حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
هذا العنوان لم يعد غريباً في بلد مثل العراق ، ففي عراق مابعد عام ٢٠٠٣ اصبح كل شيء مباح ومتاح ، كنا نسمع ان الوزارة الفلانية بيعت او انها دخلت سوق النخاسة من باب المحاصصة السياسية السيئة الصيت والسمعة ، وكنا نسمع من بعض رجالات السياسة في هذا الزمن الاغبر والذي يعيشه العراق ان هذه الوزارة سعرها يختلف عن تلك وان هذه الوزارة تسمى ( أم الخبزة) على حد قول احد سياسي الصدفة وكان المطلوب منا ان نصدق ما يحدث في بلادنا لاننا نعيش زمن غرائبي بكل شيء ، لكن الامر المثير للسخرية والحزن بنفس الوقت حينما نسمع ان احدى الوزارات في الدولة العراقية بيعت بقرار قضائي لعيون الاستثمار الذي سينقذ المواطن العراقي الذي يفترسه الفقر والعوز وهو يعيش ضمن احد اهم البلدان النفطية في العالم ، وزارة الشباب والرياضة بيعت بكل اراضيها في بغداد وعلى الوزارة ان تخلي مقراتها فوراً ، وعليها ان تبحث لها عن مكان تسكن فيه ، شر البلية مايضحك ، والمدهش في الامر ان قرار الاخلاء صدر وعلى وزير الشباب والرياضة ان يجد له مكاناً بديلاً لمكتبه هو وموظفي وزارته ، وزارة تمثل مانسبته اكثر من ستين بالمية من مجموع سكان العراق وهم شريحة الشباب اصبحت هذه الشريحة ( مهجوله) جراء سياسة الاستثمار والتي تقودها حيتان الفساد في البلد ، هذه الحيتان التي تحميها السلطة بشكل او باخر والتي باتت تعيث بالارض فساداً والتي على مايبدو تريد ان تستولي على اي منفذ يدر عليها اموالاً ، المهم في الامر ان تتنعم حيتان الفساد بخيرات البلاد وليذهب الوطن وفقرائه الى الجحيم ، اما انا ومن بعدي الطوفان ، هذا الشعار الذي تحمله حيتان الفساد سيقضي على احلام فقراء الوطن ، بعد اليوم وبعد ان اندثرت مراكز الشباب ومنتدياتها بذريعة الاستثمار جاء الدور على وازرة الشباب والرياضة لكي يستأصلوا اي امل واي حلم للشباب العراقي بان يكون له حصة في بلده الذي يعد من اهم البلدان النفطية في العالم ! ! ! ؟
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟