يتربع سوق الهندية الكبير في قلب مدينة طويريج عند جسرها العتيق، هذا السوق الذي تجاوز عمره قرن من الزمان يحكي قصة مدينة مرت عليها اهوال واحوال، ودكاكين قديمة تكاد حيطانها تنطق من قدمها واصحاب مهن وعائلات توارثت مهنتها من الاجداد الى الاحفاد في هذا السوق، الذي تغيرت الكثير من محاله وبضائعه، وحافظت اخرى على اصالتها وتضاعف عدد محاله عشر اضعاف ما كان عليه.
بائع قديم
يسرد "صاحب عباس خضر" من اهالي الجدول الغربي حكايته بالسوق لوكالة نون الخبرية بقوله" عملت في السوق من العام (1993) اي قبل (30) عاما في عاملا في هذا المحل لبيع الاحذية بمختلف انواعها، وقضاء الهندية من الاقضية القديمة، واتذكر جيدا اجدادنا عندما يحكون عن السوق انه كان موجودا قبل الاحتلال البريطاني للعراق، لان قضاء الهندية قديم وموجود بمناطقه ومزارعه، ويسمى السوق الموجودين فيه الان (سوق التجار) سابقا، وكان مخصصا لبيع القماش وبعض محال الفواكة والخضر فقط، وكان سوقا كبيرا ومعروفا ويقصده الكثيرون، ومن اشهر التجار فيه المرحوم فاضل شاهر، ولم يكن السوق مبني بهذا الطراز الحالي بل بناء قديم وخدمات قليلة، ومسقف بالواح معدنية (الجينكو)، وحاليا اصبح سوقا متطورا واعيد بنائه بشكل حضاري".
منذ (41) عاما
في دكان صغير تكاد جدرانه تنطق بعبق التاريخ يقف "قاسم الحاج هادي اسيود" من قضاء الهندية بائع الفواكه والخضر الذي يطلق عليه العراقيون تسمية "البكال" ليقول لوكالة نون الخبرية ان" السوق قديم جدا وهو عمل في السوق في العام (1982) اي قبل (41) عاما، وكان السوق جميل ومرتب رغم بساطته وكان عدد المحال فيه لا يتعدى (20) محلا، منها محل المواد المنزلية للمرحوم حسين فخري ومحل بيع الملابس للمرحوم كريم ابو جليل، ومحال لبيع السمك، وانا دخلت السوق وكان قبلي والدي وجدي واخواني ونحن عائلة توارثت مهنة "البكال"، وعملنا في نفس المحل منذ عقود طويلة، وكان ابناء عمومتي هم اصحاب العلوة الوحيدة "علوة آل بو اسيود" في القضاء لبيع الفواكه والخضر بالجملة".
واضاف ان " السوق بدأ يتوسع في تسعينيات القرن الماضي لصعوبة الاحوال الاقتصادية حينها واضطرار الكثير من الموظفين وغيرهم لمزاولة اكثر من مهنة لسد حاجتهم وتوفير ارزاقهم، ومن ابرز اصحاب المهن في السوق القصابين في قيصرية اصحاب محال بيع اللحوم، حيث كان البيع خارج السوق ممنوع بشكل نهائي، وبعد العام 2003 توسع السوق ودخلت عليه محال جديدة مثل الملابس والمواد الغذائية والهواتف النقالة ومهن اخرى كثيرة اما كانت غير موجودة او محدودة او معدودة، وفي السوق كثير من العائلات توارثت المهنة من الاجداد الى الاحفاد، وحاليا وصل عدد محال السوق (200) محل".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها
- حل "ترقيعي".. خطة الداخلية لشراء الأسلحة تُنعش "سوق مريدي" ولن تجمع 2٪