مثلما ارتبط اسم الرادود الشهير ياسين الرميثي بالقضية الحسينية وثورتها الانسانية، عبر قصائد رنانة ابرزها "يا حسين بضمايرنه"، ارتبط عمل الحسينية التي سميت بإسمه بالشعائر الحسينية على مدار السنة، ففي تلك المؤسسة الصغيرة يشع الفكر الحسيني عبر اقامة المحاضرات الدينية والمجالس العزائية الحسينية والمسابقات الفكرية، ومنها تنطلق مواكب اهالي السماوة والرميثة التي يصل عدد المشاركين في كل منهما الى قرابة اربعة الاف مشارك، تلك البقعة في مدينة الشعراء والرواديد "الرميثة" اصبحت مشعلا حسينيا يربى الاجيال وينير دروبهم.
النشاطات الحسينية
نحن نسميها مؤسسة ثقافية دينية ولا نسميها حسينية، هكذا بدأ علاء الشيخ احد اعضاء وخدام الحسينية حديثه لوكالة نون الخبرية وتابع بالقول " لاننا نقيم على مدار السنة محاضرات ثقافية تتضمن دروس لمحو الامية كون الكثير من الشباب الحاضرين هم من الاميين، وكذلك نعطي دروسا تثقيفية حسب مستوى وعي الحضور واعمارهم ودرجة استيعابهم، وهناك محاضرات كثيرة مهمة تتعلق بالربوبية ومحاربة الالحاد والانحرافات العقائدية، لذلك تجد الحضور الاعم الاغلب منهم من البسطاء ومحدودي الثقافة، ونقيم دروس قرآنية وقراءة الادعية والزيارات، كما نجري لهم العاب ومسابقات كشفية دينية ثقافية، وتتضمن اسئلة عامة تحتوي على اسئلة فكرية عقائدية تعطي فائدة كبيرة للمشاركين وتديرها رابطة الوعي الفكري في الحسينية المسؤولة ن "الملصقات الدينية" التي يشرف علها وكلاء المرجعية الدينية في قضاء الرميثة الشيخ حسين الحساني والسيد فاضل الموسوي والتي تتبنى تكريم المتوفقين دراسيا سنويا وآخرهم الطالب المتفوق محـمد حيدر مجيد وهو ابن احدى العائلات التي لديها شهداء في المقابر الجمعية، كما لدينا جمعية "احباب الله" الخيرية المتكفلة بالجانب الانساني، والذي يتضمن"، فضلا عن "المساعدات المادية والسلات الغذائية مشروع يعمل فيه مجموعة شباب يقومون باصلاح الاجهزة المنزلية والمعدات التي يتبرع بها الناس مجانا ويعاد توزيعها على المتعففين".
حضور ياسين الرميثي
في بداية الامر كانت تسمى حسينية "الصوب الصغير" ونصبت لها خيمة فقط، هكذا يصف الشيخ بداية عملهم ويضيف، ان الشيخ المرحوم ياسين الرميثي جاء ووقف على الخيمة وبكى بحرقة، بعدما شاهد بأم عينه زوال الطاغية ونشر الفكر الحسيني، واكراما لدوره الكبير في نشر مظلومية الامام الحسين (عليه السلام) سمينا الحسينية باسمه، لا سيما ان اهالي السماوة والرميثة لا يفارقون قصائده في كل محرم منذ عقود مرت، وقرأ رغم حالته المرضية المتدهور ابيات من احدى قصائده قال فيها (عهد الله عاهدناك .. يا حسين نظل وياك .. دربك ما نبعد عنه.. وحبك مفتاح الجنة.. على الفطرة حبيناك.. وحبك مفتاح الجنة)، وهو شعارنا الحالي ولدينا رواديد من الرميثة، يقرأون في مناطق ومحافظات اخرى، لذلك تعاهدوا ان تكون قراءتهم في الرميثة من الاول الى الثامن من صفر وفاء لمعلمهم الرميثي، وفي اليوم الثامن نكرم الشباب المتميزين في الخدمة الحسين ومن مواصفاتهم تميزهم بالخدمة الحسينية ورضا الوالدين عنهم ومتفوقين دراسيا".
محافظات اخرى
ويتابع الشيخ حديثه، ان الحسينية تستقبل في اليوم التاسع من صفر مواكب من محافظات البصرة وذي قار والسماوة، ومنها موكب الضامن الذي يبلغ عدد المشتركين فيه (1400) مشارك، وبعده موكب ( ابناء الحسين) وعدد المشاركين (1200)، اما الموكب الاضخم فهو موكب الزهراء (1800) مشارك وموكب غريب طوس وموكب عزيز الزهراء وكل المواكب يفوق عدد المشاركين فيها الالف ومئتي مشارك، ولدينا موكب آخر ينصب في كربلاء المقدسة عند تقاطع بغداد بالاشتراك مع طلبة السماوة، اما وجبات الطعام فمستمرة لدينا وبكميات كبيرة تصل في اليوم الواحد الى (13) كيس من الرز، ولان بداياتنا والى الآن من اموال الفقراء والمتبرعين اصبحت حسينية ياسين الرميثي معلما ودلالة في مدينة الرميثة، حتى ان الكثير من الخدام يأتون من محافظات اخرى للخدمة في الحسينية تبركا بها كون الرادود ياسين الرميثي لم يكن قارئا للقصائد فقط، بل هو مجاهد ضحى بثلاثة من اولاده في سبيل الله ولم يترك طريق الحسين (عليه السلام) الى آخر ايام عمره، واصبحت الحسينية منطلقا لآلاف المشاركين في العزاء الحسيني والمشاية، وفي الزيارة الاربعينية تبدأ الفعاليات الحسينية منذ السابع والعشرين من شهر ذي الحجة ونقيم المشاهد التمثيلية في مدخل كل مدينة، مثل مشهد المسيحي مع رأس الحسين ومشهد رقية مع رأس ابيها ومشهد خطبة زينب في مجلس اللعين يزيد، ونسير مواكب الزنجيل واللطم، وتتهيأ الاكسسوارات والملابس قبل ثلاثة اشهر من العرض، ولدينا مخرجين مختصين وممثلين وسيناريست وفنيين يصل عددهم الى (300) شخص، بينما تبلغ قيمة منظومة سيارات الصوتيات (35) مليون دينار، وتخرج مواكب مشاية السماوة يوم العاشر من صفر الى كربلاء المقدسة وتليهم مواكب الرميثة في الثالث عشر منه ويتضمن مشاهد تمثيلية ومواكب تجسيد الشخصيات بركوب الابل والخيول وملابس الحرب والسبايا، وبعد عودة المواكب تقام وجبات طعام للمعزين، وتستقبل هذه المؤسسة وتطعم ويبيت عندها خلال العام الواحد حيث تقيم عزاء كل الائمة في مناسباتهم، بحدود مليون شخص وتتكفل بالإطعام والايواء والتفوييج الى كربلاء النقدسة بانفاق سنوي يصل الى (250) مليون دينار، وكل المدينة تفتح ابوابها لايواء الزائرين".
قاسم الحلفي ــ المثنى
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة