغم عمليات التجميل والتي اجرتها مفوضية الانتخابات لتجميل هذه النسبة من خلال رفع ارقام نسبتها الى اكثر من ٤٠٪ ، وبعد اعلان النتائج الاولية لهذه الانتخابات هرعت احزاب الخراب والفشل من احزاب السلطة الى تدارك الامر حيث اعلن الاطار التنسيقي عن تشكيل كتلة بأسمة لتشكيل الحكومات المحلية في المحافظات وذلك يعني ان امر تشكيل الحكومات المحلية اصبح مرهون بقادة الاطار التنسيقي ، وهنا نتسائل بصدق وامانة اذا كان الامر كذلك لماذا هذا الهدر بالمال العام (٦٥٣) مليار دينار صرفتها حكومة السيد السوداني من اجل اقامة الانتخابات ؟ ولماذا هذه البهرجة والصور والمهرجانات والحملات الانتخابية الكاذبة اذا كانت الحكومات المحلية في المحافظات تنتجها قيادات الاطار التنسيقي ؟ يبدو اننا البلد ( الديمقراطي) الوحيد في العالم الذي يكافأ الخاسر والفاشل في الانتخابات ليجعله في المقدمة ويبعد الفائز تحت غطاء التوافق السياسي والعرف السياسي وفق مبدأ يقول
( تريد غزال اخذ ارنب تريد ارنب اخذ ارنب ) ، ونحن البلد (الديمقراطي) الوحيد الذي يعطي للخاسر والفاشل في الانتخابات مناصب ترضية بحيث تجعله رئيس مجلس محافظة او محافظ او مستشاراً او سفيراً او مدير عام او ذو درجة خاصة ، وكل ذلك يحدث ونحن نتحدث عن ديمقراطية وانتخابات اشرفت عليها مفوضية ( مستقلة) ومنظمات دولية ومحلية ومراقبين دوليين ومحليين ،كل ذلك حدث في الانتخابات الاخيرة ، حيث نسمع اليوم ان الحكومات المحلية في المحافظات ستحددها كتلة سياسية اسمها الاطار التنسيقي ! اذا كان المواطن الفقير الى الله يحلم مجرد حلم بحكومة محلية خدماتية كما كنتم تزعمون في شعاراتكم وحملاتكم الانتخابية اليوم انتم من قتلتم هذا الحلم قبل ان يولد وكل ذلك يجري لسواد عيون الخاسرين والفاشلين ، ناسين بانكم بقراراتكم وتوافقاتكم واعرافكم السياسية هذه فقدتم ثقة الجمهور بكم والتي هي بالاساس ثقة قلقة غير واضحة المعالم ، لا نعرف الى اين انتم سائرون ؟ يبدو انكم طامعين وطامحين بالسلطة والتسلط على رقاب الناس متناسين ان عمر الظلم قصير وان طال ، ولات ساعة مندم ، هذه انتخاباتكم لن تشفع لكم وستبقى شرعيتكم منقوصةً لانها جاءت من خلال انتخابات تمت وفق شعار
( تريد غزال اخذ ارنب تريد ارنب اخذ ارنب واسكت)
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القنوات المضللة!!
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!