- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
النضوج ونقطة اللاعودة.. ما الذي يجعلك ناضجا؟
بقلم:عامر الشيباني
عندما تبلغ مرحلة النضوج يغادر كل شيء اعتدته، عندها فقط تعرف أنك قد اجتزت نقطة اللاعودة.
تنسلخ عن كل ما هو قديم، بدءا من العادات ومن جميع النواحي، سواء كانت فكرية أو جسدية وحركية إلخ، تتخذ شكلا مغايرا عما كنت عليه قبلها، إذن ما الطرق التي تصل بك إلى هذا الحد من التصرف؟
هل تتمكن من حرق المراحل أم عليك خوض التجربة بشكلها التقليدي؟
معنى النضوج
هناك تعريفان مبسطان يلخصان معنى النضوج، فهناك ما هو محسوس والآخر لا تراه العين المجردة، دعنا نقترب من المعنى بشكل أكثر دقة وكما هو موجود بالمعاجم اللغوية: النضوج يعني النُّموِّ، وإدراك وقت القطع أو الأكل مثلا نُضوج الفاكهة، وثانيهما اكتمال المدارك كنضوج التفكير/ العقل.
والأمران -بطبيعة الحال- مسارهما واحد، وهو وصول الشيء سواء كان ماديا أو غير مادي إلى مرحلة زمنية متقدمة عبر المرور بمراحل ضرورية للوصول إلى مرحلة القطاف، وإن كان شائكا لدى بعض من مروا بهذا التطور الغير مادي.
لكن، هل تتشابه هذه المراحل في تطورها النفسي والجسدي والعقلي لدى كل إنسان في طريقة التعاطي مع الأمور؟
مهما حاولت محاربة نقطة اللاعودة، ستكون فيها بلا شك الطرف الخاسر، لأن هذه المرحلة تعد الجسر الذي لا بد من عبوره وهو الرابط بين كل العنفوان والمحددات التي وضعها قسرا النضوح
سمات المرحلة
- هل من علامات النضوج أن تكون هادئا؟
- وهل الهدوء سمة متسقة ببلوغك النضج؟
- وهل هو سمة من سمات مرحلة عمرية دون غيرها؟
- وهل هناك من هم يعتبرون شواذا إذا اتصفوا بالنضج بينما لم يبلغوا العمر الافتراضي له؟
- وهل الوصول له يحتم عليك تغيير سلوكك؟
- وهل هذه المرحلة لها مسار حياتي مختلف عما دونها وما بعدها؟
- وهل لها لبس معين وحركة سير معينة وأسلوب مغاير تماما عما نشأت عليه؟
- وهل سيكون جيدا بما يكفي، لكي تتأقلم مع هذه المرحلة الدخيلة رغما عنك؟
- وهل تستطيع الانتفاض عليها وصدها؟
- وهل تستطيع تكوين جبهة مضادة؟
- وهل تستطيع الصمود بوجه التغيير؟
- وهل يرافقها تغيير في الطباع؟
- وهل هناك ما يترتب عليك من مهام اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية؟
- وهل سيغير النضوج من نظرتك للآخرين؟
- وهل سيكون الانفعال الذي ولدت به هو ذاته؟
- وهل سيبقى أصدقاؤك هم ذاتهم؟
- وهل ستتبدل أولوياتك؟
- وهل ستكون أهدأ وخطواتك محسوبة؟
الخلاصة
أظن أنك لن تعرف أبدا إلا إذا مررت بكل التجارب الحياتية وانصقلت شخصيتك، وهناك من يحاول السير عكس التيار ومحاربة الزمن، عبر ممارسات تعكس مدى تمرده نلتمسها عبر تغير واضح بالشكل على حساب الجوهر، إذ مهما حاولت محاربة نقطة اللاعودة، ستكون فيها بلا شك الطرف الخاسر، لأن هذه المرحلة تعد الجسر الذي لا بد من عبوره وهو الرابط بين كل العنفوان والمحددات التي وضعها قسرا النضوح.
