- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المَطْلُوبَ مَوْقِفٌ إِنْسَانِيٌّ شُجَاعٌ
بقلم:حيدر عاشور
اليوم والأيام القادمة أي حديث عن قضية الحرب الفلسطينية - الاسرائيلية وتطوراتها الخطيرة، في الوقت الراهن.. يعتبر هروباً من مواجهة الواقع المرير الذي يجد العربي نفسه فيه، بعد أن تجاوزت الامور كل حدود المنطق والعقل. وكل حديث عن قضية، غير قضية قتل المدنيين وانتهاك قوانين مجلس الامن الدولي، انما يكون كمن يحاول اخفاء راسه في الرمال كحيوان النعامة. فالتطورات الاخيرة في قصف الاماكن السكنية والمستشفيات المحرم قصفها دولياً، اذا لم نجد من يلجمها في الوقت المناسب فستواصل الاندفاع بتهور نحو الهاوية التي يراد لفلسطين والدول العربية المجاورة الوصول اليها وستحمل حتما بذرة الحرب الكبرى. يكفي نظرة واحدة الى تسارع الاحداث لتكتشف بعدها مدى المؤامرة البشعة التي تحاك ضد العرب وشعوبها، وليس فلسطين وحدها، وضد الامن والسلام العربي. لا تخدعكم التصريحات الصحفية التي يطلع عليها المسؤولون في هذا البلد أو ذاك عن رغبتهم الصادقة في وقف هذه الحرب المجنونة. فقد ثبت وبالأرقام ان اكثر الدولة الغبية المتاجرة بأرواح العرب تتسابق للنيل من فلسطين وهي تؤيد السياسات الغربية وتضع يدها بيد الارهاب من أجل المزيد من الدمار.. وهنا سؤال يطرح نفسه. أين جبهات (النصرة و(داعش) والاخوان والسلفية ...) وغيرها من حركات الارهاب وتدعي الاسلام..؟. الآن ضموا رؤوسهم لان إخوانهم الصهاينة في حرب مع الاسلام..!. ومع ذلك فما يحدث في هذه الحرب هو حرب كفتين ( اسلام ويهود).. لمن تنتصر العروبة المسلمة..؟!. رغم أن فلسطين وشعبها لا يتركون مناسبة الا ويعربون فيها عن استعدادهم الكامل لطرد اسرائيل من مناطقها المسلمة من أجل حريتها واستقلالها والبحث عن طرق لإحلال السلام الشامل في فلسطين.. ولكن سنوات طوال لم يتحقق السلام بل تزيد اسرائيل في الاحتلال وطرد الفلسطينيين من دورهم وبناء مستوطنات يهودية في عمق الاراضي الاسلامية على عينك يا تاجر. واسرائيل ما تزال تفرض سطوتها وارهابها على الشعب الفلسطيني المسالم وترفض كل مساعي السلام وتصر على تدمير (غزة) ومواصلة القصف الهمجي والعشوائي عليها.. هذا القصف ليس في غزة وحدها فحسب بل ضد كل من يتجرأ بكلمة حق تكشف للعالم حقيقة سوداوية القسوة الاسرائيلية، تجابهه اسرائيل بالموت في عقر داره وتحطم كل البنى التحتية له. ان هذه المواقف المرعبة مما يحدث على جبهة غزة نفسها في الجولان السورية وجنوب لبنان تدميراً شاملاً للمطارات والاماكن الحربية لهم. ليس أدل على هذه الهجومات البربرية لإسرائيل، ومن التهديدات المحمومة التي تصدر تباعا من (تل أبيب) ضد كل العرب منذ خسارتها الاستباقية لمجاهدي القسام وحماس وهم يكشفون من خلال استيلائهم على معلومات تؤكد الغزو الكبير التي تعده اسرائيل لكل فلسطين وليس لغزة وحدها، كذلك كشفت العملاء العرب والدول التي باعت فلسطين من اجل مصالحها الشخصية. ما يحدث الآن في غزة تجاوز كل حدود العقل والمنطق، فقد تحولت فلسطين وبسرعة الى مقابر للأطفال والشيوخ والنساء بفضل اولئك الذين يتباكون على السلام ويطالبون بأبعاد المجاهدين عن ضرب اسرائيل. المطلوب من هؤلاء ومن العرب المخلصين للقضية الفلسطينية موقف انساني واخلاقي شجاع خاصة من الدول الكبرى فبيدها مفاتيح السلام وفي اليد الاخرى مفاتيح جهنم والموت للإسرائيل.