لم تعد الثقة بين المواطنين وأصحاب بعض المطاعم والقصّابين كبيرة بسبب الغش؛ الذي اختلفت أشكاله واتفقت مضامينه على انه غش وخداع، فتارة يكون الغش عبر بيع لحوم الحمير، وفي الآونة الأخيرة ظهرت طريقة جديدة تباع خلالها اللحوم المجمدة على أنها محلية مذبوحة.
لحم مستورد يباع على هيئة محلي
يقول، صاحب أحد المطاعم في كربلاء، مصطفى حسن، لوكالة نون الخبرية، إن "اللحوم المجمدة كانت تأتي سابقاً مقطعة ومعبأة في أكياس، أما في الوقت الحالي هناك لحوم مستوردة وغير مقطعة، وأغلبية محال القصابة يعرضونها على أنها (لحوم مذبوحة محلياً) ويقومون بوضعها في الماء لساعات ومن ثم يعرضونها للبيع، والمواطن لا يستطيع أن يميز اللحم العراقي من المستورد، لكن نحن بحكم الخبرة يمكننا أن نميزه، فالأوردة ومنطقة الذبح تكون جامدة، عكس العراقي فيه (طراوة)، والأمر الذي جعل اللحم المجمد ينتشر هو ارتفاع أسعار اللحوم المحلية بسبب ارتفاع اسعار صرف الدولار التي أثرت على اسعار الاعلاف، ومنع دخول الحيوانات إلى محافظات كربلاء، والمدينة تشهد استهلاك اللحوم بكثرة"، مشيراً إلى أن "نحو (75%) من مطاعم كربلاء رفعت أسعارها بسبب ارتفاع سعر اللحم".
من جهته، يكشف مدير المستشفى البيطري في كربلاء، الدكتور وسام الجابري، في حديث لوكالة نون الخبرية، أنه "هنالك فحص قبل وأثناء وبعد الذبح ويكون على الذبيحة ختم أحمر ولاصق خاص بالبيطرة مدون فيه نوع الحيوان وتاريخ الذبح والصلاحية، وبعدها توزع للقصابين، أما اللحم المستورد يكون بدون ختم أو بختم ازرق والإشراف المباشر على اللحوم المستوردة هو من قبل دائرة صحة كربلاء، وهنالك تميز فريد في المحافظة لتشخيص وتمييز اللحوم المستوردة عن المحلية عبر مجزرة كربلاء النموذجية التي يذبح فيها جميع القصابين والمطاعم".
ويضيف، أن "الكثير من المخالفات تم ضبطها، لكن يبقى ضمير القصاب حكم، حيث يصعب كشف الغش إذا كان اللحم يباع بطريقة مفرومة، إلا من خلال أخذ عينات وفحصها داخل المختبرات".
ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحم خلال أشهر
ويشير مدير المستشفى البيطري في كربلاء، إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحم خلال أشهر (أيلول، تشرين الأول، تشرين الثاني) ومعروفة لدى جميع مربي الأغنام، لأن في هذا الوقت ولكثرة الأمطار يذهب المربي إلى البر والبادية من أجل الرعي فتكون هنالك شحة باعداد الأغنام والحيوانات في ساحات بيع هذه الحيوانات لحين انتهاء هذه الأشهر الثلاثة تعود أسعار اللحوم والحيوانات إلى وضعها الطبيعي لكن هذه السنة أثرت الحرب الروسية الأوكرانية بشكل عام على تجارة الحيوانات وأهمها الأعلاف".
حظر جزئي ومؤقت على نقل الحيوانات
ويبين الجابري انه "في الآونة الأخيرة ظهرت الكثير من الأمراض وأهمها الحمى النزفية التي تنتقل عن طريق الحيوانات بواسطة حشرة القراد، وعند كشف بؤرة فيها إصابة يتم عزلها ويكون منع مؤقت لدخول وخروج الحيوانات من اجل الوقاية، ومدة المنع تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، وبعدها تتم السيطرة على المرض وتعود عملية نقل الحيوانات بشكل طبيعي، وفي كربلاء حدثت هذا العام نحو (5) إصابات وطوقنا حول الإصابة (15) كم، وفي محافظة نينوى ظهر مرض آخر يسمى باللسان الأزرق يصيب الحيوانات ويسبب خسارة اقتصادية كبيرة".
مراقبة مستمرة لمعدلات الأسعار
من جانبه، يؤكد الوكيل الفني لوزارة الزراعة، الدكتور ميثاق الخفاجي، لوكالة نون الخبرية، أن "الوزارة تقوم بمراقبة مستمرة وحثيثة للأسعار وهناك معدلات لا يمكن تجاوزها والأسعار لغاية الآن ضمن المعدلات المقبولة لكلف الإنتاج، ومن جملة أسباب الارتفاع هو انعكاس سعر صرف الدولار في الأسواق خصوصاً للمواد التي تستورد من الخارج، واعتماد بعض التجار على سعر صرف السوق الموازي وليس عن طريق المنصة، كما يشكل الموسم الشتوي ذروة بالطلب على منتجات البيض واللحوم، والسبب الثالث هو ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً".
ابراهيم الحبيب – كربلاء
تصوير: علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)