افتتح وزير الثقافة والساحة والآثار، الاثنين، متحف ميسان الحضاري بحضور محافظ ميسان وعدد من المسؤولين في الوزارة والمحافظة، واكد الوزير ان الآثار المعروضة في هذا المتحف اكدت ان بعض التواريخ تعود الى (60) الف سنة قبل ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، فيما اشار محافظ ميسان الى وجود اكثر من (600) موقع اثري مكتشف في المحافظة والاف غيرها لم تخضع للتنقيب.

وقال وزير الثقافة الدكتور احمد فكاك البدراني في كلمة خلال حفل الافتتاح ان "ميسان التي تعد من المحافظات ذات التاريخ البعيد والآثاري والحضاري الغائر في القدم، وكانت مملكة مهمة من ممالك حضارة ما بين النهرين، وتركت آثارا كثيرة وكبيرة ومهمة بقيت شاخصة الى هذا اليوم، وامتلئت المكتبات بكثير من الدراسات والمجلدات، التي تحاكي قصص هذه الحضارة، ومهما بدأنا من القدم نحتاج ان نعود اكثر، وربما هذا جسد في هذه القاعات ان بعض التواريخ تعود الى (60) الف سنة قبل ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، وهذا يجعلنا فخورين بحضارة بلادنا واكثر حرص للحفاظ عليها واظهارها امام ابناء المحافظة والعراقيين والسياح من مختلف دول العالم".

واضاف فكاك ان "السائحين ينظرون عادة الى حضارتي اكد وآشور والى الرقم الطينية ورغم انها طينية بقيت محافظة على نفسها الى هذا اليوم، مع تلف الكثير منها بسبب الفيضانات واللصوص والعابثين ونابشي المواقع الاثرية، والفضل يعود الى هذا الصرح الكبير بإنشائه ووضعه امام الجميع الى محافظة ميسان وحكومتها المحلية ومحافظ ميسان علي دواي الذي اشرف بنفسه على اعادة هذا الصرح الحضاري الكبير، وندعو ادارة المتحف بالتعاون مع مديرية التربية ومحافظة ميسان الى تنظيم جداول زمنية لزيارة الطلبة من جميع المراحل الدراسية الى المتحف، للاطلاع على هذه المعالم الاثرية، ليطلع الطلبة المهتمين والدارسين على تنوع الحضارات العراقية التي كانت ما بين طينية وحجرية حسب ما تتواجد المادة الاولية في تلك الارض".

من جانبه اكد محافظ ميسان علي دواي في كلمته على ان "متحف ميسان الحضاري هو مؤسسة ترتبط ارتباط وثيق وعميق ومهم بحضارة وتاريخ محافظة ميسان الحاضن لتشكيلات الدول والممالك والشخصيات والعمق الحضاري الممتد الى (8000) سنة وابتداء ما قبل السومريين ومرورا بالسومريين والاسكندر المقدوني الذي جعلها ميناء لدولته، ووصل مبلغ اعادة بناء المتحف الى مليار و(129) مليون دينار عراقي، كون البناية كانت آيلة للسقوط، كما خصصت مبالغ اخرى لتطويره واضافة بعض الملاحق على مستوى الادارة والصالات ومستلزمات العرض وتفاصيل اخرى نفذتها الحكومة المحلية"، اضافة الى " تخصيص مبلغ (150) مليون دينار عراقي في الميزانية التشغيلية لدعم ادارة المتحف بشراء عجلة واثاث واجهزة وكاميرات مراقبة نصب داخل وخارج المتحف".

واضاف دواي ان "الاهتمام بالآثار والثقافة والسياحة يعد من اولويات عمل الحكومة المحلية، حيث ينفذ حاليا مشروع قصر الثقافة والفنون المكون من (12) طبقة، كما لدينا مشاريع لتطوير الكنائس ومعبد الصابئة المندائيين، وحاليا يوجد في المحافظة اكثر من (600) موقع آثاري مكتشف، وحسب المعلومات المتوفرة من المختصين ان هناك الاف المواقع الآثارية في ميسان لم يتم التنقيب عنها، ونطالب وزارة الثقافة بتخصيص مساحة وفقرة ضمن برامجهم فيما يخص فرق التنقيب باعتبار ان كثير من فرق التنقيب التي تأتي الى العراق ومنها فرق اجنبية من خارج العراق، تذهب الى محافظات اخرى مثل ذي قار وغيرها والى الان لم تأتي اي فرقة متخصصة بالتنقيب من خارج العراق الى ميسان".