فضيحة جديدة تحيط ملف "الفيول" العراقي المرسل إلى لبنان، إذ كشف مصدر مطلع عن وصول شحنة من فاكهة الرمان قادمة من لبنان، كجزء من ثمن الفيول العراقي، لكن السلطات العراقية اكتشفت أنها كانت محشوة بكميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المخدرة، ما وضع لبنان وسوريا في محل الشكوك، لكون الشحنة مرت عبر أراضي الأخيرة، الأمر الذي دفع السوداني لبث "الشكوى" إلى الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته الأخيرة لدمشق، لكنه لم يحصل على نتائج شافية.
وفي تفاصيل الحدث المثير، يقول مصدر مطلع، إن "قضية إرسال زيت الوقود (الفيول) العراقي إلى لبنان، أنطوت على خفايا خطيرة جدا، تتعلق بالمقابل الذي يدفعه لبنان للعراق، حيث وصلت شحنة من فاكهة الرمان، كجزء من هذا الاتفاق الغامض، لكنها لم تكن سليمة".
ويوضح المصدر، أن "شحنة الرمان، التي وصلت للعراق قبل أشهر، كجزء من تسديد لبنان للديون المتراكمة عليه وفقا لعقد الفيول، كانت محشوة بأقراص الكبتاغون المخدرة وبكميات كبيرة جدا"، مبينا أن "هذه الشحنة جرى كشفها سريعا من قبل الأجهزة الأمنية العراقية، وأحدثت ضجة كبيرة داخل مراكز صنع القرار، لكن السلطات العراقية أبقت الأمر سرا لحساسية الموقف".
ويكشف أن "ملف هذه الشحنة المليئة بالكبتاغون، كانت إحدى المواضيع التي دار النقاش حولها بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني والرئيس السوري بشار الأسد، نظرا لأن الطريق البري بين العراق ولبنان يمر عبر سوريا"، مضيفا أن "السوداني تحدث مع الأسد بصراحة تامة، وكشف له أن هذه الشحنة التي من المفترض أن تكون مقابل الفيول، قد وصلت مليئة بـ5 ملايين حبة مخدرة من نوع الكبتاغون، لكن الأسد نفى صلة دولته بهذه العملية، ورمى بالمسؤولية على لبنان".
ويتابع أن "وفدا لبنانيا التقى السوداني في دمشق، وهو الآخر أبعد التهمة عن بلده، وأكد له أن لبنان لا صلة له بشحنة الرمان من الأصل، وأنها وردت العراق من سوريا، ما ترك السوداني في حيرة ولم يفض النقاش لنتيجة محددة".
وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، زار في تموز الماضي، سوريا التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا، كشف خلاله السوداني عن بحثه إيجاد آليات للتنسيق والتعقب والمتابعة لمواجهة آفة المخدّرات، فضلا عن التعاون لمواجهة تحدي شح المياه. وجفاف الانهر، والتحرك على دول المنبع.
يذكر أن العراق ولبنان وقعا، اتفاقا في تموز 2021 لاستيراد الأخير مليون طن من وقود الفيول للتخفيف من أزمة الكهرباء، ووصلت أول باخرة إلى لبنان محملة بـ31 الف طن من هذه المادة في 16 أيلول عام 2021.
وكانت الحكومة الحالية، قد وافقت في أيار الماضي، على تجديد اتفاقية تزويد لبنان بزيت الوقود، بشروطها الحالية، سنةً ثالثةً إضافية، بدءاً من تشرين الأول المقبل، والتزام شركة سومو بتجهيز كامل العقد القديم، وزيادة العقد القديم للنفط الأسود إلى 1.5 مليون طن سنوياً، وإبرام عقد جديد للنفط الخام بمليوني طن سنوياً.
ومنتصف الشهر الحالي، كشفت تقارير صحفية عن خفايا جديدة بملف الفيول، تتمثل بتحميل الحكومة العراقية مبالغ طائلة مقابل إنشاء منصة إلكترونية لبنانية، لغرض عرض المنتجات التي من المفترض أن يستوردها العراق بدلا عن الفيول، كما نص العقد المبرم بين البلدين.
وكانت السلطات السعودية، قد قررت حظر واردات الخضار والفاكهة من لبنان، بعد أن أعلنت جمارك ميناء جدة السعودي، في 23 نيسان 2021 عن "إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاغون بلغت أكثر 5.3 ملايين حبة، مُخبأة ضمن إرسالية فاكهة رمان قدمت من لبنان"، فيما تنصلت الجهات البنانية عن المسؤولية، مؤكدة أن "شحنة الرمان عبرت من سوريا إلى السعودية".
من جانبه، يقول الخبير في الشأن الأمني مؤيد الجحيشي، أن "العراق أصبح ممرا رئيسا لتجار المخدرات من إيران وسوريا ولبنان، كما أن العراق أصبح ساحة لبيع المواد المخدرة بكافة أنواعها، وهذا الأمر خطير ويهدد المجتمع بشكل حقيقي، وهو أحد أسباب ارتفاع جرائم القتل".
ويبين الجحيشي، أن "عمليات التهريب البرية ما زالت مستمرة، خصوصا مع وجود سيطرة لبعض الجماعات المسلحة، وكذلك الأطراف السياسية المتنفذة على المنافذ الحدودية، ولذا نجد استمرار عمليات نقل المخدرات من وإلى العراق، إضافة إلى استخدام بعض تجار المخدرات الطائرات المسيرة في نقل تلك البضائع إلى الحدود العراقية، بسبب وجود ثغرات في مسك الحدود".
ويلفت إلى أنه "بحسب تصريح لرئيس اللجنة العليا لمكافحة المخدرات البرلمانية، فإن العراق لا يملك أجهزة لفحص المخدرات في المنافذ الحدودية، وهذا أمر خطير، يؤكد سهولة عبور شحنات المخدرات من خلال تهريبها بالكثير من البضائع المستوردة أو حتى البضائع المصدرة لدول الجوار".
وفي الآونة الأخيرة، باتت المخدرات تصنع داخل العراق، سواء بمعامل أو عبر زراعتها في مزارع صغيرة سرية، بمساعدة أشخاص من إيران وأفغانستان، وهذا ما جرى في البصرة وذي قار وواسط، بحسب مصادر أمنية.
يشار إلى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، نسب تعاطي المخدرات التي تجاوز 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب، وهي من 15– 35، فيما تنحصر النسبة الأكبر للإدمان بين أعمار 17- 25 عاما.
القوات الأمنية دخلت في حرب مفتوحة مع شبكات تهريب المخدرات، وضبطت آلاف التجار والمهربين، وفي ما يخص الكميات، فقد أعلن في آذار الماضي عن ضبط أكثر من 3 ملايين حبة من الكبتاغون في الأنبار عند الحدود مع سوريا، وهذه العملية تضاف لعمليات أخرى ضبطت فيها ملايين الحبوب المخدّرة.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- بوتين والسوداني يبحثان استقرار أسعار الطاقة وعدم اتساع الحرب في الشرق الأوسط
- وزارة الدفاع تنفي إصدار أوامر بالتحاق الضباط المجازين يوم غد
- ديالى.. القبض على متهمين اثنين سرقا 20 مليون دينار من دار احد المواطنين